حزب الله وإسرائيل.. «خارطة طريق» أمريكية فرنسية لــ«وقف التصعيد»
اتفاق بين واشنطن وباريس، كشف عنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخميس، هدفه تنفيذ خارطة قدمتها فرنسا في وقت سابق من هذا العام لنزع فتيل التوتر بين حزب الله وإسرائيل.
وخلال الأشهر القليلة الماضية عملت فرنسا والولايات المتحدة على محاولة نزع فتيل التوتر، وقدمت باريس مقترحات مكتوبة إلى الجانبين استهدفت وقف تبادل إطلاق النار على الحدود بين لبنان وإسرائيل.
- هجوم المسيرات «الأكبر».. تصعيد جديد بين حزب الله وإسرائيل يقلق واشنطن
- إسرائيل تعود لـ«العصور الوسطى».. منجنيق على حدود لبنان
وقال ماكرون في تصريحات صحفية، على هامش قمة مجموعة السبع في إيطاليا: "اتفقنا مع الولايات المتحدة على مبدأ (مجموعة اتصال) ثلاثية تضم إسرائيل والولايات المتحدة وفرنسا للمضي قدما في خارطة الطريق التي اقترحناها وسنفعل الشيء نفسه مع السلطات اللبنانية".
وقال مسؤول فرنسي كبير إن هناك حاجة ملحة للولايات المتحدة وفرنسا لتكثيف جهودهما نظرا للتصعيد الخطير.
تطورات ميدانية
وفي الساعات الأولى من صباح الجمعة، شنت الطيران الإسرائيلي غارة على منزل جنوب لبنان أسفرت عن مقتل مدنية وإصابة 7 مدنيين آخرين على الأقل، وفق حصيلة أولية أوردتها الوكالة الوطنية للإعلام.
وقالت الوكالة إنّ "الطيران الحربي المعادي شنّ غارة استهدفت منزلاً في بلدة جناتا الواقعة في منطقة صور على بُعد 21 كيلومتراً كمسافة مباشرة عن أقرب نقطة حدودية مع إسرائيل، ما أسفر عن مقتل مواطنة وإصابة سبعة جرحى من المدنيين على الأقل".
وأظهرت صور ومقاطع فيديو نشرها صحفيون محليون دماراً واسعاً ألحقته الغارة بمبنى من طبقات عدة، بينما عملت سيارات إسعاف على نقل عشرات الإصابات، وبينهم أطفال، إلى مستشفيات المنطقة.
وكان حزب الله قال الخميس، إنه أطلق صواريخ وطائرات مسيرة على 9 مواقع عسكرية إسرائيلية، مما أدى إلى تصعيد للأعمال القتالية على الحدود الجنوبية للبنان لليوم الثاني على التوالي.
وقال الحزب إنه استهدف "بصواريخ الكاتيوشا والفلق ست ثكنات ومواقع عسكرية" في شمال إسرائيل وهضبة الجولان المحتلة.
وأضاف: "بالتزامن شنّت القوة الجوية بعدة أسراب من المسيّرات الانقضاضية هجوماً جوياً" على ثلاث قواعد أخرى، تضم إحداها مقراً استخباراتياً "مسؤولاً عن الاغتيالات"، بحسب البيان.
ووضع حزب الله الهجوم الذي يعدّ الأوسع على مواقع اسرائيلية منذ بدء التصعيد عبر الحدود قبل أكثر من 8 أشهر، في "إطار الرد على الاغتيال الذي نفذته إسرائيل في بلدة جويا"، في إشارة إلى ضربة جوية أودت، الثلاثاء، بطالب عبدالله الذي يُعد القيادي الأبرز بين من قُتلوا بنيران إسرائيلية منذ بدء القصف عبر الحدود.
وأعلن الحزب في بيانات لاحقاً استهدافه تحركات جنود ومواقع عدة بينها قاعدتان جرى استهدافهما في الهجوم الأول.
واستبعد حزب الله وقف القتال قبل التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.
تصعيد إسرائيلي
إثر الهجوم، أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ديفيد منسر خلال مؤتمر صحافي أن إسرائيل "سترد بقوة على جميع الاعتداءات التي يقوم بها حزب الله".
وأضاف: "ستعيد إسرائيل إرساء الأمن على حدودنا الشمالية سواء من خلال الجهود الدبلوماسية أو غير ذلك".
وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان إجراء قواته على مدار الأسبوعين الماضيين "سلسلة تمارين على مستوى الألوية العسكرية للتعامل مع سيناريوهات حربية مختلفة في الجبهة الشمالية" مع لبنان.
وقال إن التدريب "حاكى سيناريوهات قتالية على مستويات مختلفة مع التركيز على الحركة في مناطق وعرة والتقدم في محاور جبلية وتفعيل النيران بوتيرة متصاعدة".
وفي بيان آخر، أعلن الجيش إصابة جنديين بجروح متوسطة وطفيفة جراء إطلاق قذيفة مضادة للدبابات على منطقة المنارة، الحدودية مع لبنان.
ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأوّل الماضي في قطاع غزّة، يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف بشكل شبه يومي.
وأسفر التصعيد عن مقتل 469 شخصاً على الأقل في لبنان، بينهم 307 على الأقلّ من حزب الله و90 مدنياً، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات حزب الله ومصادر رسميّة لبنانيّة، فيما أعلن الجانب الإسرائيلي من جهته مقتل 15 عسكرياً و11 مدنياً.
aXA6IDE4LjExOC4xNDAuNzgg جزيرة ام اند امز