الرئيس التونسي المؤقت.. رجل الظل يقفز إلى الواجهة
الناصر بات الرئيس السادس في تونس، منذ استقلالها سنة 1956، وذلك لمدة أقصاها 90 يوما قبل إجراء انتخابات جديدة
قفز اسمه فجأة إلى الواجهة، الخميس، بإعلانه توليه مهام الرئاسة في تونس، عقب وفاة رئيسها الباجي قايد السبسي.
محمد الناصر، رئيس البرلمان التونسي، هذه الشخصية التي لا تحب كثيرا الأضواء كما يسرّ للمقربين منه، وكما تشي به حياته السياسية القابعة في جزء كبير منها في الردهة الخلفية للأضواء، رغم أهمية مساره.
اليوم.. أدى الناصر اليمين الدستورية، رئيسا مؤقتا لتونس لفترة تتراوح بين 45 يوما و90 يوما، وفق ما يقتضيه الدستور، ليدخل التاريخ المعاصر للبلاد واحد من الشخصيات التي قادتها في أصعب مراحلها، وأكثرها تعقيدا وضبابية.
سياسي مخضرم، ليبرالي تقدمي، وهو أيضا من العائلة الدستورية في تونس، وقد واكب وأسهم في بلورة محطات مختلفة من تاريخ البلاد.
فيما يلي، تستعرض "العين الإخبارية" السيرة الذاتية لهذا السياسي الذي أخرجته وفاة السبسي من الظل إلى الواجهة:
ولد محمد الناصر في 21 مارس/آذار 1934، في مدينة الجم بمحافظة المهدية الساحلية، وهو متزوج وأب لأربعة أبناء.
تابع تعليمه في مرحلته الابتدائية بمسقط رأسه، قبل أن يتوجه إلى العاصمة لاستكمال تعليمه الثانوي والجامعي، ويحصل على الإجازة في الحقوق من معهد الدراسات العليا في القانون بتونس عام 1956.
وفي 1976، حصل على الدكتوراه في القانون الاجتماعي من جامعة "السوربون" بالعاصمة الفرنسية باريس.
ومع أنه لم يكن من الأسماء المعروفة لدى التونسيين، حيث لم يدخل دائرة الأضواء إلا منذ انتخابه في 2014 رئيسا لمجلس نواب الشعب، إلا أن مسار الرجل حافل بالعديد من المهام والمناصب.
تولى وزارة الشؤون الاجتماعية التونسية أكثر من مرة في عهد الرئيس التونسي الأسبق الحبيب بورقيبة (1957-1987)، وشغل المنصب ذاته في حكومة الباجي قايد السبسي في فبراير/شباط 2011.
وتقلد أيضا مهام رئيس ديوان وزير الصحة والشؤون الاجتماعية بين عامي 1961 و1964، ومديرا للتشغيل بين عامي 1965 و1967، ثم رئيسا مديرا عاما للديوان التونسي للتدريب المهني والتشغيل والهجرة من 1967 إلى 1972، قبل أن يعين واليا على محافظة سوسة الساحلية من 1972 إلى 1973.
وتولى بين عامي 1991 و1996 منصب رئيس البعثة الدائمة لتونس لدى المنظمة الدولية، ومنسق الميثاق العالمي للأمم المتحدة بتونس (2005).
أما أبرز مناصبه، فكان انتخابه في ديسمبر/كانون أول 2014 رئيسا للبرلمان التونسي، عقب ترشحه لعضويته عن حزب "نداء تونس" الليبرالي عن دائرة محافظة المهدية، مسقط رأسه.
سياسيا، تقلد الناصر في 2014 مهام نائب رئيس حركة "نداء تونس"، ثم تولى رئاسة الحركة من 31 ديسمبر/كانون أول 2014 إلى 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2015.
كان أيضا من القيادات التي شاركت في نشاط الحزب الحر الدستوري التونسي، وشغل مهاما على جميع المستويات المحلية والوطنية.
واليوم، تقلد الناصر مهام الرئيس في فترة مخاض عسير تعيشها تونس الغارقة في أتون صراعات وتجاذبات تفاقمها مخططات فرع الإخوان فيها لتصفية خصومه بشتى الوسائل، وفي وقت يبدأ فيه العد التنازلي لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية.
aXA6IDE4LjE5MS45Ny4xMzMg
جزيرة ام اند امز