المهرجان ينتظر أن يشكل منصة تركز على صانعي الأفلام الإماراتيين للمحافظة على وتيرة حيوية الإنتاج السينمائي الإماراتي
يشكل مهرجان "العين السينمائي" الذي تقام دورته الأولى بين 30 أبريل/نيسان و3 مايو/أيار المقبلين، تحت شعار "سينما المستقبل"، ضرورة ملحة للتعويض عن الغياب المؤقت لمهرجانات الدولة السينمائية الكبرى، وآخرها مهرجان دبي السينمائي الدولي، وذلك لأنه ينتظر أن يشكل منصة تركز على صانعي الأفلام الإماراتيين، وبالتالي المحافظة على الوتيرة ذاتها من حيوية الإنتاج السينمائي الإماراتي الذي ازدهر بقوة دفع المهرجانات الإماراتية السينمائية الكبرى الغائبة، والتي في أبوظبي ودبي بدت منصة للاحتفاء بالسينما الإماراتية الجديدة وبوابتها نحو العالم وفي حضوره.
ولعل دور المهرجانات الكبرى في تنشيط الحراك السينمائي الإماراتي، سيكون أكثر وضوحاً في مهرجان "العين السينمائي"، ذلك لأن الفيلم الإماراتي وصناعه سيستأثرون بالجزء الأكبر من دائرة الضوء الأكبر فيه، وسيكونون محور النقاش الرئيسي في صالاته وأروقته، بل ونأمل أن تتوافر للمهرجان الإمكانيات الكافية ليتحول "العين السينمائي" إلى مهرجان بدرجة أكاديمية علمية وعملية لصناعة الفيلم الإماراتي، إذ من شأن المراجعات النقدية التي سيوفرها "العين السينمائي"، أن تعطي دفعة ممتازة للأفلام الروائية والقصيرة التي سيتم عرضها في المهرجان.
ومن المؤكد أن الحرص على هذا الجانب بالذات وتعزيزه بحضور طيف واسع من النقاد السينمائيين العرب والأجانب، من شأنه أن يجعل "العين السينمائي" نقطة الانطلاق للأعمال السينمائية الإماراتية نحو العالم، سواء بتعليم وتقليم التجارب الجديدة منها، أو بمنح الكثير من الثقة لأفلام المخضرمين.
ماذا لو جعلنا "العين السينمائي" ملتقى لنقاد السينما، ويكون هؤلاء نجوم السجادة الحمراء إلى جانب نجوم السينما الآخرين، ألا نحقق بذلك التوازن المفقود في كثير من مهرجانات العالم، بين الجانب المعرفي للمهرجان والجانب التسويقي له؟
بكل الأحوال، تلك الفرصة التي من المفترض أن يوفرها مهرجان "العين السينمائي" للفيلم الإماراتي ولا سيما للمواهب الشابة والجديدة، لن تتوافر بهذا القدر سوى في هذا المهرجان الوليد، الأمر الذي يملي علينا جميعاً دعمه مادياً ومعنوياً، ليؤدي مهمته التي أعلنت عنها إدارة المهرجان عند إعلان انطلاقته، في "تطوير السينما الإماراتية وتقديم الدعم المعنوي والمادي للسينمائيين وإبراز المواهب والإبداع، وتنمية المعرفة الثقافية والسينمائية عند الطلبة والجمهور المحلي وصقل المواهب الشابة فنياً".
وذلك إلى جانب مهامه الأخرى غير السينمائية في تنشيط الحياة الثقافية في مدينة العين وتعزيز جاذبيتها السياحية، وبالتالي المساهمة في تنمية اقتصادها.
ولكن من المفيد أن نؤكد هنا أيضاً، أن الحديث عن تعويض يقوم به مهرجان العين السينمائي لدور كانت تقوم به المهرجانات الكبرى في الدولة، ونأمله منها حين تعود، لا يعني أنه سيكون بديلاً عنها، ولا يمكن أن تلغيه هي بطبيعة الحال بعودتها، وإنما وجوده إلى جانبها من شأنه أن يخلق الديناميكية المطلوبة في صناعة السينما الإماراتية، والتكامل في عملهم على نحو يكون مهرجان "العين السينمائي"، بصفته المحلية، مقر التصنيع الأساسي والأول للمواهب الإماراتية وتجاربها السينمائية، فيما تكون المهرجانات الكبرى، بصفتها الدولية، منصة عرض لحضور سينمائي إماراتي منافس لا تشريفي في مواجهة الأفلام العالمية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة