عالية الحمادي.. رائدة الإعلام الرقمي في حكومة الإمارات (بروفايل)
في سنوات قليلة، استطاعت عالية الحمادي الترقي في العمل الحكومي بدولة الإمارات، وتشغل الآن منصب نائب رئيس المكتب الإعلامي لحكومة الإمارات.
وفي مارس/ آذار 2020، عُينت عالية الحمادي نائبا للمدير العام في مكتب الدبلوماسية العامة بوزارة شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، وقبلها أشرفت مع فريق مكتب الدبلوماسية العامة على تصميم الهوية الإعلامية المرئية لدولة الإمارات، وهو المشروع الوطني الأكبر من نوعه الذي أطلق أواخر 2019.
جاء هذا المشروع لتصميم وتطوير هوية مرئية لدولة الإمارات لترسيخ صورتها الإيجابية في الذهنية العالمية وإبراز مقوماتها الاقتصادية والثقافية والإنسانية والحضارية، وحازت عالية الحمادي جائزة راشد للتفوق العلمي، وهي من خريجي برنامج القيادات المؤثرة الذي أطلقه مركز محمد بن راشد لإعداد القادة.
عالية الحمادي والهوية الإعلامية للإمارات
ومع انطلاق المهمة الإماراتية "مسبار الأمل" إلى كوكب المريخ يوليو/ حزيران 2020، قالت عالية الحمادي إن دولة الإمارات تلهم العالم بأحلامها العظيمة، كما يلهم شباب الإمارات شباب العالم بالتأكيد أن لا شيء مستحيل، وأضافت حينها أن انطلاق مسبار الأمل في موعده المقرر رغم تحديات جائحة كورونا والانتهاء من كل الاستعدادات والتجهيزات الخاصة به، يشكل رسالة أمل لشعوب العالم ومصدر إلهام لأجيال المستقبل بأن لا شيء يمكن أن يقف أمام أحلام الإنسان وأن المستحيل كلمة لا تعترف بها الإمارات.
وفي يوليو/ حزيران 2020، أعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الهيكل الحكومي الجديد وإنشاء المكتب الإعلامي لحكومة الإمارات، ويضم مكتب الدبلوماسية العامة ومكتب الاتصال الحكومي ومكتب الهوية الإعلامية له، ويشرف على التواصل الإعلامي الداخلي والخارجي لحكومة دولة الإمارات.
من هي عالية الحمادي؟
تشغل عالية الحمادي حاليا منصب نائب رئيس المكتب الإعلامي لحكومة الإمارات، وفي ديسمبر/ كانون الأول 2021 شاركت في عدد من الحملات والمبادرات والمشاريع الوطنية، مثل حملة "أجمل شتاء في العالم"، التي حققت أكثر من 500 مليون مشاهدة للمحتوى الإعلامي على منصات التواصل الاجتماعي، وقالت عالية الحمادي إن الحملة جمعت 11 ترشيحا ضمن القائمة النهائية لجوائز "دبي لينكس" الإبداعية العالمية الكبرى 2022.
وحصد المكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات 16 من جوائز "دبي لينكس" 2022، وقالت عالية الحمادي في هذه المناسبة: "مواكبة فريق عمل المكتب الإعلامي مهمة وطنية ومسؤولية مهنية جسيمة للتعريف بمبادرات الدولة ومشاريعها الاستراتيجية، لذلك لم يوفر فريق عمل المكتب أي جهد لمواكبة تلك المشاريع بأفضل الخطط والحملات الإعلامية المبتكرة في أفكارها وأدواتها، حتى وصلت إلى تغطيات إعلامية محلية وعالمية غير مسبوقة، ولامست وجدان جمهور المتلقين من كل الجنسيات والخلفيات الثقافية، بما يعزز سمعة الدولة تنفيذا لمبادئ الخمسين العشرة التي أعلنتها قيادة الدولة في سبتمبر 2021".
وأضافت: "حملاتنا الإعلامية التي واكبت مشاريع استراتيجية مثل مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، وحملة 100 مليون وجبة، وحملة أجمل شتاء في العالم، أبرزت المبادئ التي قامت عليها دولة الإمارات، والقيم التي يحملها مجتمعها المتنوع المتسامح المتضامن مع غيره من شعوب العالم والمساهم بفاعلية في مد يد المساعدة ودعم القضايا الإنسانية الملحة".
أكاديمية الإعلام الجديد
وشغلت عالية الحمادي أيضا منصب الرئيس التنفيذي لأكاديمية الإعلام الجديد، وهي مؤسسة تعليمية أنشئت عام 2020، لتأهيل الجيل الجديد في دولة الإمارات لقيادة قطاع الإعلام والمحتوى الرقمي، عبر مجموعة واسعة من البرامج المتنوعة والمبنية على أسس علمية وعملية، وتقوم على إعداد الخبراء والمديرين في مجال التواصل ضمن القطاعين الحكومي والخاص، بالإضافة إلى تدريب الشخصيات المؤثرة على منصات التواصل الاجتماعي بأسلوب احترافي.
وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي، نظمت أكاديمية الإعلام الجديد "مؤتمر المليار متابع"، الذي تناول تجارب أكثر من 100 مؤثر وصانع محتوى، ووفر مساحة متبادلة للنقاش وطرح الأفكار والحوار حول آليات الارتقاء بصناعة المحتوى ورفع معدلاته النوعية ورسائله الإيجابية ووقع تأثيره على المجتمعات.
وقالت عالية الحمادي وقتها إن "مؤتمر المليار متابع" يشكل منصة دولية لصانعي المحتوى من جميع أنحاء العالم، مشيرة إلى أنها المرة الأولى على الإطلاق التي يجتمع فيها المؤثرون والشخصيات البارزة في مجال الإعلام الاجتماعي تحت مظلة واحدة، لمشاركة معارفهم وخبراتهم وقصص نجاحهم والتحديات التي واجهتهم في مسيرتهم.
وأضافت: "تلقت أكاديمية الإعلام الجديد، منذ إعلانها عن تنظيم مؤتمر المليار متابع، نحو 16 ألف طلب للمشاركة من 162 جنسية. واليوم لدينا نحو 77 متحدثا من العالم العربي وأمريكا وأوروبا وآسيا وأفريقيا. وتهدف الأكاديمية من خلال هذا المؤتمر إلى مواصلة جهودها ومساعيها في تقديم كل سبل الدعم والتمكين للراغبين في الدخول في مجال الإعلام الاجتماعي، حيث يوفر المؤتمر فرصة استثنائية للاستفادة من تجارب وخبرات الشخصيات الأكثر تأثيرا ومتابعة في وسائل التواصل الاجتماعي".
الإمارات.. مركز عالمي لصناعة المحتوى
وأشارت عالية الحمادي إلى المكانة التي وصلت إليها دولة الإمارات كمركز عالمي لصانعي المحتوى، في محاولة لتحفيز اقتصاد المبدعين في المنطقة، مؤكدة أن الأكاديمية اليوم ومن خلال هذه الفعالية الدولية الأولى من نوعها، نجحت في الوصول إلى نحو مليار متابع من جميع أنحاء العالم. كما تطرّقت إلى أهمية القطاع الخدمي والأمن والأمان والمنظومة التشريعية العادلة والمتطورة في الإمارات، بما يعزز جودة الحياة، ويجعلها وجهة مفضلة للعيش والعمل، وهو ما يفسّر وجود أكثر من 8 ملايين مقيم من أكثر من 195 جنسية يعيشون ويعملون ويتعلمون على أرضها، في حين تستقبل الدولة 25 مليون سائح سنويا من مختلف أرجاء العالم.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، احتفلت أكاديمية الإعلام الجديد بتخريج 39 مشاركا، بحضور عالية الحمادي التي أكدت في هذه المناسبة على الأهمية الكبيرة التي بات يمثلها الإعلام الرقمي في تطوير منظومة الإعلام الحكومي عموما، وفي حكومة دولة الإمارات بصفة خاصة، وقالت: "الإعلام الرقمي هو الأكثر قدرة على عكس ومواكبة مسارات التنمية للحكومة الاتحادية في مختلف المجالات، وخبرات الخريجين في هذا البرنامج ستنعكس على تعزيز كفاءتهم في الاتصال الحكومي الفعال والمؤثر، والذي يعد أحد مقومات الأداء الحكومي".
رائدة الإعلام الرقمي
وفي يوليو/ حزيران 2022، رسخت دولة الإمارات ريادتها العالمية في الابتكار الإبداعي بحصدها 22 جائزة في مهرجان "كان ليونز" الدولي، وبهذه المناسبة قالت عالية الحمادي: "حملة (لنجعل شتاءهم أدفأ) كانت واحدة من الحملات الاستثنائية بكل المقاييس بالنسبة لنا، فقد تزامنت مع حملة (أجمل شتاء في العالم) لتعبر عن إصرار الإمارات على مد يد العون وتذكر من هم بحاجة، وقيادة الجهود الإنسانية في كل الأوقات، بما يعبر عن أصالة شعب الإمارات".
وأضافت: "نجحت حملة (لنجعل شتاءهم أدفأ) في إظهار القوة الإيجابية لوسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا الحديثة، وقدرتهما على المساهمة في القضايا الإنسانية وحشد الدعم من كل أنحاء العالم لقضية ملحة تتمثل في مساهمة كل فرد منا بأقل القليل لإدخال الدفء إلى بيوت ومخيمات عشرات الآلاف من اللاجئين والنازحين والفئات الأقل حظاً في الشرق الأوسط وأفريقيا".
وختمت قائلة: "حصول حملة (لنجعل شتاءهم أدفأ) على الجائزة تجسيد مميز لمستوى الابتكار والإبداع الذي رافق الحملة خلال مراحلها كافة، فقرار لجنة التحكيم يتبع معايير صارمة لتقييم الحملة منذ وضع استراتيجياتها العامة وصولا إلى اختيار قنوات نشرها وقياس أثرها على الجمهور ومستوى نجاحها بتحقيق أهدافها، ونحن نفخر بما قدمته الحملة من منهجية متكاملة على هذا الصعيد".