تعايش.. الأسواق الأمريكية لا تخشى سيطرة الجمهوريين على الكونغرس
قبل أيام من انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأمريكي في 8 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، لا تخشى الأسواق المالية سيطرة الحزب الجمهوري على أحد المجلسين.
نظرة الأسواق التي تشهد منذ أشهر ارتفاعاً حاداً في أسعار الفائدة، واحتمال حدوث تباطؤ اقتصادي، متفائلة باستعادة المعارضة أحد مجلسي الكونغرس، لأنه سيؤدي إلى جمود في واشنطن، وبقاء الوضع الراهن، ما يعني عدم وجود المزيد من المبادرات الكبرى.
ورغم المخاوف من احتمال حدوث أزمة بشأن موضوع الديون، فإن اقتصاديين أكدوا أن السوق تفكر بالانتخابات، لكنها تقلق أكثر بشأن الاحتياطي الفيدرالي والاضطرابات في المملكة المتحدة.
ونقلت فرانس برس عن "سام ستوفال" من "سي إف آر أي" قوله إن المؤشر الأكثر تمثيلاً للأسهم الأمريكية "إس آند بي 500" ارتفع خلال العام الذي تبع انتخابات التجديد النصفي الـ19 التي جرت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
لكن الشهور الـ12 المقبلة يمكن أن تشكل سابقة، حيث يرى غالبية المحللين أن بورصة نيويورك ستتراجع بمجرد دخول الاقتصاد في حالة ركود العام 2023، قبل أن تتعافى.
ومنذ أيام عدة، تؤكد كل استطلاعات الرأي تقدّم الجمهوريين.
بحسب الخبير الاقتصادي، كارل ريكادونا من "بي إن بي باريبا" فإن استعادة المعارضة أحد مجلسي الكونغرس على الأقل سيؤدي إلى تعايش و"جمود في واشنطن ما يميل إلى أنه لا يكون سيئًا للأسواق، لأنه يعني بقاء الوضع الراهن".
وفي غضون 3 سنوات، تضخمت ديون الولايات المتحدة بنسبة 36 %، أي أكثر من 8 تريليونات دولار، متأثرة بسلسلة من خطط دعم الاقتصاد بدأها دونالد ترامب ثم استمرت في عهد جو بايدن، لمواجهة أزمة كوفيد-19.
وقال جاك أبلين من "كريسيت كابيتال": "نرى توترات بين السياسة النقدية وسياسة الميزانية في بلدان عديدة"، مشيرًا بشكل خاص إلى الارتباك التاريخي الذي تسبب بأزمة سياسية كبيرة في المملكة المتحدة.
سقف الديون
وبالتالي تعمل حكومات عديدة على الحفاظ على القوة الشرائية للأسر من خلال تحمل جزء من ارتفاع تكلفة الطاقة، ما يتعارض مع اتجاه بنوكها المركزية، التي تسعى إلى الحد من التضخم عن طريق تشديد شروط الاستدانة.
وفي المقابل، يأمل الجمهوريون في عدم الوصول إلى حالة شلل، وكان الزعيم الجمهوري في مجلس النواب كيفين مكارثي أعلن في وقت سابق أن حزبه سيسعى إلى خفض الميزانية إذا استعاد السيطرة على الكونغرس.
وهدد النائب عن كاليفورنيا باستخدام سقف الديون كسلاح للحصول على تنازلات من الرئيس جو بايدن، الذي يجب أن يمر بالكونغرس للسماح للحكومة بالوفاء بالتزاماتها المالية.
وحذر إيان شيفيردسون من "بانتيون ماكروايكونوميكس" من أنه "لا يمكن للديمقراطيين رفع السقف بمفردهم وستتخلف الولايات المتحدة عن سداد" ديونها.
وحذر ديفيد كوتوك من أن "السوق لا يأخذ هذه المخاطرة في الحسبان، وعندما تنتخبون مجانين في مجلس النواب، تفتحون الباب أمام المشاكل"، مشيرًا خصوصاً إلى النائبة مارجوري تيلور غرين من اليمين المتطرف.
وحذر ديفيد كوتوك من أن الدولار سوف "يضعف بشكل خطير بسبب المناورات على سقف الديون"، ناهيك عن أنّ أسعار الفائدة يمكن أن ترتفع أكثر مع مخاطر تخلف الولايات المتحدة عن السداد.