"الجزيرة" تهدد اتفاق "العلا".. أكاذيب وافتراءات ضد السعودية والإمارات
حملة افتراءات وأكاذيب شنتها قناة "الجزيرة" القطرية ضد السعودية والإمارات، على مدار الأيام الماضية، في مخالفة صريحة لاتفاق "العلا".
افتراءات تحيكها "الجزيرة"، لزرع بذور الفتن ووأد مساعي الوفاق في وقت تعمل فيه السعودية والإمارات على البناء على الاتفاق، والمضي قدما في تعزيز التكامل والتضامن الخليجي، وحشد الجهود المشتركة لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية.
حملة تكشف تناقضات "الجزيرة"، وازدواجية معاييرها، وتدحض مزاعم المهنية والموضوعية وشعار "الرأي والرأي الآخر"، ومتاجرتها بالقضايا والمواقف السياسية وفق أجندة مشبوهة تثير الفتنة.
تخالف تلك الحملة بشكل واضح وصريح اتفاق "العلا"، الذي تم بموجبه طي صفحة الخلاف بين قطر ودول الرباعي العربي (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) خلال القمة الخليجية الـ41 التي عقدت في محافظة العلا شمال غرب السعودية 5 يناير/كانون الثاني عام 2021، والذي تم التأكيد على مضامينه في القمة الخليجية الـ42 التي عقدت في الرياض 14 ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وليس سرا أن "الجزيرة" وأكاذيبها كانت أحد أبرز أسباب الخلاف بين قطر ودول الرباعي العربي، وأنها سعت خلال فترة الخلاف إلى تأجيجه وتعميقه.
كما حاولت مع قرب التواصل إلى اتفاق لتقويضه وعرقلة سبل الوصول لحل للأزمة، وها هي هذه الأيام تعيد كرتها الأولى، ساعية إلى إثارة الفتنة وإفشال الاتفاق، الأمر الذي يثير تساؤلات مجددا عن هوية من يحدد السياسية التحريرية للقناة، ودوافعه وراء تلك الحملة في هذا التوقيت.
حملة افتراءات
"العين الإخبارية" ترصد في هذا التقرير نماذج من أكاذيب القناة وافتراءاتها على مدار الأيام الماضية، المخالفة لاتفاق العلا:
- في 12 أغسطس/ آب الجاري، وخلال برنامج "الجانب الآخر" التي تقدمه علا الفارس، كان ضيف الحلقة خالد مشعل رئيس حركة حماس في الخارج، وكانت الحلقة مخصصة للحديث عن سيرته ومسيرته، إلا أن المذيعة وجهت ضيفها توجيها للهجوم على السعودية كذبا وافتراء، فبدون أية مناسبة تسأل المذيعة مشعل قائلة: بعض أعضاء الحركة معتقلين في السجون السعودية لماذا تغير موقف السعودية من حماس؟ لينبري الضيف زاعما وجود معتقلين بالعشرات في المملكة وأنهم يتعرضون "لتعذيب بشع".
ويتمادى في أكاذيبه وافتراءاته زاعما- وهو يجري المقابلة على شاطئ الخليج من مقر إقامته بقطر- أن ما تقوم به المملكة يأتي لأنهم متمسكون بفلسطين وأنهم يمارسون المقاومة.
ولم تكلف المذيعة -التي وجهته توجيها للهجوم على المملكة – أن تفند إجابته أو تشكك فيها أو تثير أية تساؤل حولها- كما هو المفروض بدورها كإعلامية-، اكتفت بأكاذيبه ومضت وكأن هذا هو المطلوب.
الأمر لم يكن محض صدفة، فقد تكرر الأمر مجددا في برنامج "ما وراء الخبر" يوم 16 أغسطس/ آب الجاري، الذي يقدمه عثمان آي فرح في حلقة خصصت بالكامل لمناقشة معلومات تم تزييفها، على خلفية صدمة "الجزيرة" من هزيمة الإخوان في أحداث شبوة.
والحقيقة هي أن محافظة شبوة - ثاني منتج للنفط بعد حضرموت – شهدت مؤخرا تمردا عسكريا لعدد من القيادات العسكرية والأمنية الإخوانية بعد إقالة قائد القوات الخاصة في المحافظة عبدربه لعكب، المعروف بولائه لتنظيم الإخوان، لضلوعه في قضايا اقتتال وإثارة فوضى داخل المحافظة التي توجد مليشيات الحوثي على حدودها من جهتي البيضاء ومأرب.
وعلى وقع هذه الفتنة، اتخذ المجلس الرئاسي إجراءات حاسمة، في مقدمتها تعيين 3 قيادات عسكرية وأمنية في شبوة وذلك بعد إقالته للقيادات الإخوانية المتمردة، قبل أن يعلن محافظ شبوة، عوض ابن الوزير العولقي، في 10 أغسطس/ آب الجاري، انطلاق عملية عسكرية لإنهاء تمرد الإخوان، وفرض الأمن والاستقرار في عتق، عاصمة المحافظة.
عملية عسكرية مضادة، استطاعت عبرها ألوية العمالقة الجنوبية وقوات دفاع شبوة استعادة الأمن والاستقرار في عاصمة المحافظة، عتق، أثارت جنون الكتائب والذباب الإلكتروني والأبواق الإعلامية لتنظيم الإخوان ممثلا في "حزب الإصلاح" ومليشيات الحوثي لبدء حملة إعلامية مشبوهة لدعم التمرد الإخواني في شبوة، تحديا لقرار المحافظ عوض العولقي.
إساءات بالجملة
قناة "الجزيرة" كانت على رأس تلك الأبواق الإعلامية محاولة إقحام دولة الإمارات في تلك الأحداث، زاعمة كذبا وبهتانا مشاركة طيران مسيّر إماراتي في الأحداث، قام بقصف ما وصفتها بالقوات الحكومية في إشارة إلى ميلشيات الإخوان.
وفي محاولة من القناة لإضفاء المصداقية على أكاذيبها، استعانت باليمني صالح الجبواني -الفار إلى لندن - والمعروف بمواقفه المعادية للتحالف العربي الداعم للشرعية، الذي لم يتأخر ليس فقط في ترديد الأكاذيب نفسها بل والتمادي في الباطل عبر توجيه إساءات للسعودية وقادتها.
يقول الجبواني للجزيرة: "السعودية تتحمل مسؤولية تصفية الدولة اليمنية وتبني مشروع تفتيت اليمن ويتحمل الأمير محمد بن سلمان (ولي العهد السعودي) شخصيا مسؤولية ما يجري من تفتيت في اليمن".
ويتمادى قائلا: "اليوم تقسم اليمن وغدا ستقسم السعودية".
وهكذا اتهامات وتحريض وأكاذيب فجة طالت السعودية والإمارات على مدار البرنامج.
ورغم محاولة الضيف الآخر صالح النود المتحدث باسم المجلس الانتقالي الجنوبي في لندن التأكيد أن اتهامات القناة للإمارات غير صحيحة والتأكيد على أن "الإمارات عنصر فعال من التحالف العربي بقيادة السعودية والتركيز على الإمارات وكأنها دخلت لأجندة معينة غير صحيح، وأن التحالف دخل لدعم الشرعية اليمنية"، ظلت القناة تلح في عرض الأكاذيب نفسها على مدار البرنامج، دون أي حديث عن الدور الإيراني فيما يعاني منه اليمن.
الأكاذيب نفسها عرضتها القناة في العديد من نشراتها على مدار الفترة الماضية، فالقوات التي تقاتل تحت مظلة المجلس الرئاسي تسميها القناة قوات مدعومة إماراتية والميلشيات المتمردة الموالية للإخوان تسميها الجيش اليمني وأي تقدم تحرزه القوات الموالية للشرعية اليمنية يكون بسبب "مسيرة إماراتية" على حد مزاعم القناة، وهكذا تصدر المشهد في نشراتها وبرامجها مرارا وتكرارا على أنه "تصعيد من قوات مدعومة إماراتيا ضد قوات الجيش اليمن في شبوة".
تناقضات بارزة
أكاذيب القناة القطرية واستهدافها الواضح للسعودية والإمارات ومخالفة اتفاق العلا وضح جليا أيضا هذا الأسبوع، ليس من خلال أكاذيبها فقط بل من خلال تناقضاتها.
فالقناة التي لم تكف عن مهاجمة الدول التي وقعت اتفاق سلام مع إسرائيل وعلى رأسها الإمارات والبحرين، كان أحدثها في برنامج "فوق السلطة" 12 أغسطس/آب الجاري، غضت الطرف تماما عن تطبيع العلاقات بين إسرائيل وتركيا، ولاذت بصمت مطبق، في تناقض واضح يكشف ازدواجية المعايير لدى القناة ومتاجرتها بالقضية الفلسطينية على حسب أجندتها.
وأعلنت إسرائيل وتركيا، الأربعاء، عودة التطبيع الكامل للعلاقات بينهما، وعودة سفراء البلدين إثر اتصال هاتفي بين رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وقال حساب رئاسة الوزراء الإسرائيلية على تويتر، إن "إسرائيل وتركيا تعيدان السفيرين"، في إشارة إلى التطبيع الكامل بينهما.
وشهدت العلاقات بين البلدين تطورا ملحوظا في الأشهر الماضية، مع تبادل الزيارات لكبار مسؤولي البلدين.
ورغم مرور 5 أيام على إعلان تركيا وإسرائيل تطبيع العلاقات لم يصدر عن القناة أي تعليق.
يأتي هذا في الوقت الذي كانت لم تتوقف فيه القناة القطرية طوال الفترة الماضية عن توجيه انتقادات للدول التي وقعت اتفاق سلام مع إسرائيل والتشكيك -ظلما وبهتانا- في مواقفها الداعمة للقضية الفلسطينية.
حملات أكاذيب وافتراءات متواصلة تشنها قناة "الجزيرة" ضد السعودية والإمارات، سرعان ما تثبت الأيام والأحداث زيفها.
حملات تسير بشكل واضح ضد اتفاق "العلا" في مواجهة مساع سعودية إماراتية لتعزيز التضامن الخليجي والعربي، بعد مرور نحو عامين على الاتفاق، ترتكز على مزيد من التعاون.. والمضي قدماً نحو التكاتف لمواجهة التحديات، لتعزيز الاستقرار والازدهار ونشر التسامح وتصفير أزمات المنطقة والنهوض بالمستقبل.
تبقى الكرة الآن في ملعب قطر للمضي قدما في تنفيذ بنود اتفاق العلا، وإعادة تصويب مسار إعلامها، الهادف لإفشال الاتفاق.