استفتاء تركيا.. الأكراد رهان "غير مضمون" لأردوغان
الأكراد في تركيا منقسمون على أنفسهم إزاء الاستفتاء المرتقب
مع اقتراب موعد الاستفتاء على تعديلات دستورية توسع من صلاحيات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يسابق الأخير عقارب الزمن في التودد لأكراد بلاده، الذين قد يحسمون كفة الميزان في إقرار النظام السياسي.
أردوغان متوددا
ففي الأول من الشهر الجاري، أتاهم في قلعتهم الجنوبية "ديار بكر"، حاملاً في جعبته عشرات من مشاريع التنمية للولاية التي عانت الويلات جراء الاشتباكات بين حزب العمال الكردستاني وقوات الأمن التركية، شاحذاً منهم أصواتهم في استفتاء 16 أبريل.
وخاطبهم بالقول إن حزب العمال هو "العدو الرئيس لتركيا واستقرارها، ونحن عازمون على إنقاذ دولتنا وأخوتنا الأكراد من شبكة القتلة المأجورين".
وتعهد لهم بعدم السماح لحزب العمال "بخطف أبنائهم إلى المناطق الجبلية وتسليحهم"، كما تعهد بمواصلة تنمية مناطق جنوب شرقي تركيا وضمان الاستقرار والأمن فيها.
اعتقالات وأحكام بحق الأكراد
وسبق أردوغان ذلك، بإصدار سلطاته أحكاما صارمة واعتقالات أعقبت محاولة الانقلاب التي وقعت في 15 يوليو الماضي، طالت أعضاء في حزب "الشعوب الديمقراطي" (الكردي)، بمن فيهم رئيسيه المشتركين صلاح الدين ديمير طاش، وفيغن يوكسيكداغ، بتهمة دعم "العمال الكردستاني" الذي تصنفه تركيا بـ"الإرهابي".
وينفي حزب دمير طاش، الذي يعتبر ثاني أكبر أحزاب المعارضة في البرلمان، صلته المباشرة بـ"العمال الكردستاني"، ويؤكد أنه يريد تسوية سلمية في جنوب شرق تركيا ذي الأغلبية الكردية.
ويقول إن الهدف الأساسي من الاعتقالات الأخيرة التي طالت أشخاصاً اعتبرتهم السلطات أنهم على علاقة بمقاتلين أكراد، هو إجراء الاستفتاء بدونه.
ويُعتبر الأكراد أكبر الأقليات العرقية في تركيا، إذ يشكلون 15 مليون نسمة من إجمالي عدد السكان البالغ 80 مليون.
الأكراد منقسمون
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الأكراد الذين يمثلون خمس إجمالي الناخبين، منقسمون على أنفسهم في الاستفتاء المرتقب.
فديار بكر التي يحتفظ أردوغان بشعبية له فيها، هي أيضاً معقل "الشعوب الديموقراطي" الذي يقود حملة ضد الاستفتاء، لتجاهل مطالبهم في التعديلات الدستورية.
ويشير الحزب الذي فاز بنسبة 13% من أصوات الأتراك بمن فيهم الذين هم في خارج المناطق الكردية، مثل أنقرة وإزمير واسطنبول، في الانتخابات التشريعية الأخيرة، إلى أنه طلب من الحكومة تعديل مواد جعلت من تركيا بلداً لقومية ولغة واحدة.
لا يريدون زعيما "استبداديا"
ويرى الحزب الذي ظفر بـ 80 مقعداً في مجلس النواب، أن التصويت بـ"نعم" في الاستفتاء، "سيحكم قبضة زعيم استبدادي عازم على القضاء على المعارضة".
وهو ما جاء على لسان الرئيس المشترك للحزب، صلاح الدين دمير طاش، في تصريحات صحفية،
في حين يسعى أردوغان من خلال الاستفتاء الذي يجري في ظل حالة الطوارئ، إلى تعزيز صلاحياته، بدعوى أن الإصلاح الدستوري سيجنب البلاد ضعف الحكومات الائتلافية.
اعتقالاتهم لطمة لآمال أردوغان
في المقابل، ولّدت الاعتقالات التي طالت رموز حزب الشعوب، حقداً في أوساط الأكراد إزاء السلطات، ناهيك عن الدمار الذي لحق بممتلكاتهم جراء حرب الشوارع بين "العمال الكردستاني" وقوات الأمن في مناطقهم.
ويرى مراقبون أن هذه الاعتقالات، قد تشكل لطمة لآمال الرئيس التركي في توسيع صلاحياته، مثلما حصل في انتخابات 2015، حينما أطاح الحزب الكردي، بحلم أردوغان في حصول "العدالة والتنمية" الحاكم على أغلبية ساحقة في مجلس النواب تسمح له بتعديل الدستور لصالح تحويل نظام الحكم من برلماني إلى رئاسي.
لكن ثمة من يقول إن نسبة كبيرة من الأكراد قد تصوت لصالح التعديلات الدستورية، لكن هذا يحمل سلطات البلاد مسؤولية كبيرة تتجسد في مخاطبة الآمال الكردية المتعلقة بإنشاء عملية سلام حقيقية، ومشاريع استثمارية وتنموية واسعة في مناطقهم.
وفي الـ16 من الشهر الجاري، سيتوجه 55.3 مليون تركي بالداخل إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم من أجل إقرار التغييرات التي تتطلب تأييد نسبة 51% من المصوتين لاعتمادها.
aXA6IDE4LjIyMS41Mi43NyA= جزيرة ام اند امز