إدانات "بروتوكولية" للغارات التركية على العراق
الحالة السورية كانت حاضرة في بيانات الإدانة الصادرة من أمريكا وروسيا وإيران ردا على الضربات التركية لأكراد العراق.
"غير مقبولة".. "انتهاك للسيادة الوطنية".. "نشعر بالقلق".. جاءت هذه العبارات الثلاث في تعليق الدول الفاعلة في الملف السوري على الغارات التركية التي استهدفت الأكراد في العراق.
- تركيا تقصف مواقع حزب العمال الكردستاني بالعراق وسوريا
- تركيا تنقل معركتها مع "سوريا الديمقراطية" إلى حلب
واستهدفت تركيا أكثر من مره مناطق للأكراد في سوريا، غير أن الزخم الأكبر إعلامياً ذهب للضربات التي استهدفت الثلاثاء الماضي مناطق الأكراد في العراق، لكونها تمثل تطوراً نوعياً في حرب أنقرة مع الأكراد، خشية أن يؤدي سيطرتهم على المناطق التي يطردون داعش منها في سوريا، إلى إنعاش حلم الدولة الكردية.
ورغم أن الضربات كانت موجهة في الأساس للعراق، إلا أنه يمكن قراءة الحالة السورية في بيانات الإدانة الصادرة من أمريكا وروسيا وإيران، إذ أكسب التنسيق التركي مع إيران وروسيا وأمريكا في الملف السوري هذه البيانات الطابع "البروتوكولي" دون أن تلوح بإجراءات عملية، وهو ما دفع الرئيس التركي إلى القول، اليوم الأربعاء، أن هذه الضربات ستستمر.
وتنسق أنقرة مع الدول الثلاث في الملف السوري، فكان دخولها إلى سوريا في أغسطس/آب 2016، بالتنسيق مع التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا، بحجة المشاركة في الحرب على داعش، وأخذ التعاون مع روسيا خطوات متقدمة، حيث نفذت مقاتلات من الدولتين في 18 يناير/ كانون الثاني الماضي هجمات استهدفت تنظيم داعش بمدينة الباب شمال سوريا، لتمكين المعارضة المدعومة من تركيا من السيطرة عليها، ومن ثم قطع الطريق على محاولات فصائل كردية مسلحة السيطرة على البلدة الواقعة على الحدود السورية التركية.
وتحتفظ أنقرة بعلاقات اقتصادية مع طهران تقدر بـ 30 مليار دولار، وهذه العلاقات ساعدت الدولتين على تجاوز خلافات سياسية في الملف السوري، وأجبرتهما في أوقات كثيرة على التنسيق معاً.
وتأثر هذا التنسيق بين تركيا والدول الثلاث في الملف السوري على بيانات الإدانة، فأمريكا التي حرصت على نفي علمها بتوجيه أنقرة لتلك الضربات، لم تكن كلماتها شديدة اللهجة وهي تدينها.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكي، مارك تونر، أمس، في مؤتمر صحفي: "إننا نشعر بقلق بالغ من ضربات القوات الجوية التركية على شمال سوريا وكذلك على شمال العراق".
وشدد تونر على أن هذه الغارات "نفذت من دون أي تنسيق مع الولايات المتحدة أو التحالف الدولي"، مشيراً إلى أنها أدت إلى المقتل المأساوي لشركائنا في محاربة داعش، وبينهم عناصر من قوات البيشمركة.
أما روسيا التي نسقت من قبل مع أنقرة لمنع تقدم وحدات الحماية الكردية في مدينة الباب السورية، فخرجت ببيان إدانة أكثر هدوءاً، حيث قالت، الأربعاء، إن الضربات الجوية التي نفذتها تركيا في العراق وسوريا غير مقبولة، ودعت كل الأطراف إلى ضبط النفس.
وكعادة إيران خرجت بياناتها أكثر خشونة كالمعتاد، وقال المتحدث باسم خارجيتها، بهرام قاسمي، إن "الغارات التركية انتهاك للسيادة الوطنية للعراق ومهما كانت الدوافع والتبريرات، فهي تجاوز للقوانين والأعراف الدولية السائدة، وستمهد لاستمرار انعدام الاستقرار وتعزيز الفوضى في المنطقة".