"الشعار" يفتح جبهة جديدة من معركة الأحياء في حلب

ما يحدث في حلب هو معركة السيطرة على الأحياء، في مسعى لعزل الأحياء ومحاصرة المدنيين فيها ثم استخدامها كورقة ضغط بشأن هدنة ما.

دفعت القوات النظامية السورية بكامل تعزيزاتها العسكرية واللوجستية حتى تمكنت من السيطرة على حي الشعار في حلب، أحد أهم الأحياء الاستراتيجية لأطراف النزاع منذ بدء معركة حلب.

وأكدت مصادر عسكرية أن الجيش السوري سيطر على حلب القديمة بالكامل من يد الفصائل المسلحة، في هجوم يهدف للسيطرة على شرق حلب.

وكان من الواضح انهيار المسلحين في حي الشعار، لذا لم يستغرق اقتحامه وقتاً طويلاً من طرف قوات الأسد المدعومة بالقصف الروسي.

ويتساءل مراقبون عن الأسباب التي تدفع أطراف النزاع السوري إلى الاستماتة في السيطرة على حي الشعار المثير للجدل، في وقت سيطر فيه النظام السوري على أكثر من 70% من مساحة حلب، ثاني أكبر المدن السورية بعد العاصمة دمشق.

يجيب محللون عن السؤال بأن حي الشعار ربما يوازي في أهميته الاستراتيجية أحياء أخرى كالميسر والجزماتي والحلوانية وجورة عواد وضهرة عواد وكرم الطحان وكرم القاطرجي، وغيرها، إلا أن "الشعار" يعتبر من أخطر معاقل تنظيم جبهة النصرة في المدينة.

واستغل النظام السوري هذا الحي المهم الذي يتجمع فيه أبرز معارضيه المسلحين لعقد صفقات سياسية وعسكرية عليه من خلال التضييق والاعتقالات والحصار الذي يطول الأحياء الشرقية والجنوبية من حلب كذلك.

يقع حي الشعار في شمال شرق حلب، وهو أكبر الأحياء، حيث سيطر النظام ومليشياته عليه بعد قصف مدفعي وجوي ومعارك عنيفة، ليرتفع عدد الأحياء التي سيطر عليها الأسد إلى 35 حياً شرقاً، ومر فيه أكثر من 200 ألف نازح من أرياف حلب الشرقية.

وكانت جبهة النصرة قد نشرت في حي الشعار عشرات القناصة بمبانيه المتلاصقة، ما أدى إلى إبطاء حركة النظام السوري في الكثير من الأحيان، حيث يعد تجمعاً خطيراً لمخابئ ومستودعات ومقاتلي "النصرة" التابع لتنظيم القاعدة.

ويؤكد محللون أن النظام عادة ما يروج أنه أعاد الأمن والاستقرار إلى الأحياء التي سيطر عليها كحي الشعار، إلا أنه يستغل هذا الحي لإضعاف معارضيه والتوجه جنوباً.

ويصف المحللون ثلاثة محاور يعتمد عليها جيش النظام لاقتحام حلب، فالمحور الأول هو الجزء الغربي، والمحور الثاني بحيي القاطرجي والشعار، أما المحور الثالث فهو الجنوبي الغربي، حيث تشن قوات النظام هجمات على حي الشيخ سعيد.

يمكن القول إن ما يحدث في حلب هو معركة السيطرة على الأحياء، في مسعى من الأطراف المتنازعة إلى عزل هذه الأحياء عن بعضها ومحاصرة المدنيين فيها ثم استخدامها كورقة ضغط بشأن هدنة ما. 

aXA6IDMuMTM3LjE3Ni4yMTMg

جزيرة ام اند امز