خبراء يرجحون عودة حلف الإرهاب بين إيران والقاعدة
مراقبون يؤكدون أن علاقة قديمة بين إيران وتنظيم القاعدة تتجدد بسبب العقوبات على نظام الملالي من جهة والحرب ضد إرهاب القاعدة من جهة أخرى
رجح مراقبون وخبراء أن توظف إيران علاقاتها التاريخية بتنظيم القاعدة الإرهابي خلال صراعها الراهن مع الولايات المتحدة الأمريكية على خلفية تصدي واشنطن لممارسات إيران التي تستهدف زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط ودعمه طهران للإرهاب.
وتصاعدت حدة التوترات بين إيران والغرب منذ سريان العقوبات الأمريكية على صادرات النفط الإيرانية بالكامل في مايو/أيار الماضي، بالتزامن مع الذكرى السنوية لانسحاب واشنطن من الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية.
وتحت ضغط العقوبات وتأثيرها على النظام الإيراني لجأ نظام ولاية الفقيه إلى العمليات الإرهابية والتخريبية ضد الملاحة الدولية في الخليج العربي ومنطقة مضيق هرمز، كما أعلن رفع نسبة تخصيب اليورانيوم بدرجة نقاء 4.5%، وهي نسبة حظرها الاتفاق النووي الذي سمح لطهران بنسبة تخصيب عند مستوى الـ3.67%.
وجوه متعددة وإرهاب واحد
الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية عمرو فاروق رأى أن تنظيم القاعدة سيكون المستفيد الأول من التوتر الدائر حاليا بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، حول قرار تطبيق العقوبات بسبب عدم الالتزام بالاتفاق النووي.
وأكد فاروق، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، أن تنظيم القاعدة يجد أن التعاون حاليا مع إيران بمثابة الفرصة التي تنقذه من حالة الانحسار التي عاشها على مدار السنوات الماضية، لا سيما منذ ظهور تنظيم "داعش" وسيطرته على الساحة دوليا وعربيا، مشيرا إلى وجود تعاون بين إيران وتنظيم القاعدة لتنفيذ عمليات ممولة من الحرس الثوري.
إيران محاصرة
أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية الجزائري الدكتور رضوان بوهيدل رأى من جهته أن إيران تعيش حالة حصار دولي غير معلن، وتحاول بشتى الطرق البحث عن منافذ لبسط نفوذها من ناحية، وفك هذا الحصار الدولي من ناحية أخرى.
ومن جانبه، أكد الباحث في الشأن الإيراني بمركز الأهرام للدراسات أحمد إقبال أن إيران تتعامل مع تنظيم "القاعدة" من منطلق براجماتي دون الانخراط في صدام مباشر، مستغلة الانحسار الذي تعرض له التنظيم على مدى سنوات من الحرب الدولية ضد الإرهاب.
وأكد عوض الحطاب القيادي بجبهة إصلاح الجماعة الإسلامية، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، أن إيران احتضنت تنظيم القاعدة وغيره من الجماعات الإرهابية، خاصة بعد الخروج من أفغانستان، وعملت على حمايتهم، وستعمل على إعادة احتضانهم بعد فرض العقوبات الأمريكية عليها.
وأشار الحطاب إلى وجود علاقة قوية بين إيران وتنظيم القاعدة، مدللا على ذلك بما تشهده ساحات القتال في أفغانستان وسوريا واليمن والعراق، من هدنة غير معلنة بين الطرفين على الرغم من الخلافات الأيديولوجية بينهما.
وعرضت أجهزة الاستخبارات الإيرانية، وفقا لوثائق الاستخبارات الأمريكية، توفير دعم نقدي ولوجيستي ومعلوماتي مقابل استهداف تنظيم القاعدة المصالح الأمريكية في المنطقة.
وأشارت الوثائق التي جرى نشرها مطلع نوفمبر/تشرين الثاني عام 2017، إلى أن مسلحي القاعدة الذين فروا إلى إيران خلال الغزو الأمريكي لأفغانستان ما بين عامي 2001 و2002، استقروا في طهران بكل سهولة تحت مرأى ومسمع أجهزة الاستخبارات.
وأكد عوض الحطاب القيادي بجبهة إصلاح الجماعة الإسلامية، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، أن إيران احتضنت تنظيم القاعدة وغيره من الجماعات الإرهابية، خاصة بعد الخروج من أفغانستان، وعملت على حمايتهم، وستعمل على إعادة احتضانهم بعد فرض العقوبات الأمريكية عليها، وقال "إيران هي بلطجي منطقه الشرق الأوسط".
وأشار الحطاب إلى وجود علاقة قوية بين إيران وتنظيم القاعدة، مدللا على ذلك بما تشهده ساحات القتال في أفغانستان وسوريا واليمن والعراق، من هدنة غير معلنة بين الطرفين على الرغم من الخلافات الأيديولوجية بينهما.
وأوضح الحطاب أن تنظيم القاعدة والجماعات الإرهابية الممولة من إيران موجهة ضد البلاد السنية، كما كان يحدث في السعودية ومصر واليمن والعراق، ولم تنفذ تلك الجماعات خاصة القاعدة أي عمل إرهابي داخل إيران.
وعرضت أجهزة الاستخبارات الإيرانية، وفقا لوثائق الاستخبارات الأمريكية، توفير دعم نقدي ولوجيستي ومعلوماتي مقابل استهداف تنظيم القاعدة المصالح الأمريكية في دول خليجية.
وأشارت الوثائق التي جرى نشرها مطلع نوفمبر/تشرين الثاني عام 2017، إلى أن مسلحي القاعدة الذين فروا إلى إيران خلال الغزو الأمريكي لأفغانستان ما بين عامي 2001 و2002، استقروا في طهران بكل سهولة تحت مرأى ومسمع أجهزة الاستخبارات.
علاقة قديمة
الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية عمرو فاروق قال إن إيران تستخدم في حربها مع الولايات المتحدة استراتيجية "حرب العصابات" أو حرب المدن، وهي معركة الأقدر على تنفيذها المليشيات المسلحة وليست الجيوش النظامية، بهدف تكبيد المصالح الغربية الكثير من الخسائر بأقل الإمكانيات المتاحة، عكس معارك الجيوش النظامية التي تعد تكلفتها أكبر بكثير، كما أن تحقيق نسب المكاسب فيها غير مؤكدة.
وأوضح فاروق أن إيران لن تجد أفضل من مليشيا تنظيم القاعدة لتنفيذ معاركها حاليا مع خصومها، إذ إن العلاقة بينهما قوية منذ تسعينيات القرن الماضي، وتوظيفها لأسامة بن لادن ورجاله في تكبيد الغرب خسائر فادحة، تحت استراتيجية "مواجهة العدو البعيد"، مثل أحداث 11 سبتمبر 2001، وتفجير السفارات الأمريكية في نيروبي ودار السلام في أغسطس 1998،
وكانت طهران الملاذ الآمن لقيادات القاعدة ضد العقوبات الأمريكية، بعد أن منحتهم إقامة كاملة ودائمة على أراضيها، التي كانت بمثابة غرفة عمليات لتخطيط وتنفيذ الكثير من العمليات الإرهابية في المنطقة.
ولفت فاروق إلى أن زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري سيستثمر تلك الفرصة على المستوى الشخصي للخلاص محاولات الإطاحة به من زعامة التنظيم، على خلفية اتهامه بالفشل والتسبب في انحسار التنظيم.
وتوقع فاروق أن تشهد المرحلة المقبلة حالة من تصعيد العمليات الإرهابية داخل المنطقة العربية وداخل أوروبا، تستهدف المصالح الأمريكية والغربية، بهدف إجبار الولايات المتحدة على خفض مطالبها تجاه طهران فيما يخص الاتفاقات النووية.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية الدكتور رضوان بوهيدل أن الاجتياح الذي تعرضت له العراق من جانب تنظيم داعش لما وصلت إيران إلى ما هي عليه الآن من وجود عسكري فاعل داخل الأراضي العراقية، وعلى هذا النحو فليس من المستبعد ظهور توافق في المصالح بين إيران وتنظيم القاعدة في المستقبل، هذا التوافق غير معلن بالضرورة، لكنه يعتمد على تبادل المصالح، وقد أثبتت إيران مراراً أنها تجيد استغلال الإرهاب.
aXA6IDMuMTMzLjEwOS4yNTEg جزيرة ام اند امز