أمل القبيسي: الإمارات راعية للسلام ونموذج عالمي في التعايش
أكدت الدكتورة أمل القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي، أن دولة الإمارات ركيزة أساسية للأمن والسلم الإقليمي والدولي.
أكدت الدكتورة أمل القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي، أن دولة الإمارات ركيزة أساسية للأمن والسلم الإقليمي والدولي، وأن سياساتها الخارجية وجهودها كافة تخدم هذا الهدف بشكل رئيسي، مشيرة إلى أن الإمارات تعد رمزا عالميا رياديا لالتقاء الحضارات والتسامح والتعايش بين الحضارات والثقافات، وتعمل بموجب مبادئ أساسية تؤمن بها، وأهمها تغليب الحوار والتفاهم والسعي للسلام والاستقرار والأمن والتنمية في العلاقات الدولية.
وقالت أمل القبيسي، في تصريح لها بمناسبة "اليوم العالمي للسلام"، الذي تحتفل به الأمم المتحدة يوم 21 سبتمبر من كل عام: إن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان٬ قد امتلك رؤية استشرافية واعية، استطاع من خلالها التركيز على بناء نموذج تنموي ريادي يسهم في تحقيق الأمن والسلم الدوليين، ويجذب البشر المحبين للسلام من مختلف أرجاء العالم؛ للإسهام في مسيرة العمل والإنتاج، وتحقيق حلم البشرية في التعايش من دون تفرقة بين لون وجنس وعرق ودين.
وأضافت رئيسة المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي أن نهج القائد المؤسس قد تواصل في ظل قيادتنا الرشيدة، وعلى رأسها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وأخوه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإخوانهم أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات؛ حيث تبذل دولة الإمارات جهودها كافة من أجل إرساء الأمن والسلم الدوليين والتصدي لخطر ظاهرة الإرهاب التي تمثل منبع الأزمات الأساسي والآفة الأخطر ومصدر التهديد الأول للأمن والسلم العالمي في المرحلة الراهنة؛ حيث تشارك الإمارات بكل فاعلية وإصرار في الجهود الدولية الرامية لمكافحة الإرهاب والتصدي لمصادر تمويله ودعمه والتعاطف معه، وتؤمن بأن هذه المعركة هي معركة الحضارة والإنسانية ضد أعدائهما.
كما تعمل دولة الإمارات على نشر قيم التسامح والتعايش والاعتدال في مواجهة أفكار التطرف والتشدد والكراهية والغلو التي تتسبب في انتشار الإرهاب والتعاطف معه حيث تعمل الإمارات على هذا الصعيد بشكل مؤسسي مدروس، وقامت بتدشين العديد من المبادرات بالتعاون مع الدول الصديقة والشقيقة، واستضافت منتديات عالمية مهمة لها دورها في تحقيق السلام ومكافحة العنف والإرهاب مثل "منتدى تعزيز السلم" ومركزي "صواب" و"هداية"، وغير ذلك من مبادرات تستهدف مكافحة التطرف ونشر ثقافة التسامح والتعايش.
ونوهت أمل القبيسي إلى أنه من ضمن جهودها لتعزيز السلام الدولي أيضا عززت دولة الإمارات مكانتها في مجال تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية؛ حيث أصبحت الدولة العاصمة الإنسانية للعالم، وتصدرت المؤشرات العالمية في تقديم المساعدات التنموية الإنسانية للعام 2016 نسبة إلى دخلها القومي، إذ بلغت قيمة مساعدات دولة الإمارات الإنسانية 4.48 مليار درهم خلال السنوات الثلاث، منذ العام 2015 حتى يوليو 2017، نشراً لقيم الخير، وإسهاما في إنقاذ الأرواح، وتخفيف المعاناة وصيانة وحماية كرامة الإنسان، بما في ذلك دعم اللاجئين والنازحين في كل مكان من دون تفرقة بين لون وجنس ودين وعرق، إلى جانب ذلك تلتزم الدولة بنشر أفكار التسامح والتعايش السلمي واحترام التنوع، الأمر الذي تجلى في استحداث وزارة للتسامح هي الأولى من نوعها في العالم، كما تشهد الدولة خلال شهر نوفمبر المقبل افتتاح متحف "لوفر أبوظبي" كقناة اتصال حضاري وثقافي فاعلة بين الشرق والغرب، وهي إحدى أكثر الوسائل نجاعة في تحقيق السلام ونشر الأمن وحوار الثقافات والحضارات.
واستطردت رئيسة المجلس الوطني الاتحادي قائلة: إن "الإمارات راعية سلام ونموذج عالمي يحتذى به في التمازج الثقافي والتعايش الحضاري واحترام الأديان ونبذ العنف والكراهية والتشدد والتطرف والتمييز، استناداً إلى قاعدة تشريعية وقانونية ضامنة للعدالة والمساواة وحقوق الإنسان وهو نهج متجذر في أرض الإمارات منذ ما قبل قيام دولة الاتحاد؛ حيث كان الآباء والأجداد يؤمنون بهذه القيم والمبادئ، وكان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان من القادة التاريخيين الذين يرفضون التمييز بين البشر ويسعى للوئام والسلام، وأقام هذا البنيان الاتحادي الراسخ على هذه المبادئ والقواعد".
وقالت: إن اختيار الأمم المتحدة لاحتفالات هذا العام شعار "معا للسلام: كفالة الاحترام والسلامة والكرامة للجميع"، يمثل استجابة مهمة لأبرز القضايا الملحة على أجندة العمل الجماعي الدولي وهي قضية اللاجئين، وذلك من خلال مبادرة "معا" التي انطلقت في سبتمبر من العام الماضي وتستهدف تعزيز الاحترام والسلامة لجميع من أجبروا على الفرار من منازلهم طلبا لحياة أفضل.
وأضافت القبيسي أن شعوبنا العربية هي أكثر الشعوب بحاجة للسلام؛ حيث إن الإحصاءات والمؤشرات الخاصة باللاجئين تعكس بشكل مؤسف تأثير غياب السلام والأمن في مناطق شتى من العالم، لاسيما في المنطقة العربية حيث تؤكد الإحصاءات أن هناك نحو 65.6 مليون لاجئ ونازح في العالم، بحسب إحصاءات عام 2016، ما يعني أن واحدا من كل 113 شخصا في العالم بات نازحاً أو لاجئاً، ما يؤكد وصف الأمم المتحدة لهذا المعدل بأنه "قياسي"، وهو بالفعل كذلك حيث كان عدد اللاجئين والنازحين في عام 2008 حوالي 34 مليون شخص، وجاء هذا الارتفاع الذي ضاعف أعداد اللاجئين في عام 2016 ليلفت الأنظار إلى التأثير بالغ الخطورة لتزايد بؤر الصراع والتوتر والأزمات، لاسيما في المنطقة العربية.
ونوهت رئيسة المجلس الوطني الاتحادي إلى أن الأزمة السورية قد تسببت في زيادة كبيرة في أعداد اللاجئين والنازحين؛ إذ يصنف أكثر من 68% من سكان سوريا لاجئين أو نازحين داخليين، كما أضافت تلك الأزمة أكثر من خمسة ملايين لاجئ؛ منهم نحو 4.8 يعيشون في المخيمات بدول الجوار السوري، وتجب الإشارة كذلك إلى أن أكثر من نصف اللاجئين في العالم من أصول عربية ومسلمة وتنتمي شريحة كبيرة منهم إلى ثلاث دول فقط هي سوريا وأفغانستان والصومال.
وأكدت معالي أمل القبيسي أن أزمة اللاجئين المتفاقمة عالميا تستحق من برلمانات العالم المزيد من الاهتمام وتعزيز الجهود سعيا وراء البحث عن سبل لتسوية الأزمات والصراعات الدائرة، فضلا عن ضرورة العمل على نشر المبادئ والقيم الداعمة للأمن والاستقرار عبر نشر ثقافة الحوار والتفاوض وقيم التسامح والعيش المشترك.
ونوهت رئيسة المجلس الوطني الاتحادي إلى أن السعي المستمر لتحقيق السلام ليس نوعا من الرفاه الإنساني بل هو مطلب حيوي للبشرية جمعاء، وهو مدخل ضروري لتحقيق التنمية والبناء والازدهار والرخاء والتنمية للشعوب، لاسيما في منطقتنا العربية التي تعاني انتشار الأزمات والصراعات في مناطق شتى من دولها.
وناشدت أمل القبيسي القوى المحبة للسلام في العالم إلى بذل مزيد من الجهود؛ من أجل تحقيق حلم البشرية في السلام والتعايش المشترك ومكافحة الإرهاب وتنظيماته والضغط على مموليه والدول الراعية له؛ للالتزام بالمبادئ والقوانين والأعراف الدولية الخاصة بالحفاظ على الأمن والسلم الدوليين.
aXA6IDMuMTQ0LjIwLjY2IA== جزيرة ام اند امز