من مظاهرات الأمازون إلى قاعات COP30.. كيف يتشكل مستقبل الطاقة النظيفة؟
شارك عشرات الآلاف من نشطاء المناخ والطبيعة في مظاهرة مذهلة في بيليم، مهدت الطريق للأسبوع الثاني من مفاوضات COP30، لنقل طاقة الشارع إلى قاعات المؤتمرات السياسية.
يركز مؤتمر COP30 على معالجة القضايا الشائكة المتعلقة بالتجارة، الشفافية، التمويل، والانتقال بعيدًا عن الوقود الأحفوري، مع تسريع جهود الدول لتحقيق هدف الحد من الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة.
بدأت الإثنين المرحلة السياسية من المفاوضات، حيث يتوجه الوزراء لمعالجة القضايا الشائكة التي لم تتمكن بيروقراطياتهم من التعامل معها.
انطلق مؤتمر المناخ بداية قوية الأسبوع الماضي باتفاق سريع على جدول الأعمال، لكنه سرعان ما تحول إلى نزاع حول أربعة مواضيع رئيسية: التجارة، الشفافية، التمويل، والفجوة بين تخفيضات الانبعاثات المخطط لها وتلك المطلوبة للحفاظ على هدف 1.5 درجة مئوية.
تصر الدول النامية على زيادة كبيرة في تمويل المناخ من الدول الصناعية الغنية، لدعم الانتقال إلى اقتصاد منخفض الكربون وتعويض الخسائر والأضرار الناتجة عن الاحتباس الحراري.
شهدت المناقشات تقدمًا ملموسا حول الانتقال العادل للمتضررين، بدعم من مجموعة الـ77 والصين والنقابات العمالية، مع اعتماد آلية عمل بيليم لتعزيز هذا الهدف.
ولأول مرة، أدرجت إحدى المسودات "المعادن الأساسية" الضرورية للانتقال الطاقي، بينما ركزت النقاشات الأخرى على التكيف وضرورة مواجهة التضليل المناخي المتزايد كتهديد عالمي.
لم يكن التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري جزءًا من جدول الأعمال الرسمي، إلا أن هذه القضية الجوهرية تصاعدت على مدار الأسبوع، مع سعي الرئاسة البرازيلية لإيجاد مساحة لمحادثات حول خارطة طريق "لتسريع عملية الانتقال"، بدعم من دول الجنوب والدول الجزرية الأكثر تضررًا.
وفي مقابلة مع صحيفة الغارديان، قالت وزيرة البيئة البرازيلية مارينا سيلفا: "على الدول التحلي بالشجاعة لمعالجة مسألة التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري. وضع خارطة طريق لذلك استجابة أخلاقية".
أظهرت الدراسات التي كشفت النقاب عنها في بيليم أن العالم فشل بالفعل في الحفاظ على الاحتباس الحراري عند هدف 1.5 درجة، مع استمرار انبعاث كميات قياسية من غازات الدفيئة، بما في ذلك الميثان وثاني أكسيد الكربون.
تراجع التقدم خلال العام الماضي بشكل كبير، جزئيًا بسبب سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وفرض تعريفات جمركية أبطأت انتشار التقنيات النظيفة، وتوقعات وكالة الطاقة الدولية تشير إلى احتمال وصول الاحتباس الحراري إلى 2.5 درجة بحلول نهاية القرن إذا استمرت السياسات الحالية.
لم تؤكد البرازيل أو تنفي آمالها في صياغة "نص ختامي" لتدوين أي تقدم، وإذا ظل الأطراف متباعدة، قد تبحث الدولة المضيفة عن طرق للحفاظ على الزخم قبل مؤتمر COP31، مع استمرار التنافس بين أستراليا وتركيا على استضافة الدورة القادمة، وقد تُعقد في بون إذا لم يتوصل الطرفان لاتفاق.
على الرغم من التحديات، نجحت بيليم في كسب تأييد الزوار، مع منح الجماعات الأصلية والمجتمع المدني مساحة أكبر للمشاركة مقارنة بالمؤتمرات السابقة في الدول الاستبدادية.
اختُتمت "قمة الشعوب"، سلسلة مناقشات المجتمع المدني الموازية، بالإعلان أن الرأسمالية سبب جذري لأزمة المناخ، مع مطالب لإنهاء اعتمادات الكربون والحلول السوقية، وتقديمها إلى وزيرة البيئة مارينا سيلفا ورئيس المؤتمر أندريه كوريا دو لاغو، الذي وعد بتضمينها في وقائع المؤتمر.
من غير المرجح اعتماد أي قرار جذري داخل المنطقة الزرقاء الرسمية هذا الأسبوع، لكن الاثنين سيشهد فعاليات وإعلانات جديدة، بما في ذلك دعم حيازة الأراضي للشعوب الأصلية والمجتمعات التقليدية.
تعد هذه خطوة مهمة، خاصة وأنها أول قمة من نوعها تُعقد في غابات الأمازون، لكنها تظل بداية فقط لضمان دور الغابات والمناطق الطبيعية الحيوية في استعادة استقرار المناخ ووفرة الموارد.
في حين أن التركيز هذا الأسبوع على خارطة الطريق بعيدًا عن الوقود الأحفوري، فإن الأمازون تظل مكانًا ملهمًا للتفكير فيما بعد مصادر الطاقة المتجددة، نحو مستقبل مستدام للبشرية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAzIA==
جزيرة ام اند امز