الحزمي والعامر.. طفلان يمنيان يبدعان في تصميم المجسمات (صور)
لا يتوقف شغف طفلين يمنيين عند حدود إعادة تصميم المباني السكنية، بل يطمحان إلى توسيع آفاقهما وموهبتهما وولوج عالم الهندسة الواسع.
بدأت قصة مشير الحزمي، مع تصميم المجسمات منذ طفولته، حيث جذبه جمال بعض المباني المحيطة، وانطلق في تصميمها بحرفية عالية. ويستخدم الحزمي، 16 عاما، أدوات بسيطة في تصميم بنايات ومدن سكنية ومطارات وأبراج عالية، ومباني حكومية.
وتكشف تلك المجسمات التي زينت بمصابيح إضاءة لتبدو كما لو أنها حقيقية، عن موهبة كبيرة لا سيما أن المواد المستخدمة في صنعها بسيطة للغاية. وينافس الحزمي بمجسماته المكونة من الكرتون وبقايا الأشياء المهملة، تصميمات شركات الهندسة المعمارية، رغم أن تحصيله العلمي لا يتعدى المرحلة الأساسية.
ويستغرق مشير في تصميم بعض المجسمات 5 أشهر والبعض منها لا يحتاج لأكثر من 20 يوما، لكن أكثر ما يرهقه هو شراء مستلزمات صنع المجسمات، إذ إن بعضها غير متوفر.
ويقول الحزمي لـ"العين الإخبارية" إن الله وهبه إلهاما ذهنيا، ومواهب فنية متنوعة منها الرسم، والنحت، وأعمال المجسمات العمرانية والهندسية، وهي الموهبة التي برز فيها بشكل أكبر، وطغت على جميع المواهب الأخرى.
ويشير إلى أن قصته مع المجسمات، بدأت عندما قام بتصميم منازل عادية، واستمر في ذلك حتى شاهد والده إنجازاته، وشجعه على الاستمرار فيها، وتطوير مهاراته بما يتيح له تقديم نفسه بشكل أفضل للجمهور، ويعزز من موهبته. كما أن التزام والده بتوفير المبالغ المالية اللازمة لشراء بعض الاحتياجات، ساهم في استمراره في هوايته التي يزاولها في أوقات فراغه.
وإلى جانب التصاميم التي ينفذها، يدرس الحزمي حاليا بالصف الثاني الثانوي، بالفترة الصباحية، ويعود لدراسة اللغة الإنجليزية في أحد معاهد تعليم اللغة، من الثانية بعد الظهر، وحتى الرابعة عصرا، كما يدرس من الخامسة وحتى الثامنة مساءً الكمبيوتر والتصاميم الهندسية، ويوزع بقية وقته ما بين استذكار الدروس ومواصلة عمله في التصاميم، وهو برنامج يبدو شاقا لفتى في مثل عمره.
ويسعى الحزمي لتطوير مهاراته بشكل أفضل، من خلال الحصول على منحة دراسية إلى الخارج، أو دخول كلية الهندسة في جامعة صنعاء، لإعادة تصميم المباني اليمنية، لاسيما التاريخية منها، أو تلك التي على وشك الاندثار.
ومن بين المباني التي قام بتصميم مجسماتها، مبنى مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا ومبنى المستشفى الألماني الحديث، وبرج الأميرة مارينا في دبي، وبرج الخطوط الجوية اليمنية، وهو مبنى زجاجي أنشئ في سبعينيات القرن الماضي. كما أعاد تصميم العديد من الفلل السكنية والمباني العامة، فيما يبقى مبنى جامعة شبوة آخر تصميماته الفنية.
وعلى نفس الدرب، وفي محافظة تعز الواقعة جنوب غرب اليمن، برز محمد فواز العامر، 10 سنوات، كموهبة في تصميم المجسمات الخاصة بالبنايات والجسور والحدائق العامة.
ويعتقد محمد أن تصميم المجسمات يوسع الخيال ويفتح الذهن، كما أنه يعد إحدى الوسائل المهمة في الشرح والتوضيح.
لكن محمد العامر، كما هو الحال مع مشير الحزمي، يعاني من ارتفاع تكلفة المواد الخاصة بتصميم المجسمات، فضلا عن أن البعض يقيم تلك المجسمات بقيمة المواد المصنوعة منها، وليس على أساس الفكرة التي تمثلها.