لا تنخدع بالنتائج المبكرة.. أمريكا تنتظر «سرابًا أحمر» و«تحولًا أزرق»
لا تدع النتائج المبكرة ليلة الانتخابات تخدعك، فقد يؤدي تأخر فرز الأصوات الغيابية في الولايات المتأرجحة الرئيسية إلى تغيير مسار السباق الرئاسي في النهاية.
فالتقارب الواضح بين الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب، ومنافسته الديمقراطية، كامالا هاريس، يجعل التكهن بتلك النتائج صعب حتى على الخبراء.
- الانتخابات الأمريكية 2024.. يوم الحسم لسباق البيت الأبيض (لحظة بلحظة)
- خشية «الإحراج».. سفارات أمريكية تتخلى عن عادة في ليلة الانتخابات
ما هو السراب الأحمر والتحول الأزرق؟
ووفقا لما ذكرته شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، فإن «السراب الأحمر» هو ظاهرة حديثة تعني أن يحقق الجمهوريون تقدما واضحا في بداية فرز الأصوات بعد وقت قليل من إغلاق صناديق الاقتراع في ليلة الانتخابات قبل أن تنقلب الأمور لاحقا لتتحول إلى اللون الأزرق (التحول الأزرق)، ليفوز الديمقراطيون بعد فرز بطاقات الاقتراع عبر البريد سواء في وقت متأخر من ليلة الانتخابات أو في اليوم التالي.
هل التحول ممكن في 2024؟
وكان الرئيس ترامب استغل ظاهرتي "السراب الأحمر" و"التحول الأزرق" لدفع مزاعم لا أساس لها في عام 2020 بأن الانتخابات سُرقت، ويقول الخبراء إن هناك إمكانية لتحول مماثل هذا العام أيضًا.
وكما حدث في عام 2020، حذرت العديد من الولايات المتأرجحة - بما في ذلك أريزونا وبنسلفانيا وويسكونسن - من أن فرز جميع الأصوات الغيابية والبريدية قد يمتد إلى ما بعد 5 نوفمبر/تشرين الثاني.
ووفقًا لمعهد بروكينجز، تقوم العديد من الولايات عادةً بحساب الأصوات التي تم الإدلاء بها شخصيًا في يوم الانتخابات أولاً، تليها مجموعة كبيرة من الأصوات المبكرة والغيابية.
وتحدد قوانين الولايات المختلفة متى تبدأ الولايات المختلفة في معالجة بطاقات الاقتراع المبكر والغيابي، وفقًا للمؤتمر الوطني للهيئات التشريعية للولايات.
وكانت شعبية التصويت المبكر ازدادت سواء شخصيًا أو عن طريق البريد منذ مطلع القرن العشرين، وقد زادت بشكل كبير أثناء جائحة كورونا.
وحتى الآن، كان التصويت قبل الانتخابات في عام 2024 أقل بكثير من المستويات التي شهدناها في عام 2020، حسبما ذكرت صحيفة «واشنطن بوست»، لكن عدد الجمهوريين الذين أدلوا بأصواتهم مبكرًا كان أكبر مما كان عليه قبل 4 سنوات.
كيف يتم التحول؟
تاريخيًا، يميل الناخبون من المقاطعات الأصغر والأكثر ريفية إلى الإدلاء بأصواتهم في يوم الانتخابات، وفقًا لتحليل انتخابات عام 2020 من مختبر بيانات الانتخابات والعلوم في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.
ووفق "أكسيوس" إذا استمر هذا الاتجاه، فقد يخلق مظهرًا مفاده أن ترامب والجمهوريين في المقدمة - وهو ما يسمى بـ "السراب الأحمر".
ومع ذلك، مع فرز الأصوات الغيابية والبريدية، والتي تأتي عادة من مناطق حضرية أكثر كثافة وتميل إلى الديمقراطيين، فإن النتيجة في بعض الولايات قد تتغير - مما يؤدي إلى "تحول أزرق" على الخريطة الانتخابية.
وأدى تراجع عداء ترامب للتصويت الغيابي إلى حد ما منذ عام 2020، إلى تضييق الفجوة في معدلات التصويت الغيابي بين الناخبين الديمقراطيين والجمهوريين، كما قال إدوارد فولي، خبير قانون الانتخابات في جامعة ولاية أوهايو، لـ«أكسيوس».
وأضاف فولي أن «التحول الأزرق في عام 2024 من المرجح أيضًا أن يكون أصغر مما كان عليه في عام 2020 لأنه لم يعد مدعومًا بجائحة كورونا».
شكوك مبكرة
ومع ذلك، ورغم جهود ترامب وبعض حلفائه لتعزيز التصويت المبكر، فإن ما يقرب من نصف المرشحين الجمهوريين للكونغرس أو المناصب العليا في الولايات أثاروا بالفعل شكوكا حول نتائج الانتخابات، حسبما ذكرت صحيفة «واشنطن بوست».
وفي عام 2020، تحولت ولايات مثل جورجيا وميشيغان من اللون الأحمر إلى اللون الأزرق على الخريطة الانتخابية مع تلقي المزيد من الأصوات وفرزها، مما دفع ترامب وحلفائه إلى الادعاء بأن النتائج كانت مزورة وأن الانتخابات سُرقت، وحاليا رفض ترامب وحلفاؤه مرارًا وتكرارًا القول ما إذا كانوا سيقبلون نتائج انتخابات عام 2024.
وقبل أيام بدأ ترامب بالفعل في وضع الأساس لتحدي محتمل من خلال اتهام الديمقراطيين مسبقًا بالغش وتقديم أكثر من 100 دعوى قضائية بشأن إجراءات التصويت والانتخابات المختلفة.
وقد جهزت حملتا ترامب وهاريس المحامين استعدادا للتحديات القانونية المحتملة بشأن نتائج الانتخابات.