عمرها 10 ملايين سنة.. أحفورة أمريكية تحل معضلة شائكة
حسمت دراسة رائدة، جدلاً طويل الأمد بين علماء الأحياء وعلماء الحفريات فيما يتعلق بالتاريخ التطوري لحيوان الشيهم في أمريكا الشمالية.
واستند البحث، الذي أجراه فريق من متحف فلوريدا للتاريخ الطبيعي، إلى هيكل عظمي نادر للغاية وشبه مكتمل تم اكتشافه في فلوريدا.
وتعد أمريكا الشمالية موطنًا لنوع واحد فقط من الشيهم، بينما تضم أمريكا الوسطى والجنوبية 16 نوعًا مختلفا، وتشير أدلة الحمض النووي إلى أن نسب الشيهم في أمريكا الشمالية يعود تاريخه إلى 10 ملايين سنة، وهو ما يتعارض مع السجلات الأحفورية التي تشير إلى أصل أحدث يعود إلى 2.5 مليون سنة مضت، وهذه الدراسة الجديدة تسد هذه الفجوة، وتقدم صورة أوضح لرحلة النيص التطورية.
وقادت المؤلفة الرئيسية ناتاشا فيتيك وأمين علم الحفريات الفقارية جوناثان بلوخ فريقًا من طلاب الدراسات العليا والجامعية في دراسة دقيقة للحفرية.
وأشارت فيتيك إلى أنه "حتى بالنسبة لأمين المتحف المتمرس، يستغرق الأمر قدرا لا يصدق من الوقت لدراسة الهيكل العظمي بالكامل ومعالجته بشكل كامل"، وركزت أبحاثهم على الاختلافات الرئيسية في بنية العظام بين الشيهم في أمريكا الشمالية والجنوبية.
ومن المحتمل أن يكون الشيهم، وهو جزء من عائلة القوارض، قد نشأ في أفريقيا منذ أكثر من 30 مليون سنة قبل أن يشق طريقه إلى أمريكا الجنوبية عبر رحلة في المحيط الأطلسي. وهناك، تطورت إلى أشكال متنوعة، بما في ذلك الأنواع التي تعيش على الأشجار والتي نراها اليوم.
وعلى النقيض من ذلك، تكيفت حيوانات الشيهم في أمريكا الشمالية مع المناخات الباردة، وفقدت ذيولها القادرة على الإمساك بشىء، وطورت فروا عازلا وريشات تشبه الإبرة.
وكانت الحفرية، التي عثر عليها عالم الحفريات في متحف فلوريدا آرت بوير، حاسمة في هذا البحث، وكان يتميز بذيل قادر على الإمساك بشىء، مما يشير إلى وجود علاقة أوثق مع الشيهم في أمريكا الجنوبية، ولكن كان له أيضًا سمات مشابهة للأنواع الحديثة في أمريكا الشمالية.
ويشير هذا المزيج من الميزات إلى أن سلالة الشيهم في أمريكا الشمالية لها جذور قديمة، ومن المحتمل أن تسبق تكوين برزخ بنما.
وعلى الرغم من هذا التقدم، تبقى الأسئلة قائمة، وقالت فيتيك: "الشيء الوحيد الذي لم تحله دراستنا هو ما إذا كانت هذه الأنواع المنقرضة هي أسلاف مباشرين لشيهم أمريكا الشمالية الذي يعيش اليوم"، و تهدف الأبحاث المستقبلية إلى كشف المزيد عن التنوع والتاريخ التطوري لهذه المخلوقات الرائعة.