استغلال طفرة أسعار الذهب.. المستثمرون يستهدفون شركات التعدين الصغيرة

تواصل أسعار الذهب ارتفاعها القوي، حيث يتم تداوله حالياً بثبات فوق 3300 دولار أمريكي للأوقية، وتزداد توقعات بعض المحللين بأن يصل إلى 4000 دولار في المستقبل القريب.
وبينما لا تزال صناديق المؤشرات الكبرى والذهب المادي تجذب المستثمرين، يتحول التركيز بشكل متزايد نحو شركات التعدين الصغيرة التي قد توفر عوائد أعلى بكثير، لا سيما في ظل السوق الصاعد.
واعتبر تقرير نشره موقع "ذا غلوب اند ميل" إن شركة روا جولد RUA GOLD تعد مثالاً بارزاً على هذه الديناميكية الجديدة في السوق، مع مؤشرات قوية على أنها من أبرز الرهانات الاستثمارية في قطاع المعادن خلال 2025.
روا جولد
وتطور RUA GOLD مشاريع الذهب والأنتيمون في نيوزيلندا. وقد نجحت مؤخراً في جمع تمويل بقيمة 13.8 مليون دولار كندي، مما عزز موقعها المالي وقدرتها على تنفيذ خطط توسعية طموحة. والشركة تمتلك نحو 95 في المئة من حقل الذهب التاريخي في ريفتون بالجزيرة الجنوبية لنيوزيلندا، وهو موقع تم فيه إنتاج أكثر من مليوني أوقية ذهب بتركيزات مرتفعة.
وتعتمد الشركة على استراتيجية "المركز والأقمار"، والتي تركز على تجميع موارد سطحية عالية التركيز ونقلها لمسافة قصيرة إلى مركز معالجة. وقد كشفت نتائج الحفر الأخيرة في مشروع "أولد كريك" عن نظام معدني يمتد لأعماق تتجاوز 280 متراً، من بينها تقاطع عالي التركيز بعمق 2.1 متر سجل 64 غراماً للطن مكافئ ذهب.
من جانبه، أكد الرئيس التنفيذي للشركة، روبرت إكفورد، أن هذه النتائج تعكس إمكانات استثنائية، مشيراً إلى أن الربع المقبل سيشهد تكثيف الحفر لتوسيع نطاق التمعدن، إضافة إلى أعمال استكشاف في موقع "كمبرلاند-غالانت" إلى الجنوب.
الأنتيمون.. معدن استراتيجي
ولا يقتصر اهتمام الشركة على الذهب فقط، إذ يشمل أيضاً الأنتيمون، وهو معدن استراتيجي يستخدم في البطاريات ومثبطات اللهب. وقد قفزت أسعاره هذا العام إلى أكثر من 50 ألف دولار للطن بعد فرض الصين قيوداً على تصديره، ما زاد من قيمته الجيوسياسية.
وتعد نيوزيلندا الأنتيمون من المعادن الحرجة، ما يمنح مشاريع RUA قيمة إضافية. وتشير العينات السطحية إلى تراكيز تصل إلى 40%، في حين سجلت بعض الآبار أكثر من 8% أنتيومون.
وفي موقع "كمبرلاند"، على بعد ثلاثة كيلومترات جنوباً، سجلت الحفر نتائج قوية، منها 1 متر بتركيز 26.9 غراماً للطن، ومتر آخر بـ16.2 غراماً. كما تم تسجيل تركيز استثنائي بلغ 1911 غراماً للطن في إحدى الحفر السابقة. وتُعد هذه أول حملة حفر تستفيد من التوجيه بالذكاء الاصطناعي عبر منصة "VRIFY"، ما يعكس دمج التكنولوجيا الحديثة في الاستكشاف الجيولوجي.
أما في الجزيرة الشمالية، فتملك الشركة مشروع "غلامورغان"، الذي يمتد على شذوذ طوله أربعة كيلومترات غني بالذهب والزرنيخ، ضمن حقل "هاوراكي"، حيث يقع أيضاً منجم "مارثا" الشهير الذي يحتوي على عشرة ملايين أوقية. وتُظهر العينات الصخرية تراكيز تصل إلى 43 غراماً للطن، فيما حدّدت دراسات جيوفيزيائية مناطق مقاومة كهربائية قد تشير إلى وجود عروق كوارتز. وتقترب الشركة من الحصول على تصاريح الحفر، بعد تحسين الأهداف باستخدام محرك DORA AI.
وتبدو RUA GOLD في موقع جيد للنمو خلال النصف الثاني من عام 2025، مدعومة بفريق إداري له سجل حافل بصفقات ناجحة تجاوزت قيمتها 11 مليار دولار، وأكثر من 10 ملايين دولار نقداً في خزينة الشركة.
نجاحات أخرى
ومن بين الشركات الناشطة الأخرى في قطاع الذهب، تبدو قصص نجاح مستمرة. فشركة Adyton Resources قد أنهت للتو ستة آبار حفر في مشروع "Feni Island" في بابوا غينيا الجديدة، مع مؤشرات أولية على نظام بورفيري واعد. كما أعلنت شركة Equinox Gold إنتاج 219,122 أوقية ذهب في الربع الثاني، وتهدف لبدء الإنتاج في منجم "Valentine" خلال سبتمبر/أيلول المقبل.
ومن جهتها، أغلقت شركة IAMGOLD ترتيب تمويل مسبق بتسليم 150 ألف أوقية ذهب، مما سيعزز تدفقها النقدي ويُحسن من مركزها المالي. أما شركة Radisson Mining فقد أعلنت عن نتائج حفر استثنائية في مشروع "O’Brien" بكندا، تشير إلى إمكانات توسع كبيرة خارج نطاق الدراسة الحالية.