الراعي مستنكرا تهريب المخدرات: هل هكذا أصبح لبنان؟
استنكر البطريرك الماروني بشارة الراعي تهريب المخدرات إلى السعودية، مطالبا الدولة اللبنانية بالمحافظة على صداقاتها مع الدول العربية.
وأشار الراعي إلى مساع عربية لدفع المسؤولين في لبنان للمضي قدما في تشكيل الحكومة الجديدة، داعيا إلى الابتعاد عن سياسة المحاصصة.
واعتاد البطريرك الماروني، خلال عظة الأحد، الحديث عن مجمل القضايا اللبنانية العالقة، لكن هذه المرة تصدرت المشهد الأزمة مع السعودية الناتجة عن محاولة تهريب المخدرات في شاحنة فاكهة الرمان.
وكشف الراعي أنه اتصل السبت بالسفير السعودي لدى لبنان، وليد البخاري الموجود حاليًّا في الرياض، وأبلغه استنكاره لما حصل مع المملكة جرّاء عملية تهريب المخدّرات وطلب إليه نقل استنكاره إلى الرياض مع التمنيّ بأن تأخذ بعين الاعتبار أوضاع لبنان والمزارعين.
وطالب الراعي الدولة اللبنانية بالمحافظة على صداقاتها مع الدول العربية، "ولا سيما السعوديّة لما لها دائما من مواقف ومبادرات إيجابيّة لصالح لبنان واللبنانيّين، وانضمت إليها دول التعاون الخليجي".
وأمام رئيس هيئة التنسيق العليا للمزارعين في لبنان الذي حضر للقداس، قال الراعي: "لقد جاؤوا ليطلقوا صرختهم الاستنكارية لما حدث مع السعودية من جراء عملية التهريب وهي ليست لبنانية ولا على اسم أي مزارع أو مصدر لبناني".
وشدد على ضرورة إجراء تحقيق سريع لكشف الفاعلين والمهربين وإنزال أشدّ العقوبات بحقهم، وبالتالي معالجة هذه المشكلة مع المملكة العربية السعودية الصديقة، باعتبارها "السند الأكبر للمزارع اللبناني من خلال تصدير أكثر من 80% من الإنتاج إليها".
أما نقيب المزارعيين في لبنان إبراهيم ترشيشي فأكد أن شحنة الرمان لم يكن مصدرها لبنان إنما سوريا ومرت عبر بيروت عن طريق الترانزيت، مؤكدا أن هذه المرحلة ليست فترة موسم الرمان في بلاده.
وأعلنت المملكة العربية السعودية الجمعة تعليق استيراد الفواكه والخضار من لبنان، أو السماح بمرورها على أراضيها، بعد ضبط الجمارك أكثر من 5,3 ملايين حبة كبتاغون المخدرة مُخبأة ضمن شحنة من الرمان.
وفي ظل العرقلة المستمرة في مسار تأليف الحكومة، أكد الراعي أن "لبنان بحاجة، لكي ينجو من حالة بؤسه وتفكك مؤسساته، إلى حكومة وطنية من اختصاصيين مستقلين عن الأحزاب".
وحدد البطريرك كذلك سمات الوزراء المنتظرين كتمتعهم بالقدرة على التعاطي في الشأن العام، وحسن الحوكمة، ومعرفة التوفيق بين الخبرة المهنية والحس السياسي، حكومة يتم تأليفها بمنطوق الدستور وروحه، وبالمساواة بعيدًا عن المحاصصة السياسية واستملاك الطوائف".
وقال: "رغم إقدام البعض على ربطِ تشكيلِ الحكومةِ بالتطورات الإقليميةِ والدولية، فهناك أكثر من مسعى عربي ودولي لدفع المسؤولين إلى الإسراعِ بتأليفِ الحكومة سريعا، وآخر رسالة بهذا الشأن أتت من قداسةِ البابا فرنسيس الذي ربط زيارته إلى لبنان بوجود حكومة".
ومضى في حديثه: "جريمة أن يفوت المسؤولون هذه الفرصةَ، خصوصا أن بها يتعلق مصير المساعدات والإصلاحِ، ونهضة الاقتصاد، وعودة أموال المودعين، وعودة لبنان إلى نفسه والعالم".
aXA6IDMuMTM4LjEyMS43OSA= جزيرة ام اند امز