أبوفدك.. قيادي غامض خلفا لـ"المهندس" بالحشد الشعبي العراقية
مسؤول عن الحوادث (قتل واختطاف وتعذيب) التي وقعت أثناء الاحتجاجات الأخيرة في العراق، وكذلك أحداث اقتحام السفارة الأمريكية
بعد نحو 6 أسابيع من مقتل قائد مليشيا الحشد الشعبي الموالية لإيران أبومهدي المهندس، أعلنت العراق تعيين عبدالعزيز أبوفدك خلفا له وسط غموض حول شخصيته.
وقتل المهندس مع قاسم سليماني قائد مليشيا فيلق القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني، في غارة أمريكية ببغداد 3 يناير/كانون الثاني الماضي.
ونقلت وكالة الأنباء العراقية عن نائب معاون رئيس المليشيا، أبوعلي البصري، أن "هيئة الحشد الشعبي عقدت اجتماعا واتفقت من خلاله على تعيين القيادي في الحشد عبدالعزيز (أبوفدك) بمنصب رئيس الأركان خلفا للمهندس".
وأضاف أنه "تم تبليغنا بأنه سيتم توقيع الأمر الديواني بتعيين أبوفدك من قبل القائد العام للقوات المسلحة خلال اليومين المقبلين بعد الاتفاق عليه من قبل هيئة الحشد".
وبينما غابت أي معلومات عن القائد الجديد لمليشيا الحشد الشعبي وبدت ضبابية، قال الناشط العراقي ياسر الجبوري، إنه المسؤول عن الحوادث (قتل واختطاف وتعذيب) التي تقع أثناء الاحتجاجات الجارية في العراق، وكذلك أحداث اقتحام السفارة الأمريكية، حيث يمكن رؤية عبارات من قبيل "الخال مر من هنا".
ولم يتوقف قادة مليشيات الحشد عن التهديد والوعيد بقتل المتظاهرين والانتقام منهم لمطالبتهم بإنهاء النفوذ الإيراني في العراق وتشكيل حكومة وطنية عراقية بعيدا عن تدخلات إيران ومليشياتها.
وأضاف الجبوري على تويتر أنه يطلق عليه لقب "الخال"، لافتا إلى أنه كان مسؤول كتائب حزب الله بالعراق، ولكن بعد خلافات بخصوص ملف فدية الصيادين القطريين خرج من التنظيم، ثم عاد أثناء التظاهرات الأخيرة في العراق بأمر مباشر من سليماني.
وتشير تقارير إلى أن مليشيات موالية لإيران كانت مسيطرة على منطقة "جرف الصخر" (وسط العراق) كان وراء اختطاف صيادين قطريين في يناير/كانون الثاني 2015، والذين أطلق سراحهم بعد مفاوضات طويلة شاركت بها الحكومة العراقية لإطلاق سراحهم وفق صفقة سرية لم يعلن عن تفاصيلها.
وأوضح الجبوري أن لجنة خاصة ضمت "أبوفدك" و"أبوعلي البصري" وقياديين آخرين هم أبومنتظر الحسيني وأبوإيمان الباهلي وأبوآلاء الولائي وليث الخزعلي، اختارت الأول وريثا للمهندس "بعدما حصل على الموافقة من العراق ولبنان وإيران".
والبصري عقب مقتل المهندس انتخبه ما يسمى "مجلس شورى" التابع لمليشيا الحشد الشعبي نائبا لحين تعيين رئيس.
وبعد الهجوم على السفارة الأمريكية في بغداد، انتشرت صور لشعارات كتبت على سور المبنى، بينها صورة لشعار "الخال مر من هنا" على أحد جدران السفارة، في إشارة إلى أنه أشرف على العملية، وفق قناة الحرة العراقية.
ونقلت القناة عن صحيفة الميادين التابعة لحزب الله اللبناني أن المحمداوي هو أحد قيادات كتائب "حزب الله" العراق، وكان من قيادات الداخل العراقي خلال فترة ما قبل عام 2003 في صفوف مليشيا منظمة بدر، ونظرا لهذا الدور كان مطلوبا من نظام صدام حسين.
وتتكون مليشيات الحشد الشعبي من ٧٠ فصيلا مسلحا، وتأسست عام ٢٠١٤ بفتوى من المرجع الشيعي علي السيستاني وبأوامر من قاسم سليماني قائد فيلق القدس جناح الحرس الثوري الخارجي، بحجة محاربة تنظيم داعش الإرهابي.
إلا أنه، وفق مراقبين، جاء تأسيسها حسب خطة إيرانية لاستنساخ الحرس الثوري في العراق وتشكيل جيش مواز للقوات المسلحة التي تعمل إيران على إنهاء دورها تدريجيا منذ عام ٢٠٠٣ عبر توسيع نفوذ الأحزاب التابعة لها داخل مؤسساتها.
وعقب انتهاء الحرب على داعش وخشية العقوبات الأمريكية، قرر رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي إغلاق مقراتها ودمجها في القوات المسلحة، وهو ما عده محللون قرارا غير وطني محضا، بل جاء استكمالا للمشروع الإيراني في إنهاء دور المنظومة العسكرية والأمنية القومية بالبلاد.
وتمكنت مليشيات الحشد الشعبي الإيرانية إلى جانب تسليحها من قبل الحرس الثوري بالأسلحة الثقيلة والصواريخ خلال الأعوام الماضية من الاستحواذ على كميات ضخمة من أسلحة الجيش العراقي الأمريكية المتطورة بمختلف أنواعها.
كما خصصت الحكومات المتعاقبة خلال الأعوام الماضية ميزانية كبيرة للمليشيات من الموازنة العامة للعراق، ما جعلها أقوى من الجيش الوطني عدة وعتادا ما يمكنها من بسط سيطرتها على مجريات الأمور بالبلاد متى ما أرادت طهران.
ويرأس الحشد الشعبي حاليا مستشار الأمن الوطني بالعراق فالح الفياض.