هل الحرب حتمية بين أمريكا والصين؟.. ملتقى أبوظبي الاستراتيجي يُجيب
ناقش المتحدثون في ملتقى أبوظبي الاستراتيجي الثامن، المنافسة الحالية بين واشنطن وبكين، بخلاف السيناريوهات المقبلة وأسباب التنافس المحتدم.
فتحت عنوان "الولايات المتحدة والصين: هل الحرب حتمية؟"، سلطت الجلسة الخامسة من الملتقى الضوء على العلاقات بين واشنطن وبكين، فمن جانبه قال بيلاهاري كاوسيكان؛ رئيس معهد الشرق الأوسط في جامعة سنغافورة الوطنية، إن المنافسة بين الولايات المتحدة والصين أمر واقع.
وأوضح رئيس معهد الشرق الأوسط في جامعة سنغافورة الوطنية، خلال حديثه في الجلسة، أن المنافسة بين الجانبين غير عادية يبرز فيها العامل النووي والمنافسة الاقتصادية، مؤكدا أن وصفها بالحرب الباردة ليس مطابقاً، فأمريكا والصين ينتميان إلى النظام ذاته ولا يمكن استبدالهما معاً بنظام واحد، لكن هذا لا يعني أنها قد لا تنتج لأمور عرضية.
وأكد بيلاهاري كاوسيكان، أن الجميع يحتاج علاقات جيدة مع الولايات المتحدة، ومع الصين أيضاً. فهناك فهم أفضل في جنوب شرق آسيا بأهمية وجود الولايات المتحدة لموازنة قوة الصين، فهناك حاجة لكليهما لكن لا وجود للثقة في كليهما كذلك.
إجماع في واشنطن
في السياق قال د. ماثيو كرونيج؛ مدير الدراسات ومدير مبادرة سكوكروفت الاستراتيجية في مجلس الأطلسي بواشنطن، إن هناك إجماع في أمريكا حول أن الصين تمثل تهديداً كبيراً لها ولحلفائها، والأمر يتطلب استراتيجية لمواجهتها.
وأكد د. ماثيو كرونيج، خلال حديثه في الجلسة الخامسة من الملتقى، أن واشنطن تأمل في أن تتحول الصين إلى دولة مسؤولة يمكن إقامة علاقة تعاونية معها. لكن من الصعب رؤية الرئيس الصيني يتخذ وسيلة أكثر تعاونية، ويظل هناك أمل أن الجيل اللاحق في القيادة الصينية يمكنه العمل بشكل أكثر تعاونية.
في السياق أكد د. ماثيو كرونيج؛ أن المنافسة الجارية بين الصين وأمريكا إيديولوجية في جانب منها، فالرئيس شي إيديولوجي ويخشى الديمقراطية، والقيم هذه جزء من المنافسة، والولايات المتحدة تريد تعبئة حلفائها إلى جانبها، وهي مع حلفائها - بالنظر الى القوة والموارد - في موقع أفضل على صعيد المنافسة مع الصين.
وتابع مدير الدراسات ومدير مبادرة سكوكروفت الاستراتيجية في مجلس الأطلسي بواشنطن، "بالرغم من اعتماد الاقتصاد الصيني والأمريكي بعضه على بعض لكن هناك خطوات باتجاه فك الارتباط من الجانبين، وهو فك ارتباط انتقائي يتعلق بتلك الجوانب ذات الصلة بمسائل الأمن القومي".
التوترات حول بحر الصين
وهنا وفي تلك المنطقة المشتعلة أيضا بين الصين والولايات المتحدة، قال بو زو؛ زميل بحث أول في مركز الاستراتيجية والأمن الدولي التابع لجامعة تسينجهوا في بيجين، أن الولايات المتحدة تستغل التوترات حول بحر الصين لفرض وجودها، مع أننا نرى تطوراً إيجابياً في تصريحات المسؤولين الأمريكيين حول عدم الرغبة في السعي لتغيير النظام الصيني، ولو أن الولايات المتحدة تريد الدخول في حرب مع الصين فلن تدعهما من الدول ربما سوى اليابان أو الهند، وأقول ربما.
في السياق أكد د. شواجين شاي؛ أستاذ مساعد في قسم العلاقات الدولية بجامعة الشارقة، أن الوضع بين الجانبين لن يذهب لحالة حرب ، ففي التفكير الصيني يتكلمون عن كيفية محاربة العدو من دون الدخول في معركة، ومعناه استخدام الاستراتيجية والوسائل الأخرى غير القتالية، وهم يركزون على تقوية الاقتصاد، وإزالة الفوارق بين شتى أنحاء البلاد، وان تصبح الصين دولة الرفاهية.
التحولات في الشرق الأوسط
وهنا قال عساف أوريون؛ باحث أول ومدير برنامج بحوث إسرائيل-الصين في معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، إن ثمة خرافات في قراءة التحولات في الشرق الأوسط، منها ما يتعلق بالحديث عن العودة الروسية وأن امريكا في طور المغادرة، ومنها ما يتعلق بأن الصين ستحل محل امريكا في الشرق الأوسط.
وأوضح عساف أوريون ، في حديثه خلال الجلسة الخامسة للملتقى، أن بالنسبة للصين فالأمر يكمن في الأعمال الاقتصادية فقط، وهي غير متحمسة للمشاركة بأعباء أمنية مشتركة؛ فالصين لا تقوم بالتحالفات وإنما لديها شراكات، ولا تقدم أي ضمانات أمنية. والجدل حول هواوي على علاقة بمسألة حوكمة البيانات وبالتالي ما يشكله وصولها في يد نظام ذي طبيعة غير ديمقراطية كما في الصين.
aXA6IDE4LjIyNi4yMTQuOTEg جزيرة ام اند امز