بالصور.. معرض لبيع الأوراق النقدية العربية القديمة بالجزائر
أوراق نقدية قديمة من 10 دول عربية معروضة للبيع في الجزائر العاصمة وسط إقبال كبير عليها من قبل هواة جمع التحف النادرة
يوجد في الجزائر عدد كبير من هواة جمع وبيع القطع القديمة حتى قبل استقلالها عام 1962، لمختلف الأغراض والتحف الثمينة في قيمتها التاريخية والحضارية والثقافية المرتبطة بالمجتمع الجزائري، على غرار الأواني والصور وحتى أشياء لا يخطر على البال أن تكون ضمن تلك الأغراض مثل الأحذية ومستلزمات الزينة الخاصة بالنساء.
- "التراث التصويري".. معرض للوحات مؤسسي الفن التشكيلي الجزائري الحديث
- مذكرة تفاهم بين "جائزة الملك فيصل" و"العربي للترجمة" بالجزائر
لكن ذلك لم يمنع أن تظهر مجموعات "متخصصة" في جمع وبيع أنواع محددة من القطع القديمة، أبرزها النقود بمختلف أنواعها وفتراتها وأماكنها.
"العين الإخبارية" تتجول في أقدم شوارع العاصمة الجزائرية لتجد معرضاً لبيع أوراق نقدية غالبيتها لدول عربية مع تحف أخرى تعود إلى "الزمن الجميل" كما يسميها كثير من الجزائريين، وذلك في شارع "أودان" بقلب العاصمة الجزائرية.
والملاحظ في الأوراق النقدية المعروضة أنها تبدو وكأنها جديدة نظرا للاهتمام الكبير الذي يوليه المولعون بالاحتفاظ بهذه الأوراق التي يصنفونها ضمن "التحف النادرة"، حتى أن بعضاً من الزبائن اعتبر أن الأوراق النقدية القديمة "أحسن من الجديدة في رسومها وصناعتها وحتى في بركتها" كما قال عدد منهم لـ "العين الإخبارية".
غالبية الأوراق النقدية المعروضة عند الأخوين عبدالمالك وشقيقه نور الدين من مختلف الدول العربية، إذ وجدت "العين الإخبارية" أوراقاً نقدية من المملكة العربية السعودية، الكويت، سلطنة عمان، البحرين، العراق، لبنان، مصر، ليبيا، تونس، ومن الجزائر.
من المملكة العربية السعودية توجد ورقة من فئة "5 ريال" قديمة، بها صورة الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز آل سعود، ومكتوب عليها أيضا "لا إله إلا الله وحده لا شريك له.. محمد رسول الله".، ومن سلطنة عمان تعرض ورقة 1000 ليرة قديمة.
ومن مملكة البحرين، تعرض ورقة "1 دينار بحريني" صدرت في عهد الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، وبجهتها الثانية صورة لمجموعة من الأحصنة العربية الأصيلة، إضافة إلى نقود دولة الكويت التي كانت حاضرة أيضا في هذا المعرض، بورقة من فئة "1 دينار كويتي".
أما الليرة اللبنانية فقد كانت حاضرة بمعرض العملات القديمة في العاصمة الجزائرية بورقة من فئة 2500 ليرة قديمة، إضافة إلى الجنيه المصري الذي لم يغب عن معرض الأوراق النقدية القديمة في الجزائر العاصمة، إذ حضرت ورقة من فئة 5 جنيهات قديمة، وبها صورة لأحد الفراعنة.
ومن بين الأوراق النقدية العربية القديمة التي مرت على عدسة "العين الإخبارية"، ورقة من فئة "10 دينار" قديمة من العراق، وبها صورة للعالم العربي الحسن بن الهيثم، ومن جهتها الثانية صورة أخرى للمنارة الحدباء في مدينة الموصل العراقية.
ومن تونس عرضت ورقة "5 دنانير" قديمة تعود إلى عهد الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة، الذي طبعت صورته في الورقة النقدية.
أما ليبيا فعرضت لها ورقتان نقديتان قديمتان، الأولى من فئة 10 دينار بها صورة الزعيم الثوري والتاريخي الليبي الراحل عمر المختار، والثانية من فئة 5 دينار.
الأوراق النقدية الجزائرية القديمة أو كما يسميها كثير من الجزائريين "نقود البركة" حضرت بقوة في معرض بيع الأوراق النقدية القديمة في شارع "أودان"، لعل أبرزها وأكبرها حجماً الورقة النقدية من فئة 100 دينار قديمة.
ورقة خصص لها صاحب المعرض عبدالمالك أهمية خاصة لسببين، الأول أن من رسمها على غرار كثير من الأوراق النقدية الجزائرية القديمة، الفنان التشكيلي الراحل محمد إيسياخم، أما السبب الثاني فيعود إلى حجمها الكبير، فهي تعد أكبر ورقة نقدية في تاريخ الجزائر الحديث، ويسميها الجزائريون "الزربية" (نسبة إلى السجاد).
حتى أن سعرها بحسب زوار المعرض يكاد ينافس سعر زرابي الجزائر، فهي معروضة بسعر 3000 دينار جزائري (25.45 دولار)، وهنا سألت "العين الإخبارية" صاحب المعرض عن سبب ارتفاع سعر هذه الورقة النقدية بالذات مقارنة مع بقية الأوراق النقدية.
حيث قال عبد المالك "إنها قطعة نادرة، وحصلت عليها بصعوبة وبعد بحث طويل عند زملائي ومعارفي، كما أن كثيرا من الجزائريين يبحثون دائما عن هذه الورقة النقدية، خاصة وأنها تمثل الزمن الجميل عند الجزائريين".
أوراق نقدية جزائرية قديمة أخرى عرضها عبد المالك أيضا، من بينها أوراق من فئات 200 دينار، 100 دينار، 50 دينارا.
ووجدت "العين الإخبارية" كذلك أوراقاً نقدية قديمة من بعض دول العالم، من بينها إسبانيا، فرنسا، بريطانيا، بولونيا وغيرها.
القطع النقدية كان لها مكان أيضا في المعرض، من بينها قطع نقدية جزائرية قديمة من بينها 1 سنتيم، 20 سنتيم، 50 سنتيم، 1 دينار وغيرها، إضافة إلى قطع نقدية قديمة تعود إلى الفترة العثمانية والاستعمار الفرنسي.
تحف أخرى حرص الأخوان عبد المالك ونور الدين على إخراجها إلى المعرض، من بينها ميداليات رياضية لمختلف أنواع الرياضات أقدمها تعود إلى عام 1912، لكن عبد المالك أكد في حديثه مع "العين الإخبارية" بأنه لا يعلم أصحابها، وبأنهم باعوها منذ زمن طويل، وانتقلت إليه عن طريق هواة جمع القطع النادرة.
كما يوجد هاتف منزلي قديم، وصور قديمة لبعض أحياء الجزائر من بينها حي القصبة العتيق في العاصمة الجزائرية، وأخرى أظهرت جمال النيل المصري بالأبيض والأسود، وغيرها من الصور لمختلف المناطق في الجزائر وخارجها، إضافة إلى أظرفة قديمة لمناسبات سياسية وثقافية ورياضية مختلفة.
وفي حوار مع "العين الإخبارية"، قال صاحب المعرض عبد المالك "إنه ورث هذه الهواية عن والده التي بدأها قبل استقلال الجزائر، حيث كان يجمع مختلف القطع النقدية القديمة والطوابع البريدية والبطاقات البريدية القديمة التي يبدأ تاريخها من 1930، إضافة إلى طوابع بريدية وقطع نقدية تعود للعهد العثماني في الجزائر".
وعن مدى الإقبال على تلك التحف والقطع النادرة، قال عبد المالك "إن هناك إقبالاً كبيراً خاصة من قبل هواة جمع هذه القطع القديمة والنادرة، إضافة إلى الأجانب الذين يرغبون في اقتناء أغراض تذكارية ورمزية خاصة بالجزائر وبدول عربية".
بدوره قال أحد هواة جمع القطع القديمة والنادرة عماد عصادي في حديث مع "العين الإخبارية": "توجد مجموعة من الهواة في الجزائر العاصمة، ونجتمع كل يوم سبت لتبادل القطع القديمة أو لشرائها من أشخاص يبيعونها يأتون من مختلف مناطق البلاد، وحتى أجانب، ولدينا الآن جمعية وطنية تقيم في كل مرة معارض لعرض وبيع مختلف أنواع القطع القديمة والنادرة والتي تلقى إقبالاً كبيراً من قبل الجزائريين، كما أن كل واحد منا ورث هذه الهواية عن أهله، ولها أصولها وقوانينها التي وضعها لنا الآباء والأجداد ولا يمكننا الخروج عنها".