أيمن الظواهري.. أين يختبئ زعيم "القاعدة" منذ 18 عاما؟
زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري وزعيم داعش أبو بكر البغدادي أكثر رجلين مطلوبين في العالم، وهناك خلافات حول أماكن اختبائهما.
يشترك زعيم تنظيم "القاعدة"، أيمن الظواهري مع زعيم "داعش" أبو بكر البغدادي في كونهما الأشد خبثا في فئة القتلة المفسدين، وأنهما أكثر رجلين مطلوبين في العالم، فكلاهما خصصت مكافأة أمريكية قيمتها 25 مليون دولار مقابل رأسه.
لكن بينما تم التكهن بالكثير عندما يتعلق الأمر بالرجل العراقي الهمجي البغدادي، لا يعرف إلا القليل عن زعيم "القاعدة"، الذي نجح في الهرب رغم المكافأة الكبيرة التي أعلنت مباشرة في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/أيلول، وفقا لتحقيق أعدته مراسلة شبكة "فوكس نيوز" هولي مكاي.
وقالت ريتا كاتز، المديرة التنفيذية لـ"معهد البحث عن الكيانات الإرهابية الدولية" (سايت)، إن الظواهري أحد المتواطئين في هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، ومثل المتآمرين الآخرين، هو مطلوب دائما من الولايات المتحدة".
وأضافت المسؤولة عن مجموعة الاستخبارات التي تتعقّب أنشطة التنظيمات الإرهابية: "لقد وضع الظواهري نفسه كبديل أكثر حكمة للبغدادي وداعش، الذي وصفه بأنه ساذج وغير مسؤول".
من هو الظواهري المراوغ؟
تولى الظواهري (67 عاما)، المولود في مصر زمام الأمور كزعيم لتنظيم "القاعدة" بعد أن قتلت وحدة قوات خاصة تابعة للبحرية الأمريكية أسامة بن لادن العقل المدبر للتنظيم في مدينة أبوت أباد الباكستانية عام 2011.
ولديه قائمة طويلة من الأسماء المستعارة التي تشمل أبو محمد، الطبيب، المعلم وعبدالقادر عبدالعزيز عبدالمعز، الدكتور، أبو فاطمة، عبدالمعز، نور، الأستاذ، وأيمن الظواهري.
بدأ جراح العيون الأشيب الذي يرتدي عمامة بيضاء، حياته كعضو مراهق في جماعة "الإخوان" بالقاهرة، حيث شكل زنزانته السرية تحت الأرض المكرسة، لإقامة "دولة إسلامية" تسمى "الجهاد الإسلامي المصري" قبل أن يلتحق بكلية الطب.
واصل الظواهري صعوده في صفوف الإرهابيين في أوائل الثلاثينيات من عمره بعد زيارة دينية للمملكة العربية السعودية في عام 1985، حيث اندمج بجيشه مع أسطول قتال أسامة بن لادن وأصبح طبيبه ومستشاره في حوالي عام 1986، وفي عام 1993 أفادت التقارير أنهما سافرا إلى كاليفورنيا لجمع الأموال للأطفال الأفغان الذين جرحوا في الحرب مع السوفييت.
في السنوات التي تلت ذلك، أمر الظواهري بهجمات مثل تفجير السفارة المصرية عام 1995 في إسلام آباد بباكستان ولعب دوراً بارزاً في سلسلة منسقة من تفجيرات السفارات الأمريكية عام 1998 في شرق أفريقيا.
وأشارت تقارير إلى أن زوجة الظواهري الأولى واثنين من أبنائه الستة قتلوا في غارة جوية أمريكية في أفغانستان في أواخر عام 2001.
وبعد صعود "داعش" المفاجئ منذ حوالي خمس سنوات بعد الانفصال عن "القاعدة"، خرج الظواهري للتنديد بوحشية التنظيم المنافس، في محاولة استراتيجية لعدم تنفير شرائح واسعة من المعارضين لعقلية "داعش".
وبينما ظهر البغدادي الذي يخشى الكاميرا، في تسجيل مصور الشهر الماضي للمرة الثانية فقط منذ إعلان نفسه "خليفة" مزعوما في عام 2014، يتواتر ظهور الظواهري على الشاشة الدعائية الصغيرة، وهو يهزأ بالعديد من القوى التي تحاول ملاحقته دون نجاح.
والجمعة، أصدرت مؤسسة "السحاب" الإعلامية، وهي الذراع الإعلامية لتنظيم "القاعدة" فيديو يضم تسجيلات صوتية للظواهري يشيد بجلال الدين حقاني، الذي توفي بسبب "سوء الحالة الصحية" في سبتمبر/أيلول الماضي.
وقبل خمسة أيام، في الخامس من مايو/أيار، أصدرت قناة "السحاب" عبر حسابها على "تليجرام" رسالة من الظواهري مدتها 44 دقيقة تؤكد على الوحدة بين المسلمين وتذكر بعصر بن لادن.
أين يختبئ الظواهري؟
أوضحت الكاتبة أنه لا تزال هناك اختلافات بين أجهزة الاستخبارات حول موقعه الحالي، ففي أوائل عام 2017، كان التركيز على باكستان باعتبارها الملاذ المحتمل، وفقا لمصادر أمريكية.
وأشارت إلى أنه في الآونة الأخيرة، حدد عملاء استخبارات في الولايات المتحدة والشرق الأوسط موقعه في المناطق القبلية غير الخاضعة لسيطرة أفغانستان المجاورة لباكستان، ومع ذلك، قال مصدر رفيع المستوى أيضًا لـ"فوكس نيوز" إن سوريا يتم تمشيطها أيضًا كاحتمال كبير.
بينما أشار ستيفن ستالينسكي، المدير التنفيذي لمعهد بحوث إعلام الشرق الأوسط (ميمري) ومؤلف كتاب "خائن أمريكي"، الذي يوثق حياة أمريكي مقرب من الظواهري إلى تواجد الأخير في منطقة التضاريس الجبلية الوعرة على الجانب الباكستاني من الحدود الأفغانية.
في أوائل عام 2016، شنت الولايات المتحدة غارة جوية بطائرة بدون طيار على موقع الظواهري المؤكد في وادي "شوال" في شمال وزيرستان في باكستان، وفق ما أوردته نيوزويك، لكنه تمكن من الفرار.
قبل عقد، قيل إن الولايات المتحدة شنت غارة جوية على قرية دامادولا الحدودية الباكستانية، بالقرب من أفغانستان، فبناءً على معلومات استخباراتية، كان الظواهري محصنًا هناك، لكنه لم يكن من بين القتلى.
وقبل ذلك بعام، اعترضت وكالة الأمن القومي اتصالات لتنظيم "القاعدة" موجهة له من موقع في بغداد إلى مسكنه الذي تعقبته في باكستان، وفي عام 2008، قال مسؤولون باكستانيون إنهم داهموا منطقة في شمال غرب البلاد، لكن محاولة الاعتقال جاءت خالية الوفاض.
وعلى الرغم من أن أنظار العالم تركزت على صعود وسقوط تنظيم "داعش" باعتباره أخطر جماعة إرهابية في العالم، لكن الخبراء والمحللين يحذرون من أن تنظيم "القاعدة" كان يتولى الإشراف بشكل هادئ على خطة عالمية تم إحياؤها من المرجح أن تكون أكثر فتكا وقدرة على التكيف.
في السياق، قال رافائيل جلوك الشريك المؤسس لموقع "جهادوسكوب" للمراقبة: "القاعدة معروفة جيدا باللعب الطويل، حيث تنتظر وتبدو وكأنها تراقب فقط صعود داعش وسقوطه في النهاية. لذلك بالنسبة لمجتمع الاستخبارات، فإن الصمت ليس علامة على تراجع الإرهاب. يبدو الأمر كما لو كان خطة لعبة القاعدة".
هل يسلم الظواهري شارة القيادة لنجل بن بلادن؟
ويعتقد أن عدد الإرهابيين الموالين للقاعدة لا يقل عن 40 ألفا، وفي العام الماضي، نفذت القاعدة أكثر من 315 هجوما في جميع أنحاء العالم، وفقا لموقع مشروع وبيانات الصراع المسلح (أكليد).
لكن على مدار الأعوام القليلة الماضية، كان الظواهري المسن يمرر شارة القيادة ببطء إلى الشاب المسؤول عن التجنيد حمزة بن لادن، نجل الزعيم الراحل الذي يبلغ من العمر 30 عامًا.
والأسبوع الماضي، أدرج مكتب العدالة من أجل المكافآت التابع لمكتب التحقيقات الفيدرالي اسمه كأحد المطلوبين وخصص مكافأة قدرها مليون دولار.
في السياق ذاته ، قالت لينا خطيب، رئيسة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في معهد "تشاتام هاوس": "لقد تراجع دور الظواهري بسبب ظهور حمزة نجل أسامة بن لادن، الذي من المتوقع أن يتولى منصب والده الراحل".
وأضافت: "القاعدة تحصل على شريان حياة جديد مع تراجع داعش، وستستغل الهزيمة العسكرية لداعش لتقديم نفسها إلى المؤيدين كنموذج أكثر نجاحا، من المحتمل أن توسع نطاق عملياتها ضد الأهداف الغربية لإثبات أنها مؤثرة، ولكن دون اللجوء إلى نفس الأساليب الانتهازية لداعش".
aXA6IDE4LjExNy4yMzIuMjE1IA== جزيرة ام اند امز