نترات الأمونيوم.. ما يسبب الدمار يصنع الحياة
نترات الأمونيوم تعد من المواد الكيمائية التي يمكن استخدامها لخدمة البشرية، وأيضا يمكن توظيفها لجلب الدمار والخراب.
تصدرت "نترات الأمونيوم" المشهد العالمي خلال الأيام الماضية.. المادة التي صنعت الدمار في الانفجار الضخم الذي هز بيروت، هي نفسها التي تحمل الحياة وتستخدم كسماد لإنتاج أفضل المحاصيل الزراعية.
وتسبب الانفجار الضخم الذي هز مرفأ بيروت الثلاثاء، في مقتل 158 شخصا وجرح 6 آلاف، ولا يزال 21 شخصا في عداد المفقودين، وفقا لبيانات وزارة الصحة اللبنانية.
الفاجعة التي ألمت ببيروت وجهت أصابع الاتهام فيها إلى مادة "نترات الأمونيوم" التي أحدثت الانفجار الذي صنف بأنه الثالث في القدرة التدميرية خلال التاريخ.
لكن في الوقت الذي تستخدم فيه نترات الأمونيوم في صنع المتفجرات وبعض الصناعات الكيماوية الأخرى فإن لها استخدامات إنسانية، تتمثل في صنع السماد الكيماوي للنباتات، والذي يعد مصدرا رئيسيا لزيادة إنتاجية المحاصيل الزراعية.
وتعتبر نترات الأمونيوم من المواد الكيماوية الغنية بالنيتروجين اللازمة لزيادة إنتاجية المحاصيل الزراعية خاصة الحبوب بأنواعها، ومكملا غذائيا يضاف إلى التربة لتزويد المزروعات بالمنجنيز والحديد والزنك، كما أنه يزيد من خضرة أوراق المحاصيل.
ويستخدم المزارعون نترات الأمونيوم، لتزويد التربة والنباتات بالنيتروجين، الذي يساعد على تكوين الأوراق ذات السطح الكبير ما يساعد على القيام بعملية التمثيل الكربوهيدراتى بكفاءة عالية.
وتستخدم المزارع الكبيرة نترات الأمونيوم لزيادة الإنتاجية من الثمار والمحاصيل الزراعية، كما أن النترات تساعد المزارعين في التحكم بموعد نضوج النباتات كإحدى أدوات إدارة معروض السلع الزراعية خلال الموسم الواحد.
ويعتبر النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم من المغذيات النباتية الأساسية، ويتم تصنيف الأسمدة حسب كميات هذه العناصر التي تحتوي عليها الأسمدة؛ ومن المعروف أن تلك المادة غنية بالنيتروجين اللازم لنمو النباتات.
ورغم أن أكبر مخزون من نترات الأمونيوم الطبيعية موجود في صحراء أتاكاما في تشيلي، فإن ما يقرب من 100% من هذه المادة المستخدمة الآن صناعية، ويمكن تحضيرها عن طريق تفاعل الأمونيا مع حمض النتريك.
وعلى الجانب الآخر، تعد نترات الأمونيوم مكونا رئيسيا لمادة ANFO، المعروفة باسم "زيت الوقود"، الذي يستخدم كمادة تفجير في قطاع التعدين والمحاجر والبناء المدني، ويمثل 80% من المتفجرات الصناعية المستخدمة في الولايات المتحدة.
وإذا كانت هناك كمية كبيرة من نترات الأمونيوم في ظروف غير طبيعية، فإنه يمكنها توليد حرارة ذاتية كافية لإشعال النار واستمرار الحريق، من دون الحاجة إلى أي محفز خارجي، لذا فإن زيادتها في التربة تحرق النباتات.
وأثناء احتراقها في ظروف بعيدة عن الزراعة تمر نترات الأمونيوم بتغيرات كيميائية تؤدي إلى إنتاج الأكسجين، وهو بالضبط ما يحتاجه أي حريق للاستمرار والتمدد، ومع ارتفاع درجة الحرارة تتحول المادة إلى ما يشبه "مفجر القنبلة".