سفراء لدى أبوظبي: زيارة البابا تعزز التنوع الديني والثقافي في الإمارات
عدد من السفراء لدى الإمارات يرحبون بزيارة قداسة البابا فرنسيس، مؤكدين أن أبوظبي تملك تاريخاً عريقاً في التعايش والانفتاح الحضاري.
أجمع عدد من السفراء لدى دولة الإمارات أنها استطاعت رسم ملامح تاريخ حافل في نشر ثقافة التسامح والتعايش السلمي، وباتت نموذجاً عالمياً لإرساء القيم الإنسانية، إذ تحتضن على أرضها ما يفوق 200 جنسية بمختلف ثقافاتها ودياناتها، يعيشون في وئام وانسجام.
ورأى السفراء أن الإمارات أضحت شريكاً أساسياً في اتفاقيات ومعاهدات دولية عدة، ترتبط بنبذ العنف والتطرف والتمييز العنصري، لتصبح عاصمة عالمية تلتقي فيها حضارات الشرق والغرب، بهدف تعزيز السلام والتقارب بين الشعوب، الأمر الذي جعلها مقصد كافة الجنسيات، بغض النظر عن اللون أو العرق أو الدين.
وأكدوا أن زيارة قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، لدولة الإمارات من 3 حتى 5 فبراير/شباط، تعتبر منصة للحوار والتباحث وطرح المبادرات الرامية إلى تعزيز مفاهيم التنوع والاحترام، والعمل على بناء شراكات خلاقة تستند إلى قيم التسامح والتعددية واحترام الاختلاف، وإقامة جسور التقارب الإنساني والحضاري والثقافي.
- إعلامي بالتلفزيون الإيطالي: زيارة البابا فرنسيس للإمارات خطوة للتقارب بين الأديان
- المسيحيون الباكستانيون في الإمارات يشيدون بزيارة البابا فرنسيس
منصة الحوار
وقال السفير عصام مصالحة، سفير فلسطين لدى الإمارات، إن "القيادة الرشيدة في الدولة رسّخت مبادئ العدل والمساواة والتآلف والتسامح واحترام الآخر بين الأديان والأعراق والثقافات، نهجاً ثابتاً لا يقتصر على الداخل بين مكونات المجتمع المحلي فحسب، بل يحكم علاقات الدولة بالعالم الخارجي، وكان التّسامح ولا يزال أحد المبادئ الإنسانية والأخلاقية التي رسّختها قيادة الإمارات الرشيدة منذ عهد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب اللث ثراه".
وأضاف مصالحة أن "هذا الأمر لم يأت وليد اللحظة، وإنما هو نهج سار عليه أبناء الإمارات قيادةً وشعباً، ونتائج المؤشرات الدولية تترجم هذه الجهود والصورة الحضارية للإمارات في تكريس نهج الإنسانية القائمة على التسامح والوئام والمودّة في سياسات الدولة منذ تأسيسها، وفي فكر وسلوك قيادتها الحكيمة التي تصبّ توجيهاتها دائماً في تعزيز التسامح فكراً ونهجاً وأسلوب حياة".
وأردف أن زيارة قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، لدولة الإمارات منصة للحوار والتباحث وطرح المبادرات الرامية إلى تعزيز مفاهيم التنوع والاحترام، مشيراً إلى أن الدولة تضطلع بمهمة بناء نموذج تنموي عربي إسلامي، مُضادّ لما يقدمه أعداء البشرية ودعاة صراع الحضارات، عبر كثير من المبادرات والبرامج في هذا السياق.
وتابع مصالحة أن عام التسامح يُمثّل امتداداً لإرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، كونه أرسى دعائم السلام والتعايش في بناء المجتمعات وضمان سعادة الشعوب، متطرقاً إلى إنجازات الإمارات سواء بتأسيس أوّل وزارة للتسامح في العالم، أو إصدار قانون مكافحة التمييز والكراهية، فضلاً عن إطلاق مبادرات جمّة، تستهدف توطيد روابط الأخوة الإنسانية بين الشعوب.
الرسالة السامية
وقال السفير محمد أمين الكارب، سفير السودان لدى الإمارات، إن اسم الدولة أضحى مرتبطاً بقوة بقيمة التسامح، التي وضع أُسسها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مؤسس الإمارات وباني نهضتها، إذ رسم نهجاً جعل من الدولة نموذج عالمي في التسامح والتعايش والتعاون.
ورأى الكارب أن القيادة الحالية للإمارات حرصت على غرس القيم العظيمة لدى أبناء الشعب الذين يجسدون معانيها الإنسانية داخل الدولة وخارجها، مضيفاً أن الإمارات مكان مميز تنطلق منه هذه الرسالة السامية، نظراً لوجود أكثر من 200 جنسية تعيش على أرضها من مختلف الأديان والأعراق والطوائف والمذاهب، تعمل جميعها وتقيم تحت مظلة من القوانين والأعراف والتقاليد، التي تتيح التعايش السلمي والانفتاح على الآخر.
وأفاد أيضاً: "الإمارات منذ تأسيسها أرست قواعد قيم التسامح والتعايش وقبول الآخر، دون أي تفرقة مبنية على أساس العرق أو اللون أو الدين، وأصبحت مكاناً آمناً لجذب الناس من مختلف أنحاء العالم".
وأكمل: "اعتاد الجميع من الإمارات أن تعلن بين الحين والآخر عن قرارات ومبادرات تعلي من شأن القيم الإنسانية، لا سيما المتعلقة بحق الإنسان في أن يحيا حياة كريمة، وسط مناخ تسوده قيم ومبادئ التسامح والمساواة والعدل، وغير ذلك من الحقوق التي تكفلها".
وأوضح الكارب: "لا يسعنا هنا إلا أن نعرب عن تقديرنا واحترامنا لمبادرات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، التي تسهم في نشر القيم الإنسانية، وتأتي مبادرته بإعلان 2019 عاما للتسامح في وقت مهم، اختلط فيه الحابل بالنابل، وتحاول أثناءه الجماعات والتنظيمات الإرهابية أن تغتال، مع سبْق الإصرار والترصد، قيم الإسلام النبيلة والسامية كافة، لعل أهمها التسامح، وبالتالي تساعد زيارة قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، في بناء الجسور، خلال فترة تتسّم بتزايد النزعة القومية والانعزالية في جميع أنحاء العالم".
وأكد أن زيارة قداسة البابا فرنسيس لدولة الإمارات تُعزّز مفاهيم التنوع والعمل على بناء شراكات خلاقة، تستند إلى مبادئ التسامح والتعددية واحترام الاختلاف وإقامة جسور التقارب الإنساني والحضاري والثقافي.
تاريخ عريق
قال السفير فهد سعيد المنهالي، سفير الجمهورية اليمنية لدى الإمارات: "إن التسامح في هذه الدولة أصبح مثالاً ورمزاً يسعى الجميع إلى معرفته والاستفادة منه، على المستويين الإقليمي والعالمي، لأنه يتخطى حاجز الكلمات والنيات الطيبة، إلى أفعال ومبادرات عملاقة واضحة، ذاكراً أن تجربة الإمارات في ترسيخ قيم التعايش السلمي فريدة من نوعها، ويجب أن تُدرس وتُناقش في مختلف الجامعات والمحافل سواء العالمية أو العربية".
وأضاف المنهالي: نظراً لإيمان الإمارات العميق بقيمة التسامح، باعتبارها قيمة أساسية في بناء المجتمع واستقرار الدولة وسعادة شعبها، فهي تولي هذا الأمر عناية فائقة، ما أسفر عن العديد من المبادرات المباركة والقرارات المهمة التي أُعلِنت في السنوات الـ5 الأخيرة، ولعل أهمها استحداث وزارة التسامح، للمرة الأولى في تاريخ منطقة الشرق الأوسط، والإعلان عن البرنامج الوطني للتسامح الذي يعمل على نشر قيم السلام والتعايش المشترك، وغيرها من المبادرات التي تعزز من أنماط الحياة الإيجابية
ولفت السفير إلى امتلاك الإمارات تاريخاً عريقاً في التعايش بين الأديان وحرية ممارسة الشعائر الدينية، إذ تأسست أول كنيسة كاثوليكية في الدولة بأبوظبي عام 1965، مؤكداً أن زيارة البابا فرنسيس تعد إعلاناً للعالم أجمع بأن الإمارات دولة المحبة الحقيقية، والتسامح والتفاهم بين مختلف الأديان، متمنياً نجاح الزيارة، وداعياً إلى ضرورة أن تحذو الدول العربية حذوها، وتعمل على استنساخ التجربة الإماراتية في التعايش السلمي والانفتاح الحضاري.
ويحل قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، ضيفاً على دولة الإمارات من 3 إلى 5 فبراير/شباط، حيث يُنتظر أن يلتقي الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين.