أمريكا وتذبذب سلاسل الإمدادات.. نقطة ضعف خطرة
منذ تولي الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن مقاليد الحكم، طلب من فريقه تحضير ملف يتضمن أبرز التحديات التي تواجه البلاد خاصة الاقتصاد.
بعد عام من ذلك التاريخ، أصدر البيت الأبيض ملفا مؤلفا من 1300 صفحة تتضمن أبرز التحديات التي تواجه مستقبل الاقتصاد الأمريكي، أبرزها أزمة سلاسل الإمدادات التي قد تواجه القطاع الصناعي في أكبر اقتصاد عالمي.
التقرير الذي صدر بالتزامن مع الأزمة الروسية الأوكرانية، أشار إلى أن تذبذب سلاسل الإمدادات ستكون له تبعات كارثية على الاقتصاد الأمريكي، خصوصا مع اندلاع الحرب، واحتمالية تراجع واردات المواد الخام.
واردات المعادن الاستراتيجية
ووجدت الدراسة أن الولايات المتحدة، ما زالت تعتمد بشدة على واردات المعادن الاستراتيجية بأنواعها، إلى جانب عجز كبير في أشباه الموصلات، وأثرها على مستقبل الصناعة.
ويشير تقرير لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أن الولايات المتحدة لطالما واجهت تحديات مرتبطة بأزمة تذبذب سلاسل الإمدادات، وكانت البداية بتذبذب إمدادات لازمة للصناعات العسكرية خلال حرب فيتنام.
الأمر المختلف اليوم، هو أن هذا القلق يذهب إلى ما هو أبعد من القطاع العسكري؛ إذ تكشف التقارير أن العديد من سلاسل التوريد التي تعتبر أساسية للأمن القومي للولايات المتحدة تمر عبر الصين.
ومن أمثلة ذلك، تمثل الصين 80% من إنتاج وتكرير التربة النادرة، و61% من تكرير الليثيوم العالمي للبطاريات والمركبات الكهربائية، و100% من معالجة الجرافيت الطبيعي اللازم للبطاريات، و97% من إنتاج رقائق السيليكون المستخدمة في الطاقة الشمسية، و80% من قدرة إعادة تدوير بطاريات الليثيوم أيون العالمية.
حتى في صناعات مثل تعدين الكوبالت، التي تهيمن عليها دول أخرى، مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية، فإن الشركات الصينية هي التي تمتلك عملية الإنتاج وتتحكم فيها.
الصين القوية
وفقا لتحقيق أجرته شركة كوارتز، فإن المنتج الوحيد المهم للأتربة النادرة في الولايات المتحدة - MP Materials - هو أقلية مملوكة لشركة صينية مملوكة جزئيا، وهي أيضا المشتري الوحيد لإنتاجها.
اليوم، تقود الولايات المتحدة بكل قوتها لإقرار قانون "نوبك" الهادف إلى وقف ما تسميه الإدارة الأمريكية، احتكار أعضاء أوبك لإنتاج النفط الخام، والتحكم في كميات الإنتاج.
بحسب بيانات "أوبك" فإن أعضاء المنظمة الـ 13 يسيطرون على 40% من إنتاج النفط العالمي في الظروف الطبيعية، وهو ما تراه الولايات المتحدة تحالف مؤثر على أسعار الخام عالميا.
ولكن حتى وإن تراجع الطلب العالمي على النفط الخام وبقية قطاعات الوقود الاحفوري، فإن الصين ستبقى المورد الأكبر لمصادر الطاقة المتجددة بالنسبة للولايات المتحدة.
ويعتمد القائمون على تركيب الطاقة الشمسية في الولايات المتحدة كليا تقريبا، على الألواح المستوردة، وقد جادلوا بأن أهداف إزالة الكربون تتطلب إبقاء أسعار الطاقة الشمسية منخفضة، بدلاً من إعطاء الأولوية لإعادة بناء قدرة الإنتاج الأمريكية.
aXA6IDMuMTQ0LjkwLjIzNiA= جزيرة ام اند امز