محللون وسياسيون قالوا إن خطاب جون كيري جاء في الوقت الضائع، ولن يضيف جديداً للقضية الفلسطينية
قال محللون وسياسيون إن خطاب وزير الخارجية جون كيري حول الصراع العربي الإسرائيلي وامتناع أمريكا عن التصويت بشأن قرار الاستيطان جاء في الوقت الضائع، وقبل أيام قليلة من تركه لمنصبه في إدارة الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما، مشيرين إلى أن الخطاب لم ولن يضيف جديداً للقضية الفلسطينية أو دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وقال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إن كلمة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، حول رؤيته للسلام في الشرق الأوسط جاءت أشبه بالمحاضرة الجامعية الطويلة المُملة، يلقيها على الحاضرين، فلم تعبر في واقع الأمر، عن رؤية أو إعلان أو بيان.
وأضاف فهمي أن الإدارة الأمريكية تريد قبل رحيلها أن تؤكد أن لديها رؤية، موضحاً أن كيري قام بنحو 23 جولة بشأن الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي انتهت إلى لا شيء.
وتابع فهمي أن توقيت الكلمة جاء في الوقت الضائع، لافتاً إلى أن الإدارة الأمريكية تحاول تقديم رسائل في كل الاتجاهات.
وأشار إلى أن كيري قام بتذكير الفلسطينيين والإسرائيليين بجدوى السلام، عبر الحديث عن كل الحقوق الإنسانية للشعب الفلسطيني، وأزمة غزة، مكرراً لـ4 مرات بأن كل الأمور مرحلة للبحث من جانب الإدارة الأمريكية الجديدة، متسائلاً: "لماذا ألقى كيري كلمته في هذا التوقيت؟".
وأوضح فهمي أن كيري أكد الدعم الأمريكي لإسرائيل عبر منظومة متكاملة، مشدداً على أن الإدارة الأمريكية أرادت أن يكتب بتاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، وأنها قدمت رؤيتها مثلما فعلت الإدارة الأمريكية السابقة.
من جانبه قال مدير مركز مسارات لأبحاث السياسات في فلسطين، هاني المصري، إن تأثير كلمة جون كيري، حول رؤيته للسلام في الشرق الأوسط على العلاقات مع إسرائيل سيكون محدوداً، لا سيما أن الإدارة الحالية تستعد للرحيل، ولم يتبقَّ لها سوى 3 أسابيع فقط، بينما سيأتي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، برؤية مختلفة ومغايرة تماماً.
وأضاف المصري، خلال لقائه على شاشة "الغد" الإخبارية، أن السبب الرئيسي وراء امتناع أمريكا عن التصويت بشأن قرار مجلس الأمن حول الاستيطان، هو محاولة وضع ساتر أو عقبة أمام ترامب؛ لمنعه من الانزلاق في تطبيق رؤيته والمواقف التي أعلنها أثناء الحملة الانتخابية في أيامها الأخيرة، التي يُمكن أن تدفع الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني إلى التدهور الشامل، خاصة إذا تم نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، والدفاع عن سياسة إسرائيل الاستيطانية.
وأوضح المصري أن كل هذه المؤشرات تؤكد أن الإدارة الأمريكية المقبلة ستكون أكثر دعماً لإسرائيل، موضحاً أن إدارة أوباما، تحاول وضع عقبات في هذا الطريق ومن ورائها العالم كله، لأن التصويت في مجلس الأمن كان أشبه بالإجماع.
ولفت إلى أن "دولة مثل ألمانيا أصدرت بياناً، تؤيد فيه قرار مجلس الأمن، وهو ما يعكس مخاوف عالمية من الأوضاع الأمنية والاستقرار في المنطقة، وفي العالم، في ظل عهد دونالد ترامب".
وأشار المصري إلى أنه بعد 8 سنوات من دعم إدارة أوباما لإسرائيل، هل يريد أن يبرأ كيري ساحة إدارته أمام التاريخ؟ في النهاية هي مواقف جيدة، إلا أنها جاءت متأخرة ولا تكفي.