دبلوماسي أمريكي لـ"العين الإخبارية": صفقة القرن أجحفت الحق الفلسطيني
المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية الأمريكية آدم إيرلي يقول إن صفقة القرن أجحفت الحق الفلسطيني، حيث أعطت لإسرائيل كل ما تريد
قال آدم إيرلي، المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إن صفقة القرن أجحفت الحق الفلسطيني، حيث أعطت لإسرائيل كل ما ترغب على أن يناقش الجانب الفلسطيني ما يريد لاحقا.
وقال إيرلي في حديث لـ"العين الإخبارية": "ما حدث يعني أن الولايات المتحدة الأمريكية سوف تؤيد الحدود الإسرائيلية الجديدة، وهذا يشمل هضبة الجولان السورية وأجزاء من الضفة الغربية".
وأضاف أن "ما يحدث الآن ليس بعيدا عن الانتخابات الأمريكية، ولو استمعت جيدا لما قاله الرئيس دونالد ترامب عن الشرق الأوسط والأراضي المقدسة، والكتاب المقدس، فسوف تلاحظ أنها رسالة موجهة للناخب الأمريكي المسيحي، وهذه هي القاعدة التي تحرك منها ترامب".
وتابع: "إن كلمة ترامب التي ألقاها خلال الإعلان عن خطته للسلام في الشرق الأوسط كان هدفها انتخابيا"، مضيفا: "عندما يكون السؤال: هل استغل الرئيس الحدث، ستكون الإجابة: نعم بالتأكيد".
وأشار المتحدث السابق باسم الخارجية الأمريكية إلى أنه لو تم انتخاب ترامب مره أخرى، لن يكون هناك أي خيار للجانب الفلسطيني، لكن لو حدث ونجح مرشح ديمقراطي، فسوف يتم التعامل مع هذه الخطة كأنها لن تكون.
وشدد إيرلي على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في غاية السعادة، حيث حصل على كل ما يريد، مثل القدس بدون تقسيم كعاصمة لإسرائيل، ومرتفعات الجولان كجزء من الأراضي الإسرائيلية.
وحول غياب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن هذا الاجتماع، قال آدم إيرلي إن عباس رفض الحديث مع نظيره الأمريكي عبر الهاتف أمس.
ولفت إيرلي إلى أن عباس لم يكن له خيار لكي يحترمه الشعب الفلسطيني سوى تجاهل الرئيس ترامب، ولو جاء الرئيس الفلسطيني إلى واشنطن لم يكن سيتغير من الأمر شيء.
وأكد المسؤول الأمريكي السابق أن محمود عباس في موقف صعب للغاية، حيث إنه بين نارين إما القبول أو الرفض، وكلاهما لن يعوق الإدارة الأمريكية في تنفيذ ما تريد.
وحول وعود ترامب بضخ ٥٠ مليار دولار مساعدات للشعب الفلسطيني لمساعدة الاقتصاد والشباب، قال إيرلي إنه لا يثق فيما قاله الرئيس الأمريكي، كما أن هناك رفضا من جانب الشعب الفلسطيني لهذه الخطة.
ونوه المتحدث السابق باسم الخارجية الأمريكية بأنه إذا لم يتحقق السلام الحقيقي في منطقة الشرق الأوسط، فإن الخاسرين هم الشعبان الفلسطيني والإسرائيلي.
وأشار إلى أن حل الدولتين أمر جيد، حيث إنه في حالة وجود دولة واحدة سيكون هناك عدد كبير جدا من العرب داخل دولة إسرائيل وهذا ضد استقرارها.
وبالنسبة للدعم العربي للقضية الفلسطينية، قال إيرلي إن الرئيس ترامب ذكر بالاسم دولا مثل البحرين وعمان والإمارات على دعمها غير المحدود لعملية السلام، وشكرها لتحملها المسؤولية.
وأوضح إيرلي أن الجانب الفلسطيني سيحتاج إلى الدعم العربي في أي خطوة مقبلة قد يتخذها، وعليهم أن يعرفوا جيدا أن القيادات العربية تقف إلى جانبهم وتدعمهم.
وأكد المسؤول الأمريكي السابق أن القضية الفلسطينية بدون الدعم العربي، سوف تكون وحيدة، لافتا إلى أن الجانب الفلسطيني ضيع كل الفرص، ولديه فرصة الآن وهي الاستفادة من الدعم العربي.
وكان ترامب أعلن خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، تفاصيل خطته للسلام في الشرق الأوسط والمعروفة إعلاميا بـ"صفقة القرن".
وأوضح الرئيس الأمريكي أن رؤيته للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين مختلفة عن الرؤى السابقة، مؤكدا أنها تقوم على دولتين فلسطينية وإسرائيلية، وأن تكون مدينة القدس المحتلة عاصمة موحدة لإسرائيل.
وأضاف ترامب أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أخبره بموافقته على خوض مفاوضات مباشرة مع الفلسطينيين، وتابع: "الولايات المتحدة ستعترف بالمستوطنات جزءا من إسرائيل".
وقال الرئيس الأمريكي إن خطته ستحقق الازدهار للفلسطينيين وتقضي على احتياجهم للمعونات، كما ستحقق تلك الخطة بحسب ترامب، أكثر من مليون فرصة عمل للفلسطينيين خلال عام واحد.
وتابع ترامب، خلال المؤتمر الصحفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، قائلا: "لن يقتلع فلسطينيون أو إسرائيليون من أراضيهم ومئات الوظائف ستوفر للفلسطينيين".
وأضاف ترامب أن خطته للسلام ستمنح الفلسطينيين ضعف مساحة الأراضي المعروضة عليهم سابقا، ووجه الرئيس الأمريكي حديثه لنظيره الفلسطيني قائلا: "إذا اخترت طريق السلام فالولايات المتحدة وكثير من الدول ستعاونك طول الطريق".
من جانبه، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، موافقته على التفاوض مع الفلسطينيين على أساس خطة ترامب للسلام، قائلا: "آمل أن يقتنع الفلسطينيون بالسلام ويوافقوا على هذه الخطة التي بذلنا فيها جهدا كبيرا".