حوار عابر للقارات بشأن سلاسل التوريد.. هل تنفرج الأزمة؟
نحو حل لأزمة سلاسل التوريد، والتغلب على تداعيات الأزمة الأوكرانية والإغلاقات الصينية، كوريا الجنوبية وأمريكا تدخلان في تعاون جديد.
وقد صل الرئيس الأمريكي جو بايدن، الجمعة، إلى كوريا الجنوبية في أول زيارة آسيوية له منذ توليه منصبه، وتهدف إلى تأكيد التزام إدارته الدبلوماسي والاقتصادي تجاه المنطقة.
وخلال الزيارة التي ستستمر لـ5 أيام، سيعقد بايدن قمته الأولى مع الرئيس الكوري الجنوبي، يون سيوك-يول، حول مجموعة من القضايا، بما في ذلك البرنامج النووي لكوريا الشمالية ومخاطر سلسلة التوريد.
تعزيز سلاسل التوريد والتكنولوجيا المتقدمة
وقعت وزيرة التجارة الأمريكية جينا ريموندو ونظيرها الكوري الجنوبي لي تشانج يانج اليوم السبت مذكرة تفاهم للتعاون في تعزيز سلاسل التوريد والتكنولوجيا المتقدمة، حسبما ذكرت وزارة التجارة الكورية الجنوبية في بيان.
وقال البيان ،الذي أوردته وكالة بلومبرج للأنباء "اتفقت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية على إجراء حوار بشان سلاسل التوريد والصناعة على المستوى الوزاري سنويا لمناقشة الاقتصاد الرقمي وسلاسل التوريد بشأن منتجات التكنولوجيا المتقدمة وضوابط الصادرات".
وأضاف البيان "عقد الوزيران اجتماعا منفصلا مع رواد الأعمال بما في ذلك نائب رئيس شركة سامسونج الكورية الجنوبية جاي واي لي والمدير التنفيذي لشركة كوالكوم الأمريكية كريستيانو آمون".
تجاوز الأزمة الأوكرانية وإغلاقات الصين
من جانبه، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن: "الأزمة في أوكرانيا زادت من اضطراب سلاسل التوريد ويجب ألا نعتمد على الدول التى لا تشاركنا نفس قيمنا".
فيما كشفت شركة التأمين البحري "أليانز"، عبر تقريرها السنوي الذي صدر خلال مايو الجاري، عن عدد من المشكلات التي واجهت نشاط الشحن خلال العام الجاري 2022، موضحة أن هناك حالة من عدم الرضا بين شركات التأمين على هذا النشاط بسبب المشكلات التي ظهرت مؤخرًا.
وذكر التقرير السنوي للشركة العالمية في نشاط التأمين، أن السنوات الماضية كانت أكثر مرونة، إلا أن الأزمة الروسية الأوكرانية أدت إلى تفاقم أزمات الشحن البحري واضطراب واسع النطاق في البحر الأسود وأماكن أخرى، وهو ما اعتبرته الشركة ما أدى إلى تفاقم سلسلة التوريد المستمرة، وازدحام العديد من الموانئ، بالاضافة قضايا أزمة الطاقم الناجمة عن جائحة كورونا، فضلا عن أن العدد المتزايد من المشاكل التي تشكلها السفن الكبيرة، مثل الحرائق، تزداد سنويا.
وأوضح التقرير أنه خلال عام 2021، تم الإبلاغ عن 54 خسارة إجمالية للسفن على مستوى العالم، مقارنة بـ 65 في العام السابق 2020، وهذا يمثل انخفاضا بنسبة 57% على مدار 10 سنوات حيث كان تصل الى 127 سفينة في عام 2012، بينما كان الأسطول العالمي يفقد أكثر من 200 سفينة سنويا خلال أوائل التسعينيات.
واعتبرت الشركة المتخصصة في أعمال التأمين، أن المنطقة البحرية لجنوب الصين والهند الصينية وإندونيسيا والفلبين تعد هي النقطة الساخنة الرئيسية للخسارة العالمية، حيث تمثلت خسارة واحدة من كل خمسة في عام 2021 على مستوى العالم، حيث تعد تلك المنطقة ذات مستوى عالي من التجارة والموانئ الكبرى المزدحمة، فضلا عن وجود أساطيل قديمة وطقس قاسي.
كما أكد التقرير على أن صناعة الشحن تأثرت على جبهات متعددة بالحرب الروسية في أوكرانيا ، مع خسارة الأرواح والسفن في البحر الأسود، وتعطيل التجارة، وعبء العقوبات المتزايد. كما أنها تواجه تحديات للعمليات اليومية، مع تأثيرات غير مباشرة على الطاقم، وتكلفة وتوافر الوقود، واحتمال تزايد المخاطر السيبرانية.
من جانبه، سجل الإنتاج الصناعي في الصين خلال أبريل 2022 انخفاضا 2.9% خلال عام، مقارنة بزيادة 5% في مارس الماضي.
وكان المحللون يتوقعون تباطؤا حادا "+0.5% "، فيما أدى إغلاق شنغهاي إلى تعطيل سلاسل التوريد.
وتعد مدينة شنغهاي نقطة دخول وخروج رئيسة للبضائع في الصين، وحذر الخبير الاقتصادي ريموند يونج من بنك "إي إن زي" من أن إغلاقها لديه "تأثير كبير يهدد" التجارة العالمية.
وفرضت السلطات إغلاقا كاملا أو جزئيا في المراكز الرئيسة في أنحاء البلاد في مارس وأبريل، بما في ذلك شنغهاي المدينة الأكثر اكتظاظا بالسكان، ما عصف بالإنتاج والاستهلاك، وفاقم المخاطر بالنسبة لأجزاء من الاقتصاد العالمي تعتمد بشدة على الصين.
وهبط إنتاج المصانع، ليحبط توقعات بارتفاعه ويسجل أكبر انخفاض منذ فبراير 2020، إذ عرقلت إجراءات مكافحة فيروس كورونا سلاسل التوريد وشلت عمليات التوزيع.