الرقة ودرعا.. تضارب المصالح بين الأسد وأمريكا
محللان سوريان استطلعت العين آراءهما كشفا عن وجود تضارب مصالح بين الأسد وأمريكا في مدينتي الرقة ودرعا
لم يبهت الزخم الإعلامي الذي اكتسبته معركة الرقة التي بدأت منذ أيام، حتى يلوح بالأفق ضربات النظام السوري ضد المعارضة في مدينة درعا وتكثيفه لهذه الضربات وسط أنباء عن استقدامه تعزيزات عسكرية إلى المدينة في رغبةٍ للسيطرة الكاملة عليها.
ومنذ الأمس، رُصد تكثيف في الضربات التي يشنها النظام السوري ضد المعارضة في درعا، خاصة المنطقة الجنوبية من درعا التي تحتل مكانا استراتيجيا على الحدود مع الأردن، وذلك باستخدام البراميل المتفجرة التي احتوي بعضها على قنابل النابالم الحارقة المُحرمة دوليا.
وتشير تقارير إعلامية إلى دفع النظام السوري، الأسبوع الماضي، بمزيد من التعزيزات العسكرية الكبيرة إلى مدينة درعا، تتضمن أسلحة متطورة بمشاركة ميليشيات مسلحة تابعة لإيران لاسترجاع ما خسره في المدينة خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
وفي 6 يونيو/ حزيران الجاري، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة أمريكيّا، انطلاق معركة الرقة، لاستعادة المدينة التي تُعد أبرز معاقل تنظيم داعش في سوريا من يدي التنظيم الإرهابي.
وانضم النظام السوري إلى معركة الرقة، واستطاع الاستيلاء على عدد من القرى غرب المدينة من تنظيم داعش، لكن، حسب تقارير إعلامية، أوقف الأسد والميلشيات التابعة له تقدمه في المدينة بعد ضغط أمريكي.
وبحسب محللين سوريين تواصلت معهما بوابة "العين" الإخبارية، فإن اشتداد قصف النظام على درعا يكمن في رغبة دمشق في الوصول للحدود الأردنية، وبالتالي فك الحصار المفروض عليها من تلك الجهة في حين دخول الميليشيات التابعة للأسد معركة الرقة نابعا عن محاولة للحيلولة دون سعي كردي لإقامة دولة مستقلة له بعد استعادة قوات سوريا الديمقراطية، ذات الأغلبية الكردية، لمدينة الرقة.
فك الحصار
ميسرة بكور، المحلل السياسي السوري قال إن تكثيف ضربات الأسد على درعا نابعٌ من محاولته لفك الحصار الذي تفرضه المعارضة المسيطرة على تلك المنطقة عن قواته، مضيفا أن الأردن ليس لديه ما يمنع ذلك خاصة وأن مسؤولين أردنيين صرحوا بأن عمان ترغب في أن تسيطر الدولة السورية على حدودها مع الأردن التي طالتها هجمات إرهابية نتيجة الفوضى في سوريا.
واستدرك بكور موضحا أن قوات الأسد ليس لها إلا المنافذ الغربية مع لبنان، وفي حال سيطرته على درعا أو بالأخص حي المنشية، فإنه بذلك يكون ضمن منفذا مع الأردن.
مصالح أمريكية
وفيما يتعلق بما يُثار عن ضغط أمريكي على الأسد وقواته بعد الانضمام لمعركة الرقة، أوضح بكور أن الولايات المتحدة لديها مصالح رئيسية في الشريط السوري الشرقي مع العراق والأردن والشمالي مع تركيا، مضيفا أن أول تلك المصالح يكمن في دعم الأكراد في الشمال السوري وانفرادهم بمعركة الرقة حتى يستولوا على كامل المدينة بعد الانتهاء من محاربة داعش.
وثاني تلك المصالح يكمن في الرغبة الأمريكية في الانفراد بالسيطرة على المناطق النفطية السورية والقريبة من العراق.
واستكمل بكور موضحا أن ثالث المصالح الأمريكية يدور حول الحيلولة دون سيطرة الميليشيات الإيرانية الداعمة للأسد على المناطق الحدودية السورية العراقية خاصة معبر التنف حتى تمنع الخطط الإيرانية الرامية إلى ربط طريق بري ممتد من طهران إلى العراق فسوريا إلى لبنان لإمداد الميليشيات التابعة لها مثل حزب الله اللبناني وميلشيات الحشد الشعبي العراقية وغيرها.
يُذكر أن التحالف الدولي ضد داعش الذي تقوده الولايات المتحدة هدد النظام السوري والقوات الداعمة له من الاقتراب من معبر التنف بل وشن ضربات عليهم لإثبات جدية ذلك التهديد.
من جانبه، اعتبر محمد بسام الملك، عضو الائتلاف السوري، أن الغرض من تركيز ضربات الأسد في درعا أو المنطقة الجنوبية عامة هو توجيه رسالة إلى الولايات المتحدة وحلفائها بأن دمشق لا تسمح بخرق السيادة السورية.
وأضاف الملك أن ضرب التحالف الدولي لقوات الأسد عند التنف هو خرق للسيادة السورية سعت من خلاله واشنطن لقطع الطريق بين إيران من جهة والعراق وسوريا ولبنان من جهة أخرى.
وعن دخول الأسد معركة الرقة، أوضح الملك أن الأسد أراد أن يقول إنه مسيطر على الأرض وإنه يشترك في معارك ضد داعش علاوة على الرغبة في الحيلولة دون قيام دولة كردية تنبع من الرقة بعد هزيمة داعش.
لكن ومع ضربات الولايات المتحدة للنظام السوري، أشار إلى أن واشنطن رغبت في انفراد الأكراد بالرقة، وفي توجيه رسالة للأسد بأن هناك من يحقق مصالحها في سوريا.