"أعيدوا الحوثي لقائمة الإرهاب".. صرخة خبير أمريكي بوجه بايدن
"سياستكم خاطئة.. فإدارتكم اليوم تعطي الإرهابيين القوة والدعم أكثر.. المنطقة في خطر بسببكم".
كلمات قوية للغاية وجهها الخبير الأمريكي البارز، توم حرب، وتلخص الانتقادات الموجهة للرئيس الأمريكي جو بايدن في الفترة الأخيرة، ما دفع الأخير لإعلان إعادة النظر في إدراج الحوثي كمنظمة إرهابية.
وفي وقت متأخر أمس، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن وضع مليشيات الحوثي على قوائم الإرهاب مجددا هي مسألة قيد النظر.
وحملت تلك التصريحات التي جاءت في أعقاب هجوم الحوثي الإرهابي ضد أهداف مدنية في أبوظبي، تحولا في موقف الإدارة الأمريكية التي رفعت قبل نحو عام، المليشيات الحوثية من قائمة الإرهاب رغم انتهاكاتها بالداخل وتهديدها الذي طال أمن المنطقة والملاحة الدولية.
هذا التحول يحمل في طياته العديد من الدوافع؛ أبرزها احتواء الأصوات المتصاعدة من الداخل الأمريكي التي ترى أن أمن دولة الإمارات خط أحمر، وأن سياسات الإدارة الأمريكية حيال المنطقة كانت خاطئة.
والإثنين الماضي، نفذ الحوثي هجوما إرهابيا مزدوجا، الأول عبر تفجير ثلاثة صهاريج نقل محروقات بترولية في منطقة مصفح آيكاد 3 بالقرب من خزانات أدنوك، والثاني حريق في منطقة الإنشاءات الجديدة قرب مطار أبوظبي الدولي.
وأعلنت شرطة أبوظبي وفاة ثلاثة أشخاص أحدهم من الجنسية الباكستانية واثنان من الجنسية الهندية، وإصابة 6 آخرين بإصابات تترواح بين البسيطة والمتوسطة.
وضع صعب
توم حرب مدير التحالف الأمريكي الشرق أوسطي للديمقراطية يقول لـ"العين الإخبارية": "بعد الهجوم الحوثي ضد دولة الإمارات، ارتفعت أصوات عديدة في الولايات المتحدة ضد إدارة بايدن مفادها بأن كل ما قمت به سواء كان الانسحاب من أفغانستان أو التفاوض للعودة للاتفاق النووي والمقامرة بأمن المنطقة، كان خطأ".
وموضحا الوضع الحالي الذي تواجهه الإدارة الأمريكية، تابع حرب: "اليوم، إدارة بايدن في واقع صعب؛ من ناحية تحاول التفاوض مع الإيرانيين الذين ربما رفضوا أي شروط تتعلق بجماعات حزب الله والحوثي والحشد الشعبي؛ ومن ناحية ثانية لم تكتف مليشيات الحوثي بالقتال داخل اليمن ولا تزال ترسل الطائرات المسيرة للسعودية وتنفذ الهجمات الإرهابية ضد الإمارات".
خطورة التصعيد الأخير بحسب حرب، تكمن في أن دولة الإمارات بمثابة خط أحمر لدى الشعب الأمريكي والأوروبي بشكل عام؛ حيث تعتبر مركزا تجاريا بين الشرق والغرب.
ويقول "جميع الدول الغربية لديها مصالح هائلة في الإمارات، وبالتالي أي زعزعة لاستقرار الإمارات هي زعزعة لأمن المنطقة والملاحة الدولية ككل".
وتشكل أراضي وسواحل دولة الإمارات ممرا لحركة التجارة العالمية بين الشرق والغرب، وساعدها في ذلك موقعها الجغرافي المتميز، فيما رسخت دولة الإمارات علاقاتها مع أكثر من 200 دولة.
وحول حجم الضغط الذي تواجهه إدارة بايدن، يوضح حرب: "هناك ضغط كبير من المشرعين على الإدارة الأمريكية، لإعادة وضع الحوثيين على لائحة الارهاب بالإضافة إلى وقف الإمداد للحوثي".
ومضى قائلا "الأصوات الأمريكية تتصاعد يوما بعد يوم، وربما ستكون ورقة رابحة للمنتقدين لسياسة بايدن التي شجعت جماعة الحوثى على التصعيد في زعزعة أمن المنطقة".
وعن مسار هذا الضغط الأمريكي، يرى حرب أن ضغط اليمين الأمريكي والحزب الديمقراطي الوسطي على إدارة بايدن سيستمر ويزداد شدة لإعادة وضع الحوثي على لائحة الإرهاب.
ويتوقع الخبير السياسي الأمريكي أن تواصل طهران استغلال الحوثي كدمى لضرب المصالح في الدول العربية، في حال استمرت سياسات إدارة بايدن الحالية.
وتملك مليشيات الحوثي في اليمن أسلحة ومسيرات إيرانية تستخدمها في شن عمليات إرهابية على حلفاء الولايات المتحدة.
تنديد أمريكي
ورغم أن الهجوم الأخير لجماعة الحوثي الانقلابية لم يكن الأول من نوعه، فإن حدته وخطورته تفاقمت مع تهديد استقرار وأمن المنطقة.
وبرهنت الهجمات الأخيرة على صعوبة استقطاب المليشيات الحوثية الإرهابية للسلام دون رغبة حقيقية منها، إذ إن خيارها الوحيد هو تحويل اليمن لمسرح عمليات يستهدف أمن المنطقة، وفق مراقبين.
وعقب الهجوم الأخير ضد دولة الإمارات، ارتفعت الأصوات المنتقدة لسياسات الإدارة الأمريكية التي تسببت في تهديد أمن المنطقة، وطالبت بإعادة إدراج مليشيات الحوثي على قوائم الإرهاب.
من بين هذه الأصوات، عضو مجلس الشيوخ الأمريكي عن الحزب الجمهوري، تيد كروز، الذي أكد التزامه بالضغط على إدارة جو بايدن لإعادة فرض العقوبات على الحوثيين لوقف اعتداءاتهم.
وتابع عبر تغريدة على موقع التدوينات القصيرة "تويتر"، أن "الحوثيين ردوا على رفع العقوبات عنهم "بشكل سريع ومتوقع عبر تصعيد الاعتداءات وإعاقة وصول المساعدات الإنسانية".
وسبقت حديث كروز، تصريحات مماثلة لأعضاء من الكونجرس من بينهم السيناتور الجمهوري البارز جيم إنهوف، عضو لجنة القوات المسلحة في البرلمان الأمريكي.
ودعا إنهوف إلى تصنيف مليشيات الحوثي كمنظمة إرهابية، وأدان الهجوم الذي استهدف منشآت مدنية في أبوظبي.
وقال إنهوف عبر حسابه على "تويتر": "تظهر الهجمات المميتة على أصدقائنا في الإمارات مرة أخرى أن الحوثيين المدعومين من إيران، إرهابيون"، مضيفاً "كما أشرت العام الماضي، كان من الخطأ من قبل إدارة بايدن، رفع تصنيف الحوثيين من قائمة الإرهاب.. يجب استعادة هذا التصنيف الآن".
وتوالت الإدانات الأمريكية عبر تغريدات متفرقة على مواقع التواصل الاجتماعي، لعل أبرزها وصف السيناتور الجمهوري البارز وعضو لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأمريكي جيم ريش، الحوثيين بالوكيل الإرهابي التابع لنظام إيران.