الفضاء ساحة حرب جديدة.. أمريكا تكشف أوراقها لبريطانيا

في الوقت الذي ترفع فيه الصين سقف قدراتها الفضائية بشكل «مذهل» -كما يصفها البنتاغون- تتحول الفضاءات المدارية إلى ساحة جديدة للصراع الجيوسياسي.
فلم تعد الحروب تُخاض فقط في البر والبحر والجو، بل باتت تدق أبواب المدار. وفي خطوة نادرة، بدأت الولايات المتحدة بمشاركة معلومات استخباراتية فائقة السرية عن أسلحة الفضاء الصينية مع الجيش البريطاني، في مشهد يُشبه تمرينًا تحضيريًا لمعركة يبدو أنها باتت تلوح في الأفق.
ماذا حدث؟
تقول صحيفة «التلغراف» البريطانية، إن الولايات المتحدة بدأت بتبادل معلومات استخباراتية نادرة عن الأسلحة الفضائية الصينية مع القادة العسكريين البريطانيين.
وأوضحت أن قوة الفضاء الأمريكية نقلت صورا سرية للأقمار الصناعية، في إطار سعيها لكسب حلفاء وسط مخاوف متزايدة بشأن حرب فضائية محتملة مع بكين.
ورغم أن المسؤولين الأمريكيين رفضوا الإفصاح عن الدول التي ركزت عليها الصور، فإنهم أكدوا أن التهديدات الفضائية الأعظم للغرب تأتي من الصين وروسيا.
وبدأ برنامج الوعي الفضائي الجغرافي المتزامن (GSSAP) التابع لقوة الفضاء الأمريكية في عام 2019 ويتضمن استخدام الأقمار الصناعية لالتقاط صور قريبة للأقمار الصناعية والأسلحة الأخرى في الفضاء.
وقال العقيد رامزي هورن، قائد وحدة دلتا 9 الفضائية، المكلفة بإحباط التهديدات المدارية، خلال زيارة إلى المملكة المتحدة: «إن الصين هي شاغلنا الرئيسي في الوقت الحالي ».
قدرة صينية مذهلة
وكشف أيضًا أن المارشال الجوي جوني سترينجر، الملحق العسكري الاستراتيجي البريطاني المتمركز في واشنطن، قد دعي مؤخرًا إلى كولورادو لرؤية برنامج GSSAP أثناء العمل.
وأضاف العقيد هورن: «لقد طورت الصين أشعة ليزر قادرة على الإبهار بالإضافة إلى قدراتها التدميرية»، إلا أنه أكد أن بلاده تمتلك أنظمة عالية القدرة قادرة على تعطيل الأقمار الصناعية.
وعلى الرغم من عدم وجود أي اشتباك مباشر، فإن الولايات المتحدة مستعدة لمحاربة الصين، بحسب هورن، الذي أضاف: «علينا أن نكون مستعدين لتلك المعركة التي لا يرغب أحد في خوضها».
وفي العام الماضي، حذرت مصادر دفاعية أمريكية من أن الصين تعمل على تطوير أسلحة مضادة للأقمار الصناعية كجزء من توسع عسكري «مذهل».
وقال الجنرال ستيفن وايتنج، قائد القيادة الفضائية الأمريكية، إن بكين «ضاعفت عدد أقمار المراقبة والاستطلاع الاستخباراتية في المدار» في ست سنوات فقط.