الحداد والناظوري معا في تونس.. تقارب عسكري ليبي مبشر
العين الإخبارية - عبدالهادي ربيع
رغم الانقسام السياسي، تتواصل مساعي التقارب بين قادة الجيش الليبي في الشرق والغرب ودعم مسار توحيد المؤسسة العسكرية المنقسمة منذ أعوام.
وفيما لا تزال الخلافات بين الأطراف السياسية تزداد تعقدا وسط فشل المسارات السياسية والدستورية في التوصل لاتفاق ينهي الأزمة، إلا أن المسار العسكري يشهد تقدما ملحوظا بدعم من الدول الصديقة والشقيقة.
وتجلى التقارب بين الأطراف العسكرية الليبية في زيارة أجراها رئيسا أركان القوات المسلحة التابعين للقيادة العامة والمنطقة الغربية معا إلى العاصمة التونسية للمشاركة في معرض عسكري دولي.
وأعلن المركز الإعلامي لرئاسة الأركان العامة للقوات المسلحة الليبية أن الفريق أول عبدالرزاق الناظوري رئيس الأركان، شارك رفقة رئيس الأركان في المنطقة الغربية، محمد الحداد، بدعوة من رئيس أركان جيش الطيران التونسي الفريق محمد الحجام، بفعاليات المعرض الدولي للطيران والدفاع في دورته الثانية والمقام بمطار النفيضة الدولي.
وأضاف البيان أن المشاركة تأتي في إطار توسيع آفاق التعاون بين البلدين في جميع المجالات العسكرية عموماً وفي مجال الدفاع الجوي خصوصاً.
وعكست الزيارة التي جمعت بين الفريقين والصور المنشورة للزيارة مدى التقارب الذي وصل إليه الفرقاء العسكريون الليبيون بعد أعوام من الحروب والانقسام الذي لم تكن المؤسسة العسكرية استثناء منه.
زيارة مبشرة
وفي قراءة للزيارة، يقول المحلل العسكري الليبي محمد الترهوني، إنها مبشرة وتدل على مدى التقارب الذي وصل إليه العسكريون الليبيون ونجاح المسار العسكري في مقابل المسارات الأخرى السياسية والاقتصادية.
وأضاف الترهوني، في حديث لـ"العين الإخبارية" أن العسكريين الليبيين لديهم غاية واحدة وهي حماية سيادة ليبيا وتوحيد المؤسسة العسكرية في الإطار الصحيح بعيدا عن المليشيات والتكتلات المسلحة التابعة للإخوان.
وأردف أن المساعي العربية وجهود الدول الشقيقة والصديقة، مثل مصر وتونس، مشكورة للجمع بين الليبيين بعيدا عن التدخلات السافرة للدول الأجنبية من خلال المرتزقة وقوات على الأرض، إيمانا بأن الحل لا بد أن يكون ليبيا بحتا، متمثلا في القيادات العسكرية من الجانبين.
وأشار إلى أن الليبيين يحدوهم الأمل ويترقبون هذا المسار المفصلي وما حدث من لقاءات جانبية خلال الزيارة والذي يجب أن يفضي لتوحيد المؤسسة العسكرية للقيام بالدور المنوط بها لحماية السيادة وإخراج الأجانب وتفكيك المليشيات وحلها ونزع سلاحها، كون الأزمة في صميمها أمنية وبالتالي يمكن إنهاء حالة القوة القاهرة التي أوقفت الاستحقاق الانتخابي.
الأول منذ أشهر
ويأتي لقاء الناظوري والحداد لأول مرة منذ اجتماعهما في يوليو/ تموز الماضي بالعاصمة طرابلس، في ظل أزمة سياسية خانقة تشهدها البلاد.
وكان من المفترض أن يجري الأخير زيارة مشابهة إلى مدينة بنغازي شرق البلاد، إلا أنه اضطر لتأجيلها أكثر من مرة على خلفية الاشتباكات والأزمات الأمنية المتلاحقة في العاصمة.
وسبق أن أعلن العسكريون الليبيون، في 19 يوليو/ تموز الماضي، اتفاقهم مبدئيا على توحيد المؤسسة العسكرية، وناقشوا آلية بدء توحيد بعض الإدارات والهيئات العسكرية في اجتماع ضم أعضاء اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 والناظوري والحداد.
ويعد المسار العسكري، وفقا لمخرجات مؤتمر برلين وإعلان القاهرة، أنجح مسارات حل الأزمة الليبية مع تعثر المسارات الأخرى السياسية والاقتصادية والدستورية، والتي أدت إلى انقسام سياسي بين حكومتين متوازيتين وفشل التوافق على قاعدة دستورية للانتخابات.