"مسيرات أوكرانيا".. أوروبا "تعاقب" إيران وأمريكا تتوعد موسكو وطهران
رغم نفي السلطات الإيرانية تزويد روسيا بالطائرات المسيرة في حربها مع أوكرانيا، إلا أن دول الاتحاد الأوروبي اتفقت على عقوبات بحق طهران.
وقالت الرئاسة التشيكية للاتحاد الأوروبي، اليوم الخميس، إن دول الاتحاد اتفقت على عقوبات جديدة على إيران بسبب تزويدها روسيا بطائرات مسيرة، مشيرة إلى أن الإجراءات ستستهدف الكيانات التي تورد طائرات مسيرة إيرانية تضرب أوكرانيا.
وقالت الرئاسة التشيكية، في تغريدة عبر حسابها بـ"تويتر": قررت دول الاتحاد الأوروبي تجميد أصول ثلاثة أفراد وكيان واحد مسؤولين عن توريد الطائرات المسيرة، وإنها على استعداد أيضا لتمديد العقوبات لتشمل أربعة كيانات إيرانية أخرى مدرجة بالفعل على قائمة عقوبات سابقة".
من جانبه، قال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية اليوم الخميس إن وزير الخارجية جيمس كليفرلي سيصدر إعلانا قريبا بشأن اتخاذ إجراء فيما يتعلق بالطائرات المسيرة الإيرانية، باللجوء لنظام العقوبات البريطاني المستقل.
وفيما اتهمت أوكرانيا روسيا باستخدام الطائرات المسيرة شاهد 136 الإيرانية الصنع في هجمات في الأسابيع الماضية، دعت خبراء من الأمم المتحدة لفحص ما تقول إنها طائرات مسيرة إيرانية الأصل تستخدمها روسيا لمهاجمة أهداف أوكرانية، في انتهاك لقرار لمجلس الأمن.
إيران ترد
إلا أن إيران نفت تزويد روسيا بهذه الطائرات، حيث قال السفير الإيراني في الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني، في أعقاب جلسة مغلقة عقدها مجلس الأمن الدولي عصر الأربعاء، إن الاتهامات الموجّهة لبلاده بتزويد روسيا بمسيرات عسكرية "مزاعم لا أساس لها ولا جوهر".
وجدد إيراواني بعد الجلسة التي عقدت بطلب من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا لبحث قضية المسيرات الإيرانية، التأكيد على أن طهران تريد "تسوية سلمية" للنزاع في أوكرانيا.
تهديد روسي
الأمر نفسه نفاه نائب السفير الروسي في الأمم المتحدة ديمتري بوليانسكي، قائلا إنها "اتهامات لا أساس لها، ونظريات مؤامرة وعدم عرض أي دليل على مجلس الأمن".
وأكّد بوليانسكي أن المسيّرات "التي يستخدمها الجيش الروسي في أوكرانيا صنعت في روسيا" وبالتالي لا صلة لإيران بها.
وفيما لم يكتف السفير الروسي بنفي الاتهامات الموجهة إلى موسكو وطهران بشأن قضية المسيرات، بل وجه تهديداً إلى الأمانة العامة للأمم المتّحدة والأمين العام أنطونيو غوتيريش، قائلا إنه في حال أجرت الأمم المتحدة تحقيقاً "غير مهني على الإطلاق ومسيّساً" لتحديد منشأ المسيرات التي تستخدمها بلاده في أوكرانيا "سيتعيّن علينا إعادة النظر في تعاوننا معهم (الأمانة العامة)".
أمريكا ترد
إلا أن أمريكا يبدو أنها ماضية في طريقها غير عابئة بالاتهامات الروسية، فالمتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس قال إن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ناقشت مسألة ما تردد عن نقل إيران طائرات مسيرة إلى روسيا في مجلس الأمن.
وأضاف في بيان صادر عنه اليوم الخميس: "عبرنا عن بالغ القلق لحصول روسيا على هذه الطائرات المسيرة من إيران، لدينا أدلة كبيرة الآن على أن تلك الطائرات المسيرة تستخدم لقصف مدنيين أوكرانيين وبنية تحتية حيوية".
وشدد المتحدث باسم الخارجية الأمريكية على أن بلاده لن تتردد في استخدام العقوبات وغيرها من الأدوات الملائمة ضد كل المتورطين في عمليات النقل تلك.
بدوره، قال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل إن الولايات المتحدة ستواصل اتخاذ خطوات "عملية وحازمة" لتجعل من الصعب على إيران بيع طائرات مسيرة وصواريخ لروسيا، مضيفا أن واشنطن لديها من الأدوات ما يمكنها من محاسبة كل من موسكو وطهران.
وقال باتيل إن مثل هذه الإجراءات يمكن أن تشمل فرض عقوبات وقيود على الصادرات، مضيفا: "سنواصل اتخاذ خطوات عملية وحازمة لجعل مبيعات الأسلحة تلك أكثر صعوبة، بما في ذلك فرض عقوبات وإجراءات لتقييد الصادرات ضد أي كيانات معنية".
aXA6IDMuMTQ0LjMxLjE3IA== جزيرة ام اند امز