الاقتصاد الأمريكي يتجه لتعاف قوي لكن الطريق محفوف بانتكاسات كورونا
أدت قفزة في حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا في عدد من الولايات الأمريكية إلى تراجع عدد منها عن إجراءات لإعادة فتح اقتصاداتها.
بالفعل بدأ الاقتصاد الأمريكي بالارتداد من هبوطه العميق بسبب تداعيات تفشي فيروس كورونا المستجد وتقدم بخطوات ملموسة في طريق التعافي.
وهو ما أثار تساؤلات بشأن مدى السرعة التي قد يتعافى بها الاقتصاد الأمريكي من مرحلة الركود المرتبط بفيروس كورونا.
وأكد مسؤولون أمريكيون أن أكبر اقتصاد في العالم بدأ بالتعافي في وقت أبكر من المتوقّع، لكن الاستمرار في طريق التعافي سيظل رهن كورونا وبإجراءات الدعم التي ستتخذها الحكومة الأمريكية.
وقال مستشار بارز للبيت الأبيض الإثنين إن الاقتصاد الأمريكي ما زال يتجه فيما يبدو نحو تعاف قوي على الرغم من انتكاسات في مساعي إعادة فتح الاقتصادات في بعض الولايات التي أغلقت لاحتواء فيروس كورونا.
وأبلغ لاري كودلو مدير المجلس الاقتصادي القومي قناة سي إن بي سي التلفزيونية "في الوقت الحالي الأمر يبدو جيدا جدا. نحن نتجه صوب تعاف قوي."
وتابع: "هل هذا ربما يتغير؟ نعم ربما ونحن ننظر لهذا بعناية شديدة."
وأدت قفزة في حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا في عدد من الولايات الأمريكية إلى تراجع عدد منها عن إجراءات لإعادة فتح اقتصاداتها.
وأثار هذا تساؤلات بشأن مدى السرعة التي قد يتعافى بها الاقتصاد الأمريكي من هبوطه العميق المرتبط بفيروس كورونا.
وقال كودلو إن الهدف الرئيسي لإدارة ترامب هو تقديم حوافز لتشجيع عودة المزيد من الأمريكيين إلى العمل.
- انتعاش الاقتصاد رهن باحتواء كورونا
وأعلن رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول الإثنين أنّ الاقتصاد الأمريكي بدأ بالتعافي في وقت أبكر من المتوقّع، محذّراً في الوقت نفسه من أنّ انتعاشه سيكون رهناً باحتواء وباء كوفيد-19 وبإجراءات الدعم التي ستتّخذها الحكومة.
وفي خطاب سيدلي به خلال جلسة استماع للجنة الخدمات المالية في مجلس النواب اليوم الثلاثاء، كتب باول أنّ "الطريق أمام الاقتصاد غير مؤكّدة بالمرّة، وستكون إلى حدّ كبير رهناً بنجاحنا في احتواء الفيروس".
وأضاف أنه "من غير المرجّح أن يستعيد الاقتصاد عافيته بالكامل إلى أن يثق الناس بأنّه من الآمن الانخراط في مجموعة واسعة من الأنشطة".
وإذ نوّه باول بأنّ الاقتصاد الأمريكي بدأ يتعافى أسرع مما كان متوقعاً، لفت إلى أنّ معدلات البطالة لا تزال أعلى بكثير ممّا كانت عليه قبل تفشّي الوباء.
وقال "لقد دخلنا مرحلة جديدة مهمّة وفعلنا ذلك في وقت أبكر مما كان متوقّعاً"، لكنّ معدّلات الإنتاج والتوظيف لا تزال في مستويات أقل بكثير مما كانت عليه قبل الوباء.
وحذّر حاكم المركزي الأمريكي من أنّ وتيرة الانتعاش الاقتصادي المرتقب "ستعتمد أيضاً على الإجراءات السياسية التي ستتّخذ على كلّ مستويات الحكومة لتقديم الدعم (للأسر والشركات والمجتمعات المحليّة الأكثر ضعفاً) وتحفيز الانتعاش طالما كان ذلك ضرورياً".
وفي مايو/ أيّار الماضي سجّلت مبيعات التجزئة في الولايات المتّحدة ارتفاعاً كبيراً وكذلك الأمر بالنسبة إلى إنفاق المستهلكين، لكنّ هذا الانتعاش كان مدفوعاً إلى حدّ كبير بالمساعدات الضخمة التي قدّمتها الحكومة الفدرالية لتحفيز الاقتصاد.
ويخشى الخبراء الاقتصاديون من أنّ هذا الانتعاش لن يستمرّ مع انتهاء مفاعيل هذه المساعدات وظهور بؤر جديدة لفيروس كورونا المستجدّ ولا سيّما في جنوب غرب البلاد، في ولايات مثل كاليفورنيا وتكساس وفلوريدا التي تتميّز بكثافتها السكانية العالية.
ومنذ أسابيع يحضّ باول الكونجرس على إقرار خطة ثانية لتحفيز الاقتصاد، وقد حذّر الإثنين من أنّ معدّل انكماش الناتج المحلّي الإجمالي في الربع الثاني من العام قد يسجّل مستوى غير مسبوق في التاريخ الأمريكي.
- النمو يتباطأ
ومستهل الشهر الجاري، توقّعت تقديرات الاحتياطي الفيدرالي أن يتراجع إجمالي الناتج المحلّي الأمريكي بنسبة 6,5% هذا العام بسبب جائحة كوفيد-19 قبل أن ينمو بنسبة 5% في العام المقبل.
وفي تقديراته السابقة التي نشرها في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أي قبل أزمة كوفيد-19، توقّع الاحتياطي الفيدرالي أن ينمو الاقتصاد الأمريكي بنسبة 2% هذا العام وبنسبة 1,9% في 2021.
وقبل تفشّي فيروس كورونا المستجدّ كان الاقتصاد الأكبر في العالم، والذي استفاد من إجراءات التحفيز المالي في 2018، بدأ يتباطأ ولكنّه كان ينمو بمعدّل سريع بالمقارنة مع بقية الدول المتقدّمة.
وتوقّع مجلس الاحتياطي الفيدرالي أن يقفز معدّل البطالة في الولايات المتّحدة إلى 9,3% هذا العام قبل أن يتراجع إلى 6.5% في 2021.
وفي فبراير/ شباط الماضي، قبل أن تؤدّي التدابير التي اتّخذت للحدّ من تفشّي كوفيد-19 إلى شلل الاقتصاد الأمريكي، بلغ معدل البطالة في الولايات المتحدة 3.5% في أدنى مستوى له منذ 50 عاماً.