باحثة مصرية تنجح في إنتاج مادة عضوية تكافح النمل الأبيض
ندى تربط بين دراستها للجغرافيا وترميم الآثار، والسعي للحفاظ على ما تبقى من مدينة القصر الإسلامية، والتي تحتوي على مخطوطات خشبية مهمة
نجحت الباحثة المصرية ندى زين الدين، في إنتاج مادة عضوية للقضاء على النمل الأبيض، الذي يحتل مدينة القصر الإسلامية شمال واحة "الداخلة" في قلب الصحراء المصرية، وأتلف كثيرا من القطع الخشبية الأثرية.
وربطت ندى بين دراستها الجغرافيا وترميم الآثار، والسعى إلى الحفاظ على ما تبقى من مدينة القصر الإسلامية، التي تحتوي على مخطوطات خشبية مهمة.
وقالت ندى لـ"العين الإخبارية": "حصلت على الماجستير من جامعة القاهرة قسم الجغرافيا، عن موضوع التغيرات البيئية في بحيرة البرلس في استخدام نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد، ثم اتجهت إلى مجال الترميم وأكملت دراستي فيه لرغبتي في ربط الجغرافيا".
وأضافت: "بدأت بعد ذلك رحلتي إلى اليابان في نهاية عام 2017، حيث سافرت إليها للمرة الأولى ضمن 20 باحثا من دول العالم من دارستي الماجستير لبحث مشاكل المياه".
وتابعت: "كان لكل باحث موضوع مختلف، ورسالتي كانت عن المقارنة بين التغيرات البيئية في بحيرة البرلس وبحيرة بويا بمدينة كيوتو، وفي النهاية، قامت وزارة البيئة باعتماد نتائج رسالتي، ودخلت كتطبيق في لجنة مشروع إنقاذ بحيرات مصر، ومن بين الـ20 باحثاً حصل 5 منا على منحة رسالة الدكتوراه فى اليابان، وكنت أنا في المركز الثالث".
وفيما يخص اكتشافها وجود النمل الأبيض في مدينة القصر الإسلامية، قالت ندى: "كنت في إحدى الرحلات أواخر 2018 لمدينة القصر الإسلامية، واكتشفت أن كل الخشب الأثري الموجود في المدينة متآكل ومنثور على الأرض، وكان حينها معنا مفتش الآثار، فسألته عن سبب تآكل الخشب نظراً لاحتواء المدينة على كثير من الكتابات الخشبية ذات قيمة، فأخبرني إنه بفعل النمل الأبيض".
وعن بدء مشروعها لابتكار العلاج أوضحت: "من أول يوم وصلت فيه إلى اليابان في ديسمبر/كانون الأول 2018 وأنا أقرأ عن النمل الأبيض، وكنت أخذ معى عينات من الخشب عند نزولي إلى مدينة القصر الإسلامية، وكذلك الإفرازات التي ينتجها النمل الأبيض".
واستطردت: "كان اهتمامي هو إيجاد علاج بعيداً عن الاستخدامات الكيميائية حتى لا يضر البيئة، فتوصلت إلى علاج من مواد طبيعية وعضوية، يتكون من نوع من أنواع البكتيريا حين يأكلها النمل يموت في الحال، تلك البكتيريا تم تخليقها وبدأنا بتجربتها على النمل عند نزولي مرة أخرى إلى مصر في شهر يوليو/تموز الماضي، نظرا لشراسة النمل في فترة الصيف".
وأضافت: "عدت مرة أخرى بعينة من الرمل الأبيض الذي يتغدى عليه النمل، ووضعته في معمل جامعة طوكيو، ووجدت النتيجة أن كل ذلك نمل ميت، وهنا اكتشفت أن النمل لونه كريستالي لا يرى"، مشيرة إلى أن تجاربها بدأت في يوليو/تموز 2019 وحتى يناير/كانون الثاني 2020، حتى حصلت على اعتماد النتيجة وتطبيقها.
وكشفت ندى: "تعاني اليابان من النمل الأبيض أيضاً، فبعد النتيجة التي حصلنا عليها، والمعتمدة من جامعة طوكيو، قامت شركة Sumitomo Chemical Company اليابانية، وهى من أقوى شركات الكيماويات، بتصنيع العينة لتكون مادة سهلة الاستخدام للجميع".
وأشارت الباحثة إلى أنها بانتظار الحصول على عينة مصنعة لإرسالها إلى وزارة الآثار والجهات المعنية في مصر، وبالتحديد قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية في وزارة الآثار، خصوصا أنهم يتابعون معها النتائج أولا بأول.
وعن إمكانية استخدام هذه المادة في القضاء على النمل المنزلي، أوضحت ندى: "النمل الموجود في المنازل درجات، وليس بقوة النمل الموجود في مدينة القصر، فالمدينة فيها خشب عميق وكبير يحتاج لمستعمرات النمل الأبيض، وللمنازل نصحت إحدى الصديقات باستخدام زيت القطران مع التخفيف بالمياه، وبالفعل استخدموه وكانت له نتائج جيدة".
aXA6IDE4LjExNi4xNS4yMiA= جزيرة ام اند امز