لسبب غامض.. مدن أمريكية لا يمرض سكانها أبدًا
![مريضة بالإنفلونزا - تعبيرية](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2025/2/09/214-003446-american-cities-residents-never-get-sick_700x400.jpg)
تصدّرت مدينة ويلمنغتون في ولاية كارولاينا الشمالية قائمة المدن الأمريكية الأقل عرضة للأمراض الشتوية، وفقًا لدراسة أجراها باحثون في جامعة ماريان بولاية إنديانا.
الدراسة، التي شملت 100 مدينة، اعتمدت على تحليل مجموعة من العوامل التي تؤثر على انتشار الأمراض الموسمية، مثل جودة الهواء، درجات الحرارة، الكثافة السكانية، ونسبة الأطفال الذين يُعرف عنهم ضعف جهازهم المناعي.
حصلت ويلمنغتون على المرتبة الأولى بفضل مناخها الدافئ وكثافتها السكانية المنخفضة، مما يقلل من فرص انتشار العدوى. وجاءت مدينة ماديسون في ولاية ويسكونسن في المركز الثاني، تليها هونولولو في هاواي، بينما احتلت مدينتا رالي في كارولاينا الشمالية وسان خوسيه في كاليفورنيا المركزين الرابع والخامس على التوالي.
وعلى العكس، احتلت مدينة بيكرسفيلد في كاليفورنيا المرتبة الأخيرة، ما يجعلها الأكثر عرضة للأمراض الشتوية، حيث أشار الباحثون إلى انخفاض معدلات التطعيم فيها، وتردّي جودة الهواء، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة البالغين ذوي المناعة الضعيفة.
تأتي هذه النتائج في وقت تشهد فيه الولايات المتحدة ارتفاعًا في حالات الإصابة بالإنفلونزا وكوفيد-19 والفيروس المخلوي التنفسي (RSV). ووفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، ارتفعت معدلات الإصابة بالإنفلونزا بنسبة 30% خلال الأسبوع الأخير، كما زادت أعداد حالات دخول المستشفيات إلى 38,250 حالة.
وأوضحت الدراسة أن انخفاض الكثافة السكانية في بعض المدن قد يكون عاملاً رئيسيًا في تقليل فرص انتشار الفيروسات التنفسية. في ويلمنغتون، يساعد المناخ الرطب على الحفاظ على رطوبة الأغشية المخاطية، مما يقلل من خطر الالتهابات التنفسية. كما تمتاز المدينة بجودة هواء مرتفعة، إذ سجلت أدنى مستويات التلوث بالجسيمات الدقيقة (PM2.5) على مستوى البلاد، وفقًا لجمعية الرئة الأمريكية.
أما ماديسون، فجاءت في المرتبة الثانية بفضل ارتفاع معدلات التطعيم ضد الإنفلونزا، حيث حصل 69% من كبار السن على اللقاح، وهي نسبة أعلى من المعدل الوطني البالغ 58%. كما أن نسبة السكان غير المؤمن عليهم صحيًا في المدينة لا تتجاوز 3.5%، مما يعزز إمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية الوقائية.
في هونولولو، كان للمناخ الحار دور أساسي في تحسين الاستجابة المناعية للجهاز التنفسي، حيث يساعد على تعزيز إنتاج المخاط الذي يعمل على احتجاز مسببات الأمراض. أما رالي وسان خوسيه، فقد تميزتا بانخفاض نسبة السكان الذين يعانون من مشكلات صحية مزمنة، إضافةً إلى توافر الأطعمة الصحية بشكل واسع.
وعلى الطرف الآخر من القائمة، جاءت مدينة ماكالين في تكساس في المرتبة الثانية ضمن أكثر المدن عرضة للأمراض، حيث يعاني 25% من سكانها البالغين من عدم توفر التأمين الصحي، مما يحدّ من قدرتهم على تلقي الرعاية الطبية اللازمة. كما أدرجت إل باسو، فيلادلفيا، ولاس فيغاس ضمن المدن الخمس الأكثر تأثرًا بالأمراض، ويُعزى ذلك إلى انخفاض معدلات الرطوبة، ارتفاع درجات الحرارة الجافة، والكثافة السكانية المرتفعة.
ووفقًا للباحثين، فإن تبنّي بعض العادات الصحية مثل تلقي اللقاحات، الحفاظ على نظام غذائي متوازن، وممارسة النشاط البدني، قد يكون له تأثير كبير في تقليل مخاطر الأمراض الموسمية في مختلف المدن الأمريكية.
aXA6IDE4LjE4OC4xODYuNjEg جزيرة ام اند امز