ثورة ١١/١١ الوهمية في مصر.. 4 أسباب وراء فشل الإخوان "المتكرر"
صفعة جديدة من جموع الشعب المصري لتنظيم الإخوان الإرهابي بعد رفض دعواته التخريبية للنزول في مظاهرات ضد الحكومة اليوم الجمعة.
وكان قد دعا التنظيم بشكل كبير للتظاهر عبر منصات التواصل الاجتماعي، فيما كان هناك دعم كبير للسلطة على منصات التواصل الاجتماعي وسخرية من الفشل الذريع لدعوات الفوضى.
وأطلقت جماعة الإخوان الإرهابية النفير العام لعناصرها وكافة أنصارها بالداخل والخارج لبدء التحرك لتنفيذ مخطط لإحداث فوضى في مصر اليوم الجمعة، داعية المصريين للنزول بكثافة والاحتشاد في الميادين وإحداث اضطرابات محاولةً إرباك الأجهزة الأمنية وتشويه التنظيم الناجح لقمة المناخ في مدينة شرم الشيخ.
خطة إخوانية فاشلة
ومساء الخميس، دعا التنظيم الإخواني فرع المكتب العام (الكماليون) أتباعه للنزول إلى الميادين والاعتصام، كما تبنت الجماعة (جبهة محمود حسين بتركيا) الدعوة للتظاهر وطالبت أنصارها بالنزول والمشاركة، وحتى (فرع إبراهيم منير) أصدروا تعليماتهم تطبيقًا لوصيته بالتعامل والمشاركة مع المظاهرات بإيجابية.
كما دعا تنظيم الإخوان روابط الألتراس للتحرك والمشاركة، واصفة إياهم بالكيانات المنظمة والفاعلة ومحرضة إياهم على الانتقام من السلطات، وطالبت أنصارها بأن يلتفوا بسياراتهم وتطويق الميادين لتسهيل دخول المحتشدين ومنع دخول مدرعات وسيارات قوات الأمن لإخراجهم منها.
كما وظفت الجماعة أنصارها بالخارج لإشعال الغضب عبر تأسيس فضائيات جديدة تقوم بالتحريض على الفوضى والعنف، وطلبت من شخصيات تابعة لها مثل منصف المرزوقي الرئيس الأسبق لتونس والتابع للجماعة، وصادق الغرياني مفتي الدم في ليبيا بإعلان تأييدهم لحراك 11 نوفمبر.
كما قامت تلك الفضائيات بنشر مقاطع مرئية لتحركات وهمية لمن سمتهم "جموع الشعب"، في حملة تحريضية استمرت قرابة الشهر، إلا أنه جاءت المحصلة "صفر"، فالثورة المزعومة لم يحضرها أحد!.
وعي الشعب المصري
وحول أسباب فشل دعوات الإخوان، قال الكاتب والباحث في الإسلام السياسي، منير أديب، إن هذا يعود بالأساس لوعي الشعب وكشفه لمخطط الجماعة لتدمير الإنجازات الوطنية، التي تمت خلال الفترة الماضية والتي سيجني الشعب والأجيال القادمة ثمارها.
وأضاف أديب، في تصريح لـ"العين الإخبارية" أنه رغم إنفاق الإخوان والقوى العالمية الداعمة لهم ملايين الدولارات جاء رد الشعب المصري كصفعة على وجه جميع الخونة رافضا الانخراط في أي فوضى أو دعوة مشبوهة.
وأوضح أن "يوم الجمعة مر في حياة المواطن المصري كأي يوم جمعة تقليدي، بدأه بالذهاب كما اعتاد في الأعوام الماضية إلى صلاة الجمعة في المسجد، ثم ذهب للتسوق لشراء احتياجات الأسبوع، واكتشف بنفسه مدى كذب ادعاءات الإخوان بأن المساجد مغلقة وتوقف حركة المواصلات وفرض حظر التحوال، وأنها كلها من شائعات الإخوان التي اعتاد عليها، ثم عاد ليفتح تلفازه ويشاهد الثورة المزعومة فلم يجد أحدا قد حضر".
وأشار إلى أن "حملة الإخوان على الدولة المصرية قديمة وممتدة منذ عقود، لكن عداءهم الحقيقي برز عقب 2013، وظهر مدى حقدهم على مصر، ولن ينسى الشعب المصري جرائمهم بسهولة لهذا رفضوا خطابهم؛ لأنهم أدركوا انعدام الوطنية لديهم".
واستطرد أديب: "كما ساهم في فشل دعوتهم للتظاهر الحضور القوي للدولة ومؤسساتها وقيامها بدورها سواء في التفاهم مع المعارضة بفعاليات الحوار الوطني التي قربت وجهات النظر والتف الجميع حول الوطن، إضافة لحضور الدولة في السياسة الخارجية فأصبحت مصر قوة إقليمية قادرة على إدارة ملفاتها بسياسة مصرية وطنية".
رهانات خاطئة
بدوره، أرجع عمرو فاروق، المحلل المتخصص في حركات الإسلام السياسي، فشل دعوات الإخوان إلى عدم وجود رغبة عند المصريين في تغيير النظام رغم سوء الأحوال الاقتصادية.
وأضاف، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، أن الإخوان ما زالوا غير قادرين على قراءة الشعب المصري، فغرورهم الشخصي الفارغ من أي مضمون جعلهم يعتقدون أنهم قادرون على تحريك الشارع بسبب الأزمة الاقتصادية، فلعبوا بهذه الورقة لتوليد الغضب، ظنا أنهم يمكنهم تكرار ما حدث في 25 يناير عام ٢٠١١؛ وهي رهانات خاطئة.
وتابع: "فالدوافع التي جعلت الشعب المصري يقبل بنتائح الثورة وما أفرزته عدم رضا عدد كبير بها، هو شعور الشعب بعدم وجود أمل في التغيير وفي مستقبل أفضل وضياع الفرص وعدم التطوير، وغياب المشروعات القومية وانحسار وضعف قدرات الدولة المصرية للحد الأدنى بصورة جرحت كرامة المصريين وليس اعتراضا على الأحوال الاقتصادية والسياسية".
ومضى قائلا: "أما ١١/١١ حسب فاروق فلم تحظ بأي قدر من موافقة الشعب عليها حتى من فلول وعواجيز يناير؛ لأن هناك معطيات مختلفة، فالشعب يريد تحسين الأوضاع الاقتصادية ولا يسعى أبدا لتغيير النظام، الشعب يريد حلا للأزمة المالية ولكن على أيدي نفس النظام، من هنا فشل الإخوان وقال لهم الشعب المصري كلمته الخالدة لا للإخوان ونعم للاستقرار".
أخطاء التجارب السابقة
فيما اعتبر طارق البشبيشي، الكاتب والباحث السياسي، أن سبب فشل دعوات الإخوان للتظاهر يرجع إلى الفكرة ذاتها وللداعي لها، مؤكدًا أن الشعب المصري جرب الخروج في 25 يناير ورأى ما أوقعته من فوضى فلن يسمح بتكرارها ثانية.
وأضاف، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، أننا "لا نزال نعالج آثار هوجة يناير، والتي انخدع بها البعض في البداية ثم تبين أنها صناعة غربية لهدم الدولة من الداخل، ونعيش على أمل أن تصحح ثورة 30 يونيو/حزيران 2013 ما خربته يناير".
وأوضح البشبيشي أنه "لهذا سيقف الشعب وأبناء الوطن الحقيقيين ضد كل وأي دعوات تخريبية".
وأكد أن "تلك الدعوات جاءت من فصيل يعلم الشعب يقينًا أنه إرهابي وعميل للمخابرات البريطانية وأنه يقوم بخدمتهم من أيام المؤسس حسن البنا، فلا يمكن لعاقل أن يجربهم مرة ثانية وينخدع بهم".
وأشار إلى أن "كل الأبواق التي دعت للمظاهرات وللفوضى وللتخريب يقيم أصحابها في الخارج ولا يناضلون إلا من خلف الشاشات أو من وراء أسماء وهمية على صفحات التواصل، ويحصلون مقابل خيانتهم لوطنهم ولشعبهم على المال الوفير، فكيف يصدقهم الشعب".