علاوي يلوذ بالبرلمان هربا من رفض الشارع وممانعة السنة والأكراد
رئيس الوزراء العراقي المكلف يقدم حكومته للبرلمان الخميس وسط اعتراضات على مكوناتها
رغم استمرار رفض رئيس الوزراء المكلف محمد علاوي من قبل الشارع العراقي، فإن النفوذ الإيراني ما زال يضغط لتمرير الحكومة،الخميس، أمام البرلمان بالاعتماد على أصوات خاضعة لسيطرة طهران.
رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي زعيم تحالف القوى العراقية الذي يمتلك أكثر من ٤٠ مقعدا في مجلس النواب، أكد أن "عقد جلسة التصويت لا تعني الاتفاق على تمرير حكومة محمد علاوي".
وقال في مقابلة متلفزة الأربعاء: "رئيس الوزراء المكلف محمد علاوي ليس مستقلا، ولا يوجد توافق حوله، وهو مشترك في العملية السياسية، وفي ترؤس الوفود التفاوضية منذ 12 عاما".
وقوبلت التشكيلة الوزارية لعلاوي باعتراضات عديدة من قبل النواب، رغم أنه وصف في تغريدة له ليل الأربعاء، حكومته بأنها "الأولى التي تتكون من مرشحين مستقلين وأكفاء ونزيهين".
رئيس حزب المستقبل العراقي، انتفاض قنبر، أكد في تغريدة أن "تشكيلة علاوي الحكومية تتكون من موظفين مسلكيين من بقايا عهد نظام صدام حسين السابق وحولوا ولاءهم إلى إيران، وهم راضخون لخدمة أي كان حتى الشيطان".
وتزامنا مع استعداد علاوي لتمرير حكومته لم يتوصل وفد إقليم كردستان المفاوض مع التحالف الشيعي إلى أي نتائج، الأمر الذي يجعل مشاركتها في جلسة التصويت شبه مستحيلة.
وينضم بذلك وفد إقليم كردستان إلى تحالف القوى العراقية وائتلاف الوطنية وعدد آخر من الكتل السياسية الرافضة لعلاوي.
ويتجاوز عدد النواب المعارضين ٤٠ نائبا، فيما يبلغ عدد مقاعد مجلس النواب العراقي ٣٢٩ مقعدا.
وأكد جمال كوجر النائب عن الاتحاد الإسلامي الكردستاني، أن الوفد الكردستاني واجه خلال مفاوضاته مع التحالف الشيعي عقبتين لم يتلق أي تطمينات بخصوصها.
وتابع كوجر لـ"العين الإخبارية": "العقبة الأولى تتمثل في اختيار رئيس الوزراء المكلف محمد علاوي الوزراء دون الرجوع إلى حكومة الإقليم أو الأطراف السياسية الكردستانية، تمكنّا من التوصل إلى حل وسط لهذه العقبة، حيث ترك لنا علاوي خيار اختيار الوزراء إذا لم نوافق على الوزراء الموجودين".
وأضاف كوجر أن العقبة الثانية تتمثل بالاتفاقيات المبرمة بين حكومة الإقليم والحكومة العراقية وحصة الإقليم من الموازنة العامة للعراق وموضوع رواتب موظفي الإقليم وقوات البيشمركة واستحقاقات الفلاحين والحزام الأمني الموجود في المناطق المتنازع عليها بين كردستان وبغداد وسيطرة الحشد الشعبي على هذه المناطق والفراغ الأمني.
وبحسب مراقبين ومختصين للشأن العراقي، إذا تمكنت إيران ونفوذها في العراق، الخميس، من تمرير حكومة علاوي في مجلس النواب، فإن الحكومة الجديدة المعروفة أنها حكومة انتقالية ينتظرها العديد من التحديات التي قد تؤدي بها إلى الانهيار المبكر.
وحددت المختصة بالشأن العراقي شذى العبيدي لـ"العين الإخبارية" أبرز التحديدات التي ستواجهها الحكومة المقبلة في ظل الهيمنة الإيرانية على العراق؛ وهي رفض شعبي من قبل الشارع، وسياسي من قبل الأكراد والسنة، الأمر الذي سيعيد مجددا المشاكل بين أربيل وبغداد.
وأردفت العبيدي: "حكومة علاوي لن تتمكن من حصر السلاح بيد الدولة وإنهاء دور مليشيات الحشد الشعبي التابعة لإيران ومحاكمة قادتها وعناصرها المتورطين بجرائم ضد العراقيين وشعوب المنطقة".
وأشارت إلى أن حكومة علاوي لن تكون قادرة على محاربة الفساد الذي تتبناه إيران ومليشياتها في العراق، فضلا عن أن القضاء العراقي غير قادر على حسم الملفات، "لذلك الأزمات الحالية ستتعمق أكثر مما هي عليه الآن في ظل حكومة علاوي"، على حد تعبيرها.
aXA6IDMuMTI4LjE3MS4xOTIg جزيرة ام اند امز