في أمريكا.. رائحة الركود تفوح من نتائج الشركات
وصل الاقتصاد الأمريكي بالفعل إلى محطة الركود وفقا لما كشفه تحليل لوكالة "بلومبرغ" شمل فحص نتائج الشركات في الربع الأول من العام الجاري.
ومع اقتراب موسم أرباح الربع الأول من نهايته، تشير التقديرات إلى أن أرباح الشركات المدرجة على مؤشر S&P 500 قد انخفضت بنسبة 3.7% في المتوسط، مقارنة بالعام الماضي.
ويأتي ذلك بينما تعاني وول ستريت بالفعل مما يمكن أن يتحول إلى أطول فترة تراجع في أرباح الشركات منذ سبع سنوات.
مرحلة ركود
تُظهر البيانات التي جمعتها "بلومبرغ" أن 78% من الشركات كانت نتائجها المالية أقل من التوقعات، وهذا أقل إثارة للإعجاب مما يبدو، نظرا لأن المحللين قد خفضوا توقعاتهم قبل بدء الموسم.
والأهم من ذلك، أن أرباح الربع الأول المتراجعة تمثل الفصل الثاني على التوالي التي تتراجع فيها نتائجها المالية، وقد تتعزز نظرية دخول الاقتصاد الأمريكي في ركود في الفترة من أبريل/ نيسان إلى يونيو/ حزيران، حيث تم تحديد تراجع أرباح بنسبة 7.3%.
ويعتقد المحللون أن الأزمة الناجمة عن ارتفاع أسعار الفائدة وتراجع طلب المستهلكين، ستمتد إلى الربع الثالث من عام 2023، متراجعين عن التوقعات السابقة بأن انتعاش الأرباح سيبدأ في ذلك الوقت.
وهذا يعني ركودا في الأرباح أطول مما كان عليه خلال الوباء؛ إذ شوهد انخفاض في الأرباح بأكثر من ثلاثة أرباع آخر مرة في 2015 إلى 2016، عندما بدأ الاحتياطي الفيدرالي آخر دورة لرفع أسعار الفائدة.
ومن غير المفاجئ إذن أن مؤشر S&P 500 لم يسجل أية مكاسب، منذ أن بدأ المقرضون الرئيسيون في وول ستريت موسم الأرباح في منتصف أبريل/ نيسان.
ضغوط الهامش
ويؤدي تباطؤ الاقتصاد إلى التأثير على هوامش الربح، والتي وفقا لتوقعات الإجماع لن تتعافى قبل الربع الأخير من عام 2023 بحسب بلومبرغ.
وفي محاولة لإدارة أزمة ضغوط الهامش، لجأت الشركات في الولايات المتحدة إلى تسريح العمال، مع إلغاء عشرات الآلاف من الوظائف في مختلف الصناعات، من التكنولوجيا إلى البيع بالتجزئة؛ ويجب أن يظهر التأثير في أرباح الفترة من أبريل/نيسان إلى يونيو/حزيران.
الرياح المعاكسة
أدى ازدهار إيرادات الفوائد وعائدات التداول وتدفقات الودائع في البنوك الكبرى إلى تمكين أرباح المقرضين من تجاهل الضغوط المالية لشهر مارس/آذار، مع إعلان جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لشركة JPMorgan Chase & Co، عن اقتراب انتهاء الأزمة.
لكن رياحا أخرى معاكسة تلوح في الأفق؛ مع تخلف المزيد من الأمريكيين عن سداد المدفوعات، إذ شهدت أكبر أربعة بنوك أمريكية عمليات شطب للقروض الاستهلاكية السيئة، والتي ارتفعت بنسبة 73% عن مستويات العام الماضي.
هيمنة التكنولوجيا
كانت شركات التكنولوجيا في المرتبة الأولى نقطة مضيئة، حيث تجاوزت كل من شركة Apple Inc. و Meta Platforms Inc. وشركة Alphabet Inc التابعة لشركة Google وشركة Amazon.com التوقعات في أرباح الربع الأول.
ومع ذلك، من المتوقع أن تنخفض أرباح القطاع بأكثر من 7% في الربع الثاني من العام الجاري. علاوة على ذلك، تشكل التكنولوجيا 35% من حصة S & P في السوق، ولكن أقل بقليل من 30% من الأرباح.
aXA6IDE4LjIyMS4xOTIuMjQ4IA== جزيرة ام اند امز