سفير أمريكا لدى إسرائيل يقترح إقامة دولة فلسطينية في «الريفييرا» الفرنسية

اقترح السفير الأمريكي لدى إسرائيل مايك هاكابي إقامة دولة فلسطينية في "الريفييرا" الفرنسية.
اقتراح هاكابي، المعروف بآرائه القريبة من اليمين الإسرائيلي، ترافق مع إعلانه مقاطعة الولايات المتحدة الأمريكية للمؤتمر الفرنسي-السعودي المقرر منتصف الشهر الجاري في نيويورك لدعم قيام دولة فلسطينية.
وكانت إسرائيل سعت بشدة للضغط على فرنسا من أجل منع المؤتمر الذي سيعقد في الفترة من 17-20 يونيو/حزيران الجاري في نيويورك برئاسة فرنسا والسعودية.
وتسود تقديرات بأن العديد من الدول الغربية ستعلن في المؤتمر عن اعترافها بالدولة الفلسطينية.
وكانت إسرائيل لوحت بأنها سترد على الاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية بالإعلان عن ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية، وشنت انتقادات حادة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
واستبقت إسرائيل المؤتمر بالإعلان عن إقامة 22 مستوطنة في الضفة الغربية، حيث قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس من موقع إحدى هذه المستوطنات، الجمعة: "هذه رسالة واضحة لماكرون وأصدقائه: أنتم ستعترفون بدولة فلسطينية على الورق، ولكن هذا الورق سينتهي في سلة مهملات التاريخ، الاستيطان في الضفة سيقوى، وإسرائيل ستزدهر وتنتعش. لا تهددونا بالعقوبات، لن تركعونا، ولن نخضع أمام التهديدات".
من جهته، أكد السفير الأمريكي في إسرائيل مايك هاكابي معارضة الولايات المتحدة الأمريكية للمؤتمر وأهدافه.
وأعلن في مقابلة مع محطة "فوكس نيوز" الأمريكية أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تشارك في المؤتمر، قائلا: "من غير اللائق تمامًا، في خضم حربٍ تخوضها إسرائيل، أن نخرج ونعرض شيئًا أعتقد أن الإسرائيليين يصرّون على رفضه بشكل متزايد".
وأضاف: "إذا كانت فرنسا عازمةً حقًا على رؤية دولة فلسطينية، فلديّ اقتراحٌ لها: اقتطاع جزءٍ من الريفييرا الفرنسية وإنشاء دولة فلسطينية. مرحبٌ بهم للقيام بذلك، ولكن غير مرحبٍ بهم لفرض هذا النوع من الضغط على دولة ذات سيادة (إسرائيل). وأجدُ من المُقزز اعتقادهم بأن لديهم الحق في فعل شيءٍ كهذا".
وتابع هاكابي: "آمل أن يُعيدوا النظر، لكن الولايات المتحدة لن تُشارك. ببساطة، لن تكون جزءًا من هذه الخدعة".
وتسود التقديرات بأن المواقف الإسرائيلية والأمريكية لن تؤثر على انعقاد المؤتمر أو الأهداف المحددة لها.
لكن ثمة تساؤلات بشأن مصير حل الدولتين في ضوء رفض الحكومة الإسرائيلية لأي اقتراحات لإقامة دولة فلسطينية.
وتعتبر الحكومة الإسرائيلية الحالية أن المنطقة ما بين البحر المتوسط ونهر الأردن هي "ارض إسرائيل" وفق إعلان صدر عن الكنيست الإسرائيلي بأغلبية كبيرة العام الماضي.
وجاء في الإعلان الذي أيده 68 عضو كنيست وعارضه 9 في منتصف يونيو/حزيران الماضي: "الكنيست الإسرائيلي يعارض بشدة إقامة دولة فلسطينية غربي الأردن. إقامة دولة فلسطينية في قلب أرض إسرائيل من شأنه أن يشكل خطرا وجوديا على دولة إسرائيل ومواطنيها، ويؤدي إلى إدامة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وزعزعة استقرار المنطقة».
خلافات أمريكية إسرائيلية
وثمة خلافات عديدة بين الحكومة الإسرائيلية الحالية والإدارة الأمريكية ولكن ليس بشأن الدولة الفلسطينية.
وأشار هاكابي إلى أنه قد تكون هناك خلافات بين إدارة ترامب وحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ولكن لا ينبغي أن يكون هناك خوفٌ من انقطاع العلاقات الثنائية.
وقال: "لا أعتقد أن الأمريكيين المؤيدين لإسرائيل بحاجة للقلق من وجود أي خلاف بين الولايات المتحدة وإسرائيل. هل توجد أحيانًا اختلافات في الرأي حول الخطوات التالية في حرب غزة، أو إعادة الرهائن إلى ديارهم، أو ربما تجنب حرب شاملة مع إيران؟ بالطبع، هذا طبيعي".
وأضاف: "لكن فيما يتعلق بالعلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة، فهي ليست في خطر بأي حال من الأحوال، وليست ممزقة أو متصدعة بأي شكل من الأشكال. إنها متينة، ولا بد أن تكون كذلك. ليس لدينا خيار. من الأهمية بمكان أن تحافظ الولايات المتحدة على شراكتها - وأنا أستخدم هذه الكلمة عن عمد - فهي ليست صداقة، وليست تحالفًا، بل هي شراكة، مما يعني أننا مرتبطون ببعضنا البعض في تبادل المعلومات الاستخباراتية والعسكرية - وهي جوانب عديدة ترتبط بها دولنا ارتباطًا وثيقًا".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNTIg
جزيرة ام اند امز