الحرب «تطحن» القدرات الصاروخية الروسية.. ترسانة فتاكة تتراجع

رغم امتلاك روسيا لقدرات نارية بعيدة المدى كبيرة، تواجه ترسانتها الصاروخية تحديات متزايدة في ظل الحرب مع أوكرانيا.
ووفق تقرير لمجلة "ناشيونال إنترست"، طالعته "العين الإخبارية"، فإن الجيش الروسي حاول مرارًا تجديد مخزونه من التقنيات والذخائر الأساسية بوسائل غير تقليدية، منها تفكيك الأجهزة الكهربائية والسيارات للحصول على شرائح إلكترونية تُستخدم في الصواريخ، إلا أن وتيرة الإنتاج لم تفِ بحجم الطلب الناتج عن طول أمد الصراع.
وبحسب تقارير استخباراتية بريطانية، شنت روسيا ليلة 23-24 أبريل/نيسان هجومًا واسعًا بالصواريخ والطائرات المسيّرة على المدن الأوكرانية، من بينها كييف وخاركيف. واستخدمت القوات الروسية في هذه العملية قاذفات استراتيجية، وسفنًا حربية، وغواصات، إلى جانب وحدات برية، ضمن ما سُمِّي "حزمة متعددة المحاور والأنظمة"، بلغ عدد ذخائرها نحو 200، تضمنت طائرات مسيّرة هجومية، وصواريخ باليستية مصدرها روسيا وكوريا الشمالية، وصواريخ كروز من طرازي كودياك وكاليبر.
كما حصلت موسكو على ذخائر مماثلة من إيران، بينها آلاف المسيّرات الانتحارية. وتوضح وزارة الدفاع البريطانية أن صاروخ "كودياك" بات العنصر الرئيسي في ضربات روسيا بعيدة المدى. وقد استُخدم مرات محدودة منذ مارس/ آذار، ما يدل على أنه يُخزن لاستخدامه في الضربات الكبرى فقط، عندما تكون الظروف مواتية وتكون الدفاعات الأوكرانية مرهقة أو مشغولة.
تهدف روسيا من هذه الضربات إلى إغراق الدفاعات الجوية الأوكرانية بعدد هائل من الذخائر المتنوعة، في محاولة لاختراقها والوصول إلى أهداف حيوية. وعلى الرغم من أن أوكرانيا تمكنت من اعتراض عدد كبير من هذه الصواريخ والمسيّرات، فإن بعضها نجح في تجاوز الدفاعات، مسبّبًا أضرارًا واسعة في البنية التحتية.
لكن في مقابل هذه القدرة التدميرية، يواجه الجيش الروسي مشاكل كثيرة في ما يتعلق بالصواريخ. فقد أدت العقوبات الدولية وعجز صناعة الدفاع والطيران الروسية عن تلبية متطلبات الحرب، إلى أن تضطر القوات الروسية في كثير من الأحيان إلى التوقف عن تنفيذ الضربات حتى يُعاد ملء المخزون قبل تنفيذ هجوم جديد، وفق الصحيفة.
علاوة على ذلك، فإن عدم القدرة على الحصول على مكونات أساسية مثل أشباه الموصلات الأمريكية، أجبر الجيش الروسي على استخدام ذخائر في مهمات لم تُصمَّم من أجلها. فعلى سبيل المثال، استخدم الكرملين صواريخ مضادة للسفن لضرب أهداف برية في أوكرانيا.
وعلى الرغم من محاولات الجيش الروسي تجديد مخزونه من التقنيات الأساسية بوسائل غير تقليدية — بما في ذلك تفكيك الأجهزة الكهربائية والسيارات المدنية للحصول على شرائح إلكترونية تُستخدم في الصواريخ — إلا أن الإنتاج الصاروخي الروسي فشل عمومًا في تلبية متطلبات الحرب.
وعليه، فإن الجيش الروسي لا يستطيع إلا شنّ هجمات صاروخية دورية ضد أوكرانيا. وبالطبع، تبقى هذه الهجمات مميتة ومكلفة، لكنها غير قادرة بمفردها على تغيير مسار الحرب لصالح روسيا.