"العين الإخبارية" تكشف خطة الحوثي للرد على المبادرة السعودية
أعادت مليشيات الحوثي الحراك الدولي للسلام باليمن لنقطة الصفر عقب رفضها المبادرة السعودية ضمنيا وطرح اشتراطات كخطة جديدة للمراوغة.
وكشف مسؤول يمني لـ"العين الإخبارية"، أن مليشيا الحوثي طالبت بما سمّتها خطة سلام شامل يبدأ بتعليق متزامن للعمليات العسكرية وفتح مطار صنعاء وميناء الحديدة دون أي قيود حسب القيادات الحوثية الموجودة في سلطنة عمان وإنهاء أي دور عسكري للتحالف في اليمن.
وحسب المسؤول اليمني، الذي رفض الكشف عن هويته، فقد عقد ممثلو الحوثي لقاء مباشرا مع المبعوث الأمريكي إلى اليمن ليندر كينج وأخرى مع المبعوث الأممي مارتن جريفيث في العاصمة العمانية مسقط.
وأضاف أن مليشيات الحوثي ربطت بين عائدات ميناء الحديدة والنفط والغاز الذي تنتجه الحكومة الشرعية من محافظات مأرب والجوف وحضرموت وطلب وفدها المفاوض في عمان بتقييد العائدات لتكون تحت إدارة مشتركة لصرف رواتب الموظفين والجيش.
وأكد أن هذه المطالب كانت الشرعية قد رفضتها ضمن خطة جريفيث المعدلة والتي اعتبرها الرئيس اليمني منصور هادي وحكومته مصادرة للصلاحية الدستورية وإشراك فصيل انقلابي في التحكم بواردات الدولة المركزية.
ولفت المسؤول اليمني إلى أن مليشيا الحوثي طرحت مقترحا آخر لربط مأرب بالحديدة في اتفاق "منفصل لمأرب"، بحيث تورد عائدات المدينة من الغاز والنفط وعائدات ميناء الحديدة إلى حساب برعاية أممية وتخصص العائدات كرواتب للموظفين والجيش والأمن بما فيهم المليشيات التابعة للحوثيين.
وأوضح أن مليشيا الحوثي تراوغ وتناور كعادتها وتتهرب من الانصياع إلى السلام وتضع اشتراطات جديدة حتى وهي تعلن موافقة مبدئية على بند واحد فقط من المبادرة السعودية، يتعلق بوقف العمليات العسكرية شريطة التوافق على وضع خاص لمأرب ينزع سلطة الشرعية على مواردها النفطية.
وأعلنت السعودية في 22 مارس/آذار الجاري عن مبادرة للسلام في اليمن تضمنت وقفا شاملا لإطلاق النار وتخفيف قيود شحنات الوقود المتجهة إلى ميناء الحديدة وفتح مطار صنعاء بإشراف من التحالف والأمم المتحدة واستئناف العملية السياسية.
ورفضت مليشيات الحوثي على لسان عدد من قياداتها المبادرة وتوج هذا الرفض بموقف أعلنه زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي، الخميس الماضي، دعا إلى مواصلة الحرب مفتتحا العام السابع من المواجهة حسب مضمون خطابه المطول الذي تضمن هجوما حادا على واشنطن ولندن.
عضو وفد مليشيا الحوثي التفاوضي في سلطنة عمان عبدالملك العجري قال إن حوارات مكثفة تحتضنها السلطنة بين وفد الحوثيين والمبعوثين الأممي والأمريكي والسويدي، وقبلهم الأوروبي.
وزعم العجري في تدوينة على حسابه في موقع "تويتر" أن تركيز وفد المليشيات هو أن تصب هذه الجهود نحو معالجة الاستحقاقات الإنسانية أولا باعتبارها قضايا لا يفترض أن تكون محل نقاش ما لم ستكون مقتصرة على معالجة تعقيدات الاستحقاقات العسكرية والسياسية.
موقف حوثي جديد ينسف مواقف سابقة كانت قيادات المليشيا أعلنتها ووضعت وقف إطلاق النار في مقدمة أي خطوات سلام.
وتكرر مليشيات الحوثي المناورة والمراوغة عند كل جولة حوار لتتنصل من الموافقة على البدء بعملية سلام حقيقية، إذ تبحث عن شرعنة فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة دون أي آلية رقابة أممية ودولية وهو ما ترفضه حكومة الشرعية بشكل مطلق.
أحدث موقف للشرعية
وفي أحدث موقف للشرعية من التحركات الدولية نحو إنضاج صيغة سلام في اليمن، أكد رئيس مجلس الشورى أحمد عبيد بن دغر أن المبادرة السعودية كشفت حقيقة الحوثيين كجماعة إرهابية عنصرية وعرَّت أكاذيبهم.
وأشار المسؤول اليمني إلى أن الحوثيين ظهروا كما لم يظهروا من قبل دعاة حرب، ووكيل تابع يخدم أجندة إيرانية توسعية في المنطقة، ويتماهى مع سياسات النظام الإيراني التوسعية، ومشروعه القديم الجديد ويعمل في نطاقه.
بن دغر اعتبر أن الأمر الأكثر أهمية هو أن المبادرة السعودية قد حظيت بدعم وطني وأن اليمنيين يأملون في وقف الحرب التي تسبب الحوثيون في وقوعها.
وأضاف أن الحوثيين يتسببون في استمرار الحرب، دون مراعاة لحجم الخراب الذي لحق باليمن، وغزارة الدماء التي سالت بسببهم في إشارة إلى رفضهم لمبادرة السلام الجديدة.
وحذر بن دغر في سلسلة تدوينات على موقع "تويتر" من "الركون للحوثيين المقطورين بعمامة الإمام الخميني، حتى لو استجابوا للحوار فكل مراحل الحوار معهم أفضت إلى مزيد من الدماء".
aXA6IDE4LjExNi44Ni4xNjAg جزيرة ام اند امز