أمريكا تعيش أعنف موسم للإنفلونزا منذ 13 عاما
تعاني الولايات المتحدة من ارتفاع معدلات الإصابة بالإنفلونزا ومخاطر دخول المستشفى، ما يجعل الشتاء الحالي هو الأعنف منذ 13 عاما.
الإنفلونزا عدوى فيروسية شديدة العدوى تصيب الجهاز التنفسي ويمكن أن تسبب مرضًا شديدًا ومضاعفات تهدد الحياة. وتصيب الإنفلونزا الناس من جميع الأعمار، وعادة ما تنتشر عن طريق استنشاق قطرات من السعال والعطس التي تحتوي على الفيروس.
وأشارت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إلى أن الإصابات بالإنفلونزا حتى الآن تجاوزت 880 ألف حالة، فيما احتاج أكثر من 6900 مريض الدخول للمستشفى.
وتشير البيانات إلى مضاعفات الإصابة بالمرض تسببت بوفاة 360 حالة بمن فيهم طفل واحد، بحسب بيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
وقالت لينيت برامر، رئيسة فريق رصد الإنفلونزا في مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، إنه "أمر غير معتاد"، مضيفة "أن جائحة كورونا أثرت على الإنفلونزا وفيروسات الجهاز التنفسي الأخرى المنتشرة".
ولفتت الصحيفة إلى أن موسم الإنفلونزا عادة ما يكون بين شهري أكتوبر/ تشرين الأول ومايو/ أيار، ويبلغ ذروته في ديسمبر/ كانون الأول ويناير كانون الثاني. ويتم قياس شدة الموسم اعتمادا على مقياس الإصابات في 2009 عندما شهدت الولايات المتحدة انتشارا لإنفلونزا الخنازير.
وقال الخبراء ومسؤولو الصحة إن الإنفلونزا لم تكن مشكلة خطيرة خلال العامين الماضيين، بسبب وضع الكمامات والتباعد الاجتماعي وغيرها من الإجراءات التي اتخذها الناس لحماية أنفسهم من كوفيد -19.
وحذر وليام شافنر، أستاذ الأمراض المعدية في جامعة فاندربيلت، من "أن البيانات تنذر بالسوء"، إذ أن الإنفلونزا هذا العام "ليست مبكرة في وقتها فقط، بل أنها تبدو شديدة جدا". وأضاف "أن هذا يجعل القلق مضاعفا. العبء الثقيل للإنفلونزا يبدو بداية ما يمكن أن يكون أسوأ موسم للإنفلونزا منذ 13 عاما".
وأشارت صحيفة "واشنطن بوست" إلى أن ما يزيد القلق لدى الجهات الصحية هو أن أعداد الحاصلين على لقاحات الإنفلونزا في الولايات المتحدة هذا العام لم يتجاوز 128 مليونا، مقارنة مع 139 مليونا في العام الماضي، و154 في العام الذي سبقه.
وتأتي هذه البيانات في الوقت الذي يواجه فيه نظام الصحة العامة تهديدات متعددة من الفيروسات، إذ يتوقع أن تزداد حالات الإصابة بفيروس كورونا، خاصة مع برودة الطقس.
وقد تتخذ عدوى الإنفلونزا لدى كبار السن مسارا مرضيا شديدا يهدد حياتهم، لا سيما إذا كانوا يعانون من أمراض مزمنة مثل داء السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية ومشاكل الكلى والكبد. لذا من المهم تطعيم كبار السن ضد الفيروس، نظرا لأن جهاز المناعة لديهم يكون أضعف، حتى لو كانوا يتمتعون بصحة جيدة.