أول مدربة خراطة بمصر لـ"العين الإخبارية": أحلم بـ"ورشة" لمنافسة الرجال
الفتاة السكندرية أميرة عصام دخلت بقدميها مهنة الرجال ولم تخشَ أحدا، فقدراتها الصناعية جعلتها أول مدربة خراطة في مصر
إيمانها بدور الصناعة في تقدم الدول وإيمانها بأهمية دور المرأة إلى جوار الرجل من أجل تقدم الأوطان، جعلها تسلك طريقا مختلفا بعيدا تماما عن الطريق المألوف لأغلب الفتيات، فبعد تخرجها في الجامعة العمالية، اتجهت إلى الدراسات العليا في مجال الصناعة بالأكاديمية البحرية في الإسكندرية، لتصبح أول مدربة خراطة في مصر.
المصرية ابنة الإسكندرية أميرة عصام، البالغة من العمر 27 عاما، تروي خلال حوارها لـ"العين الإخبارية"، رحلة كفاحها التعليمية في مجال الصناعة، وكيف أصبحت أول مدربة خراطة في مصر، لتشق طريقها في مسار كان حكرا على الرجال.
لماذا اخترتِ العمل في مجال الخراطة؟
منذ أيام الطفولة وأنا أتمنى أن أكون امرأة رائدة في مجال الصناعة، وأن أصنع منتجا يحمل اسم بلدي، فمنذ التحاقي بالجامعة العمالية وضعت طريقا حتى أكون متفوقة في مجال الخراطة، والتحقت بالدراسة في الأكاديمية البحرية، وحصلت على العديد من الدراسات حتى أصبحت جامعة بين الموهبة والعلم، وقررت أن أفتتح ورشة خراطة لتكون مصدر دخل لي، ولم أعبأ بالانتقادات التي وجهت لي من الكثيرين، فكل ما كان يدور في ذهني أثناء دراستي وحتى الآن أن أصبح "خراطة" ناجحة في مصر والعالم أجمع.
كيف أصبحتِ أول مدربة خراطة في مصر؟
بعد الكورسات والدراسات المكثفة في الأكاديمية البحرية، حصلت على منحة دراسية من قبل معهد التقنية والمهنية، وبفضل الله اجتزت جميع الصعاب لأنني كنت أدرس وأعمل في وقت واحد بمجال الخراطة، وبعد انتهائي من هذه المنحة، استطعت أن التحق بالأكاديمية البحرية كعاملة في ورشة الخراطة حتى تطور الأمر وأصبحت أول مدربة لهذه المهنة في مصر، فيتدرب تحت إشرافي طلاب وطالبات كلية الهندسة، وكل هذه الأمور جعلتني أشعر بالفخر وبقيمة الصناعة، فأنا أتمنى أن يكون كل فرد داخل المجتمع المصري منتجا في مجاله كل حسب هوايته.
وماذا عن معارضة أسرتكِ لعملكِ بهذه المهنة؟
بالعكس منذ أن كشفت عن آفاق طموحي والحديث مع أهلي عن أمنيتي بأن أكون امرأة رائدة ذات دور مميز في مجال الصناعة، وأسرتي تشجعني وتحثني على التقدم ومواكبة العلم في مجالي، خاصة بعدما تخصصت في الخراطة، وأصبحت مدربة لهذه المهنة، فعائلتي تطلب مني أن أكون دقيقة ومميزة حتى حققت ذاتي في هذا المجال، خاصة أنه كان حكرا على الرجال، بل وما زالوا يشكلون النسبة الأكبر العاملة في مهنة الخراطة لأن الفتيات قديما كن لا يفكرن في القدوم على مثل هذه المهن، وكانت أغلبيتهن يعملن بالمهن المألوفة بالنسبة لهن.
ألا تخشين أن يؤثر عملك بهذه المهنة على حياتكِ العاطفية؟
تقصد أن الرجال قد ينظرون لي على أنني أتنازل عن أنوثتي من خلال العمل بمهنة الخراطة المقصورة على الرجال، هذا الأمر لا يعنيني كثيرا، فعملي أولا وطموحي وحياتي العملية في المقدمة، ولست تلك الفتاة التي تنتظر فتى أحلامها لتتزوج وتجلس في المنزل، أنا أريد أن أتزوج برجل يقدر عملي ودوري في مجال الصناعة والإنتاج ويشجعني مثلما فعلت أسرتي معي، فالرجل الذي يريد الزواج بفتاة تعمل في مهنة مألوفة عليه التقدم لها، ومن يريد أن يتزوجني عليه ألا يخشى أنني أصبحت مدربة خراطة.. وهنا يمكنه التقدم إلى أهلي.
ما أبرز طموحاتك في مجال الخراطة؟
أطمح إلى افتتاح "ورشة" قريبا كي أتمكن من تحقيق أهدافي في مجال الخراطة وأثبت نفسي في السوق المصري، خاصة أن الرجال يحتكرون هذه المهنة من قديم الأزل ولا أحد يستطيع أن يقترب منهم، فمهتمي الآن أصبحت صعبة للغاية لأمرين؛ الأول إثبات نفسي وقدراتي، والآخر اكتساب شعبية بجانب الرجال المميزين في هذه المهنة وأن أكون على قدر ثقة الزبائن الذين يتعاملون معي، فلا بد أن أتميز عن غيري بعملي ومهاراتي في المهنة حتى أستطيع فرض نفسي بالعمل والجهد داخل السوق المصري، ولدي شعور بأنني سأكون الأولى في مصر التي تنجح في تحقيق ذلك.