مدير مدرسة جزائرية يمنع طالبة من الدخول.. والسبب شعرها
من "قضية تقبيل نعل المعلمة" إلى "الشعر المجعد"، لا يكاد يخلو قطاع التعليم بالجزائر من القضايا التي تثير الجدل وتطرح علامات الاستفهام.
آخر القضايا الجدلية التي خرجت هذه المرة من مدارس الجزائر لم تكن من شرقها كما حدث الأسبوع الماضي من ولاية تبسة، بل من غربها وتحديداً من ثانوية "لطفي" بولاية وهران.
- غضب جزائري لإجبار معلمة لتلميذ على مسح نعلها بيده
- "لا تسكني وحدك بل مع والدتي".. حملة غريبة للمقبلين على الزواج بالجزائر
السبب غريب نوعاً ما هذه المرة، حيث قام مدير المدرسة الثانوية بطرد تلميذة (16 عاماً) بسبب "تصفيفة شعرها"، وبرر ذلك بأن "شعرها مجعد جداً" ولا يتلاءم مع تلميذات في عمرها.
واشترط مدير الثانوية على التلميذة للعودة للدراسة بإعادة تصفيف شعرها بأي شكل "غير الشعر المجعد".
واضطرت والدة التلميذة للتوجه إلى مدير المدرسة، منتقدة تصرفه مع ابنتها، وحاولت إقناعه بأن "شعرها عادي ولا يوجد أي قانون يمنع أي نوع من تصفيفات شعر التلميذات"، بينما أصر المدير على موقفه، ورفض إدخالها.
وسارع رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى نشر صور التلميذة وهويتها، وذكروا بأنها مبارزة اسمها "نايلة بن شقور"، فيما كانت الصور قديمة ولم تظهر فيها التلميذة بذلك الشعر المجعد الذي أغضب مدير مدرستها.
وجاءت مجمل ردود الأفعال عبر منصات التواصل منتقدة لسلوك التلميذة، واعتبروا بأنها تجاوزت القانون الداخلي للمدرسة الجزائرية الذي يمنع أي شكل للتلاميذ يكون غير متناسب مع الحرم المدرسي.
فيما وصفت بعض التعليقات إصرار المدير على منعها من الدراسة إلى حين إعادته لشكله الطبيعي بـ"التصرف العنصري والذي لا يمت بأي صلة للعمل التربوي".
غير أن الفنانة الجزائرية داليا شيح سارعت للتضامن، الاثنين، مع التلميذة "نايلة"، ونشرت مقطع فيديو عبر مواقع التواصل بـ"شعر مجعد" كما عهدها جمهورها.
"داليا" انتقدت تصرف المدير وكشفت عن تعرضها لمواقف مشابهة في حياتها، كما استهجنت تعليقات الجزائريين عبر مواقع التواصل، وأعربت عن استغرابها لما أسمته "منع التلميذ من الدراسة من أجل تصفيفة شعره.
وتابعت قائلة: "منذ متى لا يحق للتلميذ الدخول للدراسة بسبب شعره، نحن في وقت مرض، هناك أناس يموتون وهناك من لا يجد العمل، التلاميذ مكثوا 7 أشهر دون دراسة".
واعتبرت في سياق حديثها أن "التعليم الحقيقي هو تربية التعليم كيف يتعلم الثقة بنفسه وتقبل الآخر واحترامه"، ووصفت ما حدث بـ"التمييز ضد التلميذ".
"العين الإخبارية" استفسرت في عدة ثانويات بالعاصمة الجزائرية عن حقيقة وجود ما يمنع التلاميذ من الدخول إلى المدراس بسبب تصفيفات شعرهم أو ما شابه ذلك.
وأجمعت ردود أفعال الأساتذة ومديري الثانويات وبعض أهالي التلاميذ في حديثهم لـ"العين الإخبارية" على وجود "قانون داخلي موحد في جميع المدارس الجزائرية بجميع أطوارها الابتدائية والمتوسطة والثانوية".
وأكدوا بأن قرار مدير مدرسة "لطفي" بوهران كان استناداً إلى ذلك القانون، والذي يمنع أي لباس أو تصفيفة شعر غير لائقة وكذا "الميك آب" للتلميذات.
وتحدث بعضهم عن منع تلاميذ أو أبنائهم من الدخول للمدارس بسبب ارتدائهم سراويل قصيرة أو غير محتشمة، بالإضافة إلى تسريحات الشعر التي يتأثر بها التلاميذ المراهقون من صيحات الموضة التي يتابعونها عبر القنوات التلفزيونية أو وسائل التواصل الاجتماعي.