مسؤول أمريكي سابق لـ"العين الإخبارية": سلام الإمارات تطور لصالح فلسطين والمنطقة
آدم إيرلي المتحدث السابق باسم الخارجية الأمريكية وسفير واشنطن في البحرين من 2007 إلى 2011
أكد آدم إيرلي، الدبلوماسي الأمريكي المخضرم، أن معاهدة السلام بين دولة الإمارات وإسرائيل تمثل تطورا بسياسة أبوظبي الداعمة للفلسطينيين بعملية السلام.
وفي مقابلة مع "العين الإخبارية" جرت بالعاصمة الأمريكية واشنطن، أعرب إيرلي عن اعتقاده بأن دولة الإمارات ستلعب دورا أكثر فاعلية في عملية السلام بالشرق الأوسط، بحكم عوامل الضغط على الإسرائيليين عقب المعاهدة.
إيرلي، المتحدث السابق باسم الخارجية الأمريكية وسفير واشنطن في البحرين من 2007 إلى 2011، استعرض أيضا أوجه الاختلاف بين معاهدة الإمارات مع إسرائيل واتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية قبل أكثر من 40 عاما.
الإمارات ودعم فلسطين
يرى الدبلوماسي أن جزءا من الدافع الإماراتي للسلام هو الحصول على وضع أفضل لمساعدة الفلسطينيين، مشيرا إلى أن لا أحد ساعد الفلسطينيين كما فعلت الدول الخليجية، وخصوصا الإمارات، سواء من حيث الدعم المالي أو السياسي.
وأكد أن معاهدة السلام "لا تمثل خروجا عن السياسة التاريخية الإماراتية الداعمة للفلسطينيين، وإنما تشكل تطورا لتلك السياسة، حيث ستمكنها من التأثير على عملية السلام بطرق أكبر ستعود بالنفع على الفلسطينيين".
ومتطرقا للموقف الفلسطيني الرافض للمعاهدة، قال إيرلي: "من الواضح أن (الرئيس الفلسطيني) محمود عباس غير قادر على المضي قدما في عملية السلام".
وأعرب عن أمله في أن تشارك دول جديدة في الاتفاق مع إسرائيل، لاسيما في حال كانت هذه البلدان ذات نية حسنة مثل الإمارات، لإعطاء الزخم والقوة الدافعة لعملية السلام.
علامة فارقة
وردا على سؤال حول رؤيته لمعاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل، قال إيرلي إنها تشكل "تطورا مهما للغاية لأسباب مختلفة".
أول الأسباب، يوضح، يعود لكون المعاهدة تعتبر الأولى منذ 25 عاما بين إسرائيل ودولة عربية، ولذلك فهي تكسر الجمود والجفاف الطويل ليس في العلاقات العربية الإسرائيلية فحسب، بل أيضا بعملية السلام المتوقفة منذ أمد طويل.
كما أن الإمارات تعد، يُكمل إيرلي، أول دولة عربية لا تربطها حدود مباشرة بإسرائيل تعقد معاهدة سلام مع تل أبيب، وهذا أيضا "تطور مهم، حيث إن الاتفاق بين البلدين يعكس توسع عملية السلام بالشرق الأوسط".
أما السبب الثالث والأهم بالنسبة له، فهو أن السلام يحمل هذه المرة إمكانات حقيقية لتعاون واسع في مجالات عديدة بين إسرائيل والعالم العربي.
يضاف إلى ذلك، يتابع إيرلي، أن أغلب الآراء في واشنطن تشير إلى إمكانيات التعاون الواعدة بين البلدين (…) حيث يبدو أن السلام هذه المرة وكأنه سلام دافئ حقًا، بمعنى أن هناك الكثير من جوانب التعاون التي تتجاوز الحد الأدنى فقط من حيث العلاقات التجارية وحتى على صعيد الشعوب.
وبناء على ما تقدم، اعتبر أن المعاهدة "علامة فارقة" من عدة جوانب.
خطوة إلى الأمام
في المقابلة نفسها، اعتبر الدبلوماسي أن معاهدة كامب ديفيد للسلام بين مصر وإسرائيل كانت ترنو لتغيير التوازن الاستراتيجي بالمنطقة، وكانت أول إشارة إلى التحول بعيدًا عن الاتحاد السوفيتي، ونحو نهج أكثر انفتاحا على الغرب في شؤون الشرق الأوسط.
واستدرك: "لكن بالنسبة للاتفاقية الإماراتية الإسرائيلية، فإن السلام يأخذ خطوة أخرى إلى الأمام لصالح شعوب المنطقة ورفاهيتها، وتعزيز الأمن والاستقرار بالشرق الأوسط".
وبخصوص الدول المتوقع انضمامها إلى دائرة السلام العربي الإسرائيلي بعد الإمارات والبحرين، قال إيرلي: "لا أذيع سرا إن أشرت إلى وجود الكثير من التكهنات حول عُمان والسعودية".
غير أنه عبّر عن ميله لاعتبار أن "التفاؤل بخصوص السعودية سابق لأوانه بعض الشيء، لعدة أسباب، ولكن أود أن أوضح أن الأمر ليس بنفس أهمية الخطوة الأولى، فالتوقيت عامل حاسم، بمعنى آخر، السلام قادم لا محالة إلى الشرق الأوسط، فهل ستنخرط الدول في عملية السلام الآن أو بعد عام؟ هذا هو السؤال المهم".
وشدد على أن السلام ليس في صالح دولة بعينها، بل في صالح الجميع، فالسلام يقود نحو تكامل وتعاون وترابط أكبر، إذا صح التعبير، بين الخليج وإسرائيل لصالح المنطقة.
وحذر من أن دول الخليج لديها الكثير من القواسم المشتركة، أهمها التهديد الإيراني على أبوابها، وبهذا المعنى، فإن الخليجيين والإسرائيليين يواجهون ذات التهديدات، وسيجدون طرقا لمتابعة هذه المصالح، سواء كان لديهم اتفاق أم لا.
aXA6IDMuMTI4LjE5OC45MCA= جزيرة ام اند امز