نصف مليون جزائري يقضون عطلة نهاية العام بالخارج
فرنسا الخاسر الأكبر من ضياع 50% من سياح الجزائر وتونس المستفيد الأول، وعدد كبير من الجزائريين يفضلون أداء مناسك العمرة في نهاية العام.
يفضل الكثير من الجزائريين تأخير إجازاتهم السنوية إلى نهاية العام، لتتسع مساحة الخيارات أمامهم جامعين بين البهجة والسياحة والترويح عن النفس في وقت واحد.
وتكشف أرقام هذا العام عن أن نصف مليون جزائري حجزوا تذاكر رحلات جوية للاحتفال بعطلة نهاية العام 2018 وبداية 2019 خارج الجزائر، مستهدفين عددا من دول العالم.
- وكالات سياحية: ارتفاع "مذهل" في عدد السياح الجزائريين إلى مصر في 2018
- الجزائري عامر هاشمي يصور معاناة المهاجرين السريين في لوحات تشكيلية
وبحسب إحصائية صادرة عن وكالات سياحية جزائرية، فإن الوجهات السياحية المفضلة للجزائريين في رأس السنة الميلادية شملت دولاً عربية وأوروبية، من أبرزها: تونس، مصر، الإمارات العربية المتحدة، المغرب، لبنان، بريطانيا، إسبانيا، البرتغال، اليونان، النمسا وفرنسا.
وأسهمت التخفيضات الكبيرة التي أجرتها الشركات الجوية بهذه الدول في استقطاب السياح الجزائريين، حيث تراوحت نسب التخفيضات ما بين 30% إلى 40%.
فرنسا الخاسر الأكبر
تبقى فرنسا أكثر الدول المتضررة من انخفاض عدد السياح الجزائريين، إذ أكدت عدد من الوكالات السياحية الجزائرية أن احتجاجات "السترات الصفراء" التي تشهدها غالبية المناطق الفرنسية، دفعت آلاف الجزائريين لإلغاء حجوزاتهم بالفنادق الفرنسية لعطلة نهاية العام، رغم عدم تحذير السلطات الجزائرية من زيارة هذا البلد الأوروبي.
وقدرت الوكالات السياحية الجزائرية نسبة إلغاء رحلات الجزائريين نحو فرنسا بنحو 50%، وغيّر الجزائريون وجهاتهم نحو دول أخرى، أبرزها تونس ومصر.
ورصدت "العين الإخبارية" غياباً شبه تام في سابقة هي الأولى من نوعها لتوافد الجزائريين على التأشيرة الفرنسية في قنصلية فرنسا بمحافظة عنابة (شرق الجزائر) خلال شهر ديسمبر/كانون الثاني.
وأرجعت بعض المصادر ذلك إلى احتجاجات "السترات الصفراء" التي تجتاح مختلف المدن الفرنسية، إضافة إلى الإجراءات الإدارية المعقدة للحصول على التأشيرة الفرنسية.
تونس المستفيد الأول
في المقابل، كشفت وسائل إعلام تونسية عن ارتفاع قياسي لنسبة حجوزات الجزائريين في الفنادق التونسية لعطلة نهاية العام، وارتفعت بنسبة 65% في الأسبوع الأخير من شهر ديسمبر/كانون الثاني.
- اللهجة الجزائرية واللغة العربية.. تقارب أم تباعد؟
- "كوكو".. مملكة أمازيغية بالجزائر تحدت العثمانيين قبل 500 عام
وبلغ عدد السياح الجزائريين الذين دخلوا إلى تونس في الأيام العشرة الأخيرة من ديسمبر/كانون الأول نحو 180 ألف جزائري، بحسب تقديرات الديوان الجزائري للإحصائيات، وسجل المعبر الحدودي "أم الطبول" رقماً قياسياً بتجاوز عدد المسافرين الجزائريين نحو تونس في الفترة نفسها 70 ألف مسافر.
وشهدت حافلات النقل من الجزائر العاصمة إلى تونس العاصمة حركة غير مسبوقة بحسب ما رصدته "العين الإخبارية"، ما اضطر مديرية النقل في العاصمة الجزائرية إلى زيادة عدد الحافلات المتوجهة إلى تونس.
كما عرفت مراكز العبور الحدودية بين الجزائر وتونس حركية كبيرة للسياح الجزائريين، من خلال طوابير السيارات الطويلة، والتي تحمل عائلات جزائرية فضلت قضاء عطلة نهاية السنة في تونس.
ويرجع تفضيل الجزائريين للوجهة التونسية خاصة لأولئك الذين ألغوا حجوزاتهم نحو فرنسا إلى سهولة الإجراءات الإدارية للسفر نحو تونس، وغياب التأشيرة بين البلدين.
كما ارتفع عدد الجزائريين المتوجهين إلى البقاع المقدسة لأداء مناسك العمرة مع نهاية ديسمبر/كانون الأول بشكل كبير، وبلغ عددهم 30 ألف جزائري، بحسب تقديرات وكالات سياحية جزائرية.
ويفضل عدد كبير من الجزائريين أداء مناسك العمرة في الشهرين الأخيرين والأولين من كل عام، بالنظر إلى طبيعة الطقس في المملكة العربية السعودية، الذي يتميز بالبرودة بالمقارنة مع بقية أشهر العام.
"صحراؤنا أحسن من أوروبا"
وفي الوقت الذي يتهافت فيه عدد كبير من الجزائريين نحو الخارج، أطلق جزائريون شعاراً بالتزامن مع عطلة نهاية العام يستهدف الترويج للسياحة الداخلية بعنوان "صحراؤنا أحسن من أوروبا".
واستناداً إلى إحصائيات لوكالات سياحية جزائرية، فقد عرفت السياحة الداخلية نحو المناطق الصحراوية الجزائرية لعطلة نهاية العام ارتفاعاً كبيراً مقارنة بالأعوام الماضية، وبلغ في الأسبوع الأخيرة من ديسمبر/كانون الأول نحو 6 آلاف جزائري، مقارنة بـ3 آلاف و4 آلاف في الأعوام الماضية.
وشهدت أسعار عدد من الفنادق والمجمعات السياحية في الجنوب الجزائري تخفيضات كبيرة وصلت إلى 30%، كما خفضت شركة الخطوط الجوية الجزائرية أسعار تذاكر السفر للمسافرين نحو المناطق الجنوبية للبلاد لقضاء عطلتهم الشتوية بـ50%.