من أمريكا لبوتين: حجب التكنولوجيا والموارد المالية عقوبة التصعيد
هددت أمريكا، روسيا بعقوبات جديدة، تتضمن قطع التكنولوجيا، والموارد المالية الغربية، إذا عَمد بوتين للتصعيد في أزمة أوكرانيا.
وقال نائب وزير الخزانة الأمريكي، والي أدييمو، الأربعاء، إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يمكن أن يتسبب في مزيد من الضرر لأوكرانيا، وإن الولايات المتحدة مستعدة للرد عن طريق حجب التكنولوجيا، والموارد عن موسكو إذا فعل ذلك.
وأضاف أدييمو في مقابلة مع شبكة "سي.إن.بي.سي": "سنقطع عنه التكنولوجيا الغربية، التي تعد في غاية الأهمية لتطوير الجيش".
وتابع: "كما سنحرمه من الموارد المالية الغربية التي لا غنى عنها لاقتصاده وأيضا لثرائه"، وذلك حسب رويترز.
دفعة أولى من العقوبات
وأعلن "بايدن"، عقوبات شاملة على روسيا نتيجة التصعيد الأخير في الأزمة الجيوسياسية، وتستهدف تلك العقوبات بنوكًا روسية وبعض الأثرياء الروسيين، وعائلاتهم والديون السيادية للدولة.
وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن الثلاثاء "دفعة أولى" من العقوبات من شأنها أن تعزل روسيا عن المنظومة المالية الغربية وتستهدف "النخب الروسية" وكذلك مؤسسات مالية.
وقال بايدن "سنفرض عقوبات واسعة النطاق على الديون السيادية الروسية. وهذا يعني أنّنا نقطع الحكومة الروسية عن التمويل الغربي".
وقال بيان من وزارة الخزانة الأمريكية إن الولايات المتحدة فرضت عقوبات على بنك "في إي بي"، و"برومسفياز" بنك الروسيين أمس الثلاثاء، بعد أن اعترفت روسيا رسميا باستقلال منطقتين انفصاليتين في شرق أوكرانيا.
وقالت وزيرة الخزانة جانيت يلين في البيان "الإجراءات التي اتخذت اليوم بالتنسيق مع شركائنا وحلفائنا، تبدأ عملية تفكيك الشبكة المالية للكرملين وقدرته على تمويل النشاط المزعزع للاستقرار في أوكرانيا وحول العالم".
كما فرضت عدة دول غربية واليابان، أمس الثلاثاء، عقوبات جديدة على روسيا بعدما أمرت بنشر قواتها في منطقتين انفصاليتين بشرق أوكرانيا، وهددت الدول بفرض مزيد من العقوبات إذا حدث غزو روسي شامل.
وأعلنت الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وبريطانيا، وأستراليا، واليابان، خططا لمعاقبة بنوك وأفراد من النخبة الروسية، بينما علقت ألمانيا مشروع خط أنابيب غاز كبير من روسيا، التي يتهمها الغرب بحشد أكثر من 150 ألف جندي قرب حدود أوكرانيا. وتنفي روسيا أي نية لغزو أوكرانيا.
وكان من المنتظر لخط الأنابيب الذي ينتظر موافقة ألمانيا أن يخفف الضغوط على المستهلكين الأوروبيين الذين يواجهون ارتفاعات قياسية في أسعار الطاقة، لكن منتقدين للمشروع بينهم الولايات المتحدة يقولون إنه سيزيد اعتماد أوروبا في الطاقة على روسيا.
وفرضت بريطانيا، عقوبات على بنوك روسية، و3 مليارديرات على صلة وثيقة بالرئيس الروسي.
وعقب اعتراف روسيا، باستقلال دونيتسك ولوهانسك، احتفل بعض سكان مدينة دونيتسك، حيث رفعت بعض السيارات الأعلام الروسية وأطلقت أبواقها.
بداية غزو روسي
وذكر مسؤول أمريكي أن خططا أعلنها بايدن لتعزيز إستونيا ولاتفيا وليتوانيا تشمل إرسال 800 جندي مشاة وما يصل إلى ثماني طائرات إف-35 المقاتلة إلى مواقع على الحدود الشرقية لحلف شمال الأطلسي، لكن ذلك إعادة توزيع للقوات وليس إضافة.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف لوكالات أنباء روسية إن بوتين لم يتابع خطاب نظيره الأمريكي، وإن روسيا ستنظر فيما أعلنته الولايات المتحدة قبل أن ترد.
وقال بوتين، إنه منفتح دوما على البحث عن حلول دبلوماسية، لكن "مصالح روسيا وأمن مواطنينا لا يخضع لشروط بالنسبة لنا".
وتطالب موسكو بضمانات أمنية، منها وعد بعدم انضمام أوكرانيا إلى حلف الأطلسي أبدا، بينما تعرض الولايات المتحدة وحلفاؤها على بوتين خطوات لبناء الثقة، والحد من التسلح لنزع فتيل الأزمة.
وقال البيت الأبيض، أمس الثلاثاء، إن لقاء بين بايدن وبوتين، بوساطة فرنسية "ليس ضمن الخطط بالتأكيد" في الوقت الحالي.
مزيد من العقوبات
قال بايدن، إن العقوبات الأمريكية ستُطبق على بنك "في.اي.بي"، وبنك الجيش الروسي، "برومسفياز"، الذي يبرم صفقات دفاعية. واعتبارا من أمس الثلاثاء، بدأ تطبيق عقوبات على أفراد من النخبة الروسية، وأسرهم.
وذكرت وكالة تاس للأنباء نقلا عن برومسفياز قوله إن العقوبات لن يكون لها تأثير كبير نظرا لأنه اتخذت إجراءات احترازية مسبقا.
ولم تذكر تفاصيل.
وقالت واشنطن إنها قيدت التعاملات في السوق الثانوية على السندات السيادية الروسية التي تصدر بعد الأول من مارس/آذار المقبل.
وأعلنت كندا أيضا خطوات مماثلة، وسوف تفرض عقوبات على أعضاء البرلمان الروسي الذين صوتوا لصالح قرار الاعتراف باستقلال المنطقتين الانفصاليتين.
غير أن كثيرا من الدول الغربية أحجمت عن فرض عقوبات أشد مع محاولتها تجنب هجوم روسي أكبر.
وقال مسؤول أمريكي كبير: "نحن مستعدون تماما مع عدد كبير جدا من الدول في جميع أنحاء العالم لفرض إجراءات لتقييد الصادرات".
واستهدف الاتحاد الأوروبي، وبريطانيا، بشكل أساسي بنوكا روسية، وقدرتها على العمل دوليا، حيث من المرجح أن يكون تأثير ذلك ضئيلا.
ورفض لافروف في وقت سابق التهديد بفرض عقوبات.
ووفقًا لبيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، يعتمد الاقتصاد الروسي بشكل كبير على صادرات النفط والغاز، إذ تعد روسيا ثالث أكبر دولة منتجة للنفط في العالم، وأحد المصادر الرئيسية للنفط والغاز في أوروبا.
وارتفعت أسعار الطاقة، بعد توقيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمرا بإرسال ما سماها "قوات حفظ السلام" إلى منطقتي دونيتسك، ولوهانسك، اللتين أعلنتا انفصالهما عن أوكرانيا من جانب واحد، بعد اعتراف موسكو رسميا باستقلالهما يوم الإثنين.
aXA6IDE4LjIyNS4yNTQuODEg
جزيرة ام اند امز