علي النعيمي: العمل الإعلامي بحاجة لمعايير جديدة خارجة عن النمطية
الدكتور علي راشد النعيمي، رئيس تحرير "العين الإخبارية"، يسلط الضوء في جلسته بمنتدى الإعلام العربي، على ضرورة امتلاك الإعلام لأدوات قوية
أكد الدكتور علي راشد النعيمي، رئيس تحرير "العين الإخبارية"، أن منتدى الإعلام العربي أصبح منصة تجمع أحلام وآمال الإعلاميين وآلامهم، وصار تجمعا عربيا وعالميا للإعلاميين، مشدداً على ضرورة وجود معايير جديدة لصناعة العمل الإعلامي في العصر الحالي.
وسلّط الدكتور النعيمي في جلسة "الإعلام العربي المؤثر"، المقامة ضمن فعاليات منتدى الإعلام العربي في دبي، الضوء على مدى امتلاك الإعلام العربي لأدوات إعلامية قوية، متوجها بالشكر للقائمين على المنتدى، الذي خرج عن الأنماط التقليدية في منتدياتنا التي شهدناها.
وأضاف: "لا بد أن ندرك أن العالم قد تغير ويتجه إلى مزيد من التغيير، وما زلنا كإعلاميين تقليديين نوعا ما. لا بد أن نتفاعل مع التغيير ونحدث الفرق ونواكب التطور الذي شهدته الحياة".
وتابع: "يجب أن ننظر من خلال معايير جديدة للعمل الإعلامي وصناعة إعلام متميز، وأن نبدأ في التفكير خارج الإطار التقليدي الذي عرفناه، فالإعلاميون يحتاجون إلى رؤى جديدة في التعامل مع المهنة".
وسلّط الدكتور النعيمي الضوء على أزمات المنطقة العربية، قائلاً: "منطقتنا منطقة أزمات، ومن المهم جدا أن يكون عمل الإعلامي إبداعيا ولا يكون انفعاليا ويسعى لتقديم شيء مميز.. فالعمل الإعلامي سلاح ويجب أن نحسن استغلاله".
أوضح أن الإعلام العربي يحتاج لتجاوز رد الفعل إلى الفعل والابتكار، مؤكداً أنه "يجب أن تكون رسالتنا الإعلامية موجهة للشباب وتحاكي همومهم وتطلعاتهم وتقدم خطابا إعلاميا مقنعا لهم وليس مقنعا لنا حتى لا نخسر هذه القوة. فالشباب العربي يحتاج لخطاب مقنع لهم يوازي المرحلة".
ولفت الدكتور النعيمي إلى الفجوة التي استطاع منها الإرهاب وتنظيماته أن يوظف الإعلام في السنوات الماضية لاستهداف الشباب، مضيفاً: "في السنوات السبع الماضية كان هناك فراغ سده من يصنع الإرهاب والتطرف واستطاع توظيف الإعلام الحديث لأجندتهم، فتنظيم داعش الإرهابي كان لديه 90 ألف تغريدة".
وعن مسؤوليات الإعلاميين، قال: "الإعلامي الحقيقي هو صوت الوطن ولديه مسؤولية كبيرة تجاه مجتمعه، فنحن نحتاج لصناعة قامات إعلامية تحمل هموم الأمة وتستشرف المستقبل لها، كما نحن بحاجة إلى خطاب إعلامي نتحمل فيه مسؤولياتنا".
واختتم الدكتور النعيمي، موجهاً حديثه إلى الإعلاميين والحضور قائلا: "يجب أن تكون صوتا لوطنك. نحن أن نريد أن نصنع قامات إعلامية تؤثر على الشباب العربي.. قامات تحمل هموم الأمة وتستشرف المستقبل. نحن بحاجة إلى صناعة رأي عام يصنع الفرق ويحمل هموم الناس".
ويطرح منتدى الإعلام العربي في دورته السابعة عشرة التي انطلقت أعمالها الثلاثاء، عدة قضايا راهنة حول وسائل التواصل الاجتماعي من تويتر وسناتشات وفيسبوك والروبوتات التي تدخل مختلف مجالات الإعلام، إلى جانب صناعة التحريض والتضليل والتزييف.
ويشارك في نقاشات المنتدى الذي يعقد في مدينة جميرا بدبي بمشاركة أكثر من 3 آلاف شخصية إعلامية ومؤثرة، ويستضيف أكثر من 45 متحدثاً من 20 دولة عربية وأجنبية.
وتناقش هذه الدورة من المنتدى تأثير التحديات التي تمر بها المنطقة في ساحة الإعلام العربي، وتداعيات التغيرات السياسية على المشهد الإعلامي، وما يفرضه ذلك من تبعات تلقي بظلالها على موضوعية ومهنية الرسالة الإعلامية، كما يرصد المنتدى أهم التحولات التي طرأت على شكل ومضمون الإعلام والصحافة العربية بفعل التطوّر التقني، وصولاً إلى طبيعة العلاقة مع الجمهور في العصر الرقمي، ومستقبل صناعة الصحافة في ظل ثورة الذكاء الاصطناعي، وما يواكب النمو المتسارع في تلك المحاور من تطور في المشهد الإعلامي العربي والدولي.