يمكن القول إنه بات من الضروري أن يعاد النظر في حال التهافت على الدراما التركية
مخيبة، كل التفسيرات، التي قد تصل إليها من مزامنة إطلاق الإعلان الترويجي الأول للمسلسل التركي "المؤسس عثمان" الذي يعد امتداداً لمسلسل "قيامة أرطغرل"، مع العدوان التركي الجديد على الأراضي السورية.
يعرف الجميع أن توقيت إطلاق أي إعلان ترويجي لمنتج جديد يكون مدروساً بعناية ومحكوماً بعدة ضوابط تسويقية، أبسطها ألا تكون هناك موضوعات وقضايا ومنافسة أهم تشغل الفئة المستهدفة عن هذا المنتج، وعادة ما تسارع شركات الإنتاج لطرح منتجها استثماراً لحالة مستجدة تجد في شيوعها بين الناس فرصة لركوب الموجة والترويج لمنتجها الجديد، وفي الحالتين، وبعيداً عن نظريات المؤامرة، لا يمكن أن يكون بريئاً مزامنة إطلاق المسلسل الجديد مع بدء العدوان التركي على سوريا.
يمكن القول إنه بات من الضروري أن يعاد النظر في حال التهافت على الدراما التركية، وعدم التعامل ببراءة مع كل ما تصدره لنا، ولا سيما حين يتعلق الأمر بالتاريخ، فالتاريخ كما تقدمه المسلسلات، يكتبه عادة منتجوها... ومنتج هذا المسلسل هو "أردوغان".
ليس سراً ندعي كشفه، أن المسلسلين السابقين إنتاجان تركيّان صاغتهما السياسة الأردوغانية في ظاهر استنكارها لصورة "العثماني" ، كما قدمها مسلسل "حريم السلطان"، وفي باطن نيتها تكريس صورة "العثماني" السوبر، على الطريقة الهوليودية عبر دراما بات الجميع يعرف أنها قوة تركيا الناعمة التي تغزو بها عقول الناس، وفي مقدمتهم الجمهور العربي، الذي لم يعد يخفي ترقبه لهذا النمط الفيلمي بالذات من الدراما التركية.. وفعل "الترقب" هنا يمكن تلمسه بسهولة في كل الأخبار العربية التي تناقلت خبر إطلاق الإعلان الترويجي للمسلسل الأردوغاني الجديد.
يحكي المسلسل الجديد عن قصة مؤسس الدولة العثمانية، وبالتالي سيتناول الحقبة التاريخية التالية والمكملة لمسلسل قيامة أرطغرل، ذات الحقبة التي أغرقت بلادنا العربية في الجهل وسلبتها نور التنوير طوال 400 سنة من الاحتلال العثماني.
وبالنظر إلى مضمون المسلسل الذي لن يكون بالتأكيد موضوعياً وحيادياً تجاه ما حدث من 400 سنة احتلال للبلاد العربية، وإلى مزامنة إطلاق هذا المسلسل مع بدء العدوان الجديد، يمكن القول إنه بات من الضروري أن يعاد النظر في حالة التهافت على الدراما التركية، وعدم التعامل ببراءة مع كل ما تصدره لنا، ولا سيما حين يتعلق الأمر بالتاريخ، فالتاريخ كما تقدمه المسلسلات يكتبه عادة منتجوها.. ومنتج هذا المسلسل هو "أردوغان".
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة