مسؤول أمريكي سابق يكشف لـ«العين الإخبارية» سيناريوهات الخروج من العراق
وسط منطقة باتت تموج بالاضطرابات، أصبح الوجود العسكري الأمريكي "غير مرغوب فيه" في بعض بلدانها، وخاصة في العراق، وفق بيانات مسؤوليه.
إذ توجد آثار استياء كبير داخل البلد الآسيوي خلال الفترة الماضية، ومطالب بضرورة الإجلاء السريع للقوات الأمريكية، إلا أن «الخروج الأمريكي سيكون مكلفًا»، بحسب نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي السابق لشرق آسيا هينو كلينك.
وفي مقابلة مع «العين الإخبارية»، رسم المسؤول الأمريكي السابق، سيناريوهات الخروج الأمريكي من العراق، والتكلفة التي ستتحملها بغداد، وطريقة الرد على التهديدات التي تستهدف قوات الولايات المتحدة في بلدان الشرق الأوسط. وإلى نص الحوار:
- لماذا تحرص الولايات المتحدة على إبقاء قواتها في العراق رغم انتهاء عملية "العزم الصلب"؟
تتواجد الولايات المتحدة وأعضاء التحالف الآخرون في العراق بدعوة من الحكومة العراقية وبالتنسيق معها، من أجل مواصلة الضغط على تنظيم داعش الإرهابي، وضمان تحييد هذا التهديد الإرهابي. قمنا بدور قيادي في محاربة التنظيم وتأمين العراق وتدريب قواته.
ورغم أن تنظيم «داعش» أحد أبرز التهديدات التي تواجه البلد الآسيوي من وقت لآخر، إلا أنه ليس الوحيد؛ فهناك تهديدات أمنية أخرى؛ لذا فإن بغداد هي من تطلب بقاء القوات الأمريكية لمحاربة تلك التهديدات المشتركة.
- كيف ترد واشنطن على المطالب العراقية المتكررة بسحب هذه القوات وفق جدول زمني؟
إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ستحترم رغبة الحكومة العراقية في بغداد، ولن تحتفظ بقوات في العراق ما لم تدعم الحكومة العراقية وجودها. وإذا تم اتخاذ قرار بانسحاب القوات الأمريكية، فسيتم صياغة وتنفيذ خطة عملياتية لانسحاب منظم وآمن.
إن تواجد بعض القوات الأمريكية في العراق كانت وفقا لبعض المتطلبات، إلا أن الولايات المتحدة ستحترم رغبة القيادة العراقية، لو أرادت ذلك.
- ألا يعتبر القضاء الانفرادي على قيادات في الحشد الشعبي دون التنسيق مع العراق انتهاكا للسيادة العراقية؟
تحتفظ الولايات المتحدة بحق الدفاع عن النفس، فإذا قام قادة المليشيات المختلفة أو الجماعات الإرهابية أو غيرها من القوات الوكيلة لإيران بتنفيذ ضربات أو خططوا لأعمال هجومية تهدد القوات الأمريكية، فهم أهداف مشروعة.
- كيف سيرد الجيش الأمريكي على استهداف قواته في الأردن والعراق؟
الردع يفشل في جميع أنحاء المنطقة، إن الهجمات الوحشية التي شنتها حركة حماس يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعقبها عدوان حزب الله على شمال إسرائيل، وبعد ذلك، بدأ الحوثيون باستهداف الشحن المدني الدولي، وقد تعرضت القوات الأمريكية لهجوم في الأردن وسوريا والعراق والمياه الدولية.
إن القاسم المشترك بين تلك الأحداث، هو أن جميع الهجمات الإرهابية تتم من قبل قوات ترعاها وتدعمها وتمولها وتدربها وتسلحها إيران، كما أنها (طهران) من يقف وراء كل الحرائق التي تجتاح الشرق الأوسط.
- كيف ترى التداعيات المحتملة على العراق نفسه في ظل وجود فلول «داعش»؟
إذا لم يتم القضاء على «داعش» من قبل قوات الولايات المتحدة وقوات التحالف، فسوف ينمو التنظيم الإرهابي مرة أخرى، مما يسبب مشاكل هائلة للعراق وجيرانه، لقد حدث هذا من قبل ويمكن أن يحدث مرة أخرى إن لم يتم القضاء عليه نهائياً.
- تصريحات أمريكية حذرت من خروج مكلف للقوات من العراق.. كيف يمكن تفادي ذلك؟
هذا يتعلق بالإطار الزمني كما حدث في أفغانستان؛ فالقوات الأمريكية لن تغادر بشكل سريع، لكن سيتم التخطيط بشكل مدروس قبل تنفيذه على أرض الواقع.
- هل تؤثر دعوات الخروج من العراق على الانتخابات الأمريكية؟
لن تؤثر في نظري دعوات خروج القوات الأمريكية من العراق على الانتخابات الأمريكية، فالاستحقاق الدستوري في الولايات المتحدة يمتاز بالديمقراطية، بالإضافة إلى أن هناك وعيًا من الأمريكيين بشأنه.